هو فصل جديد من فصول الارهاب الذي ضرب مجددا رجال الامن بمدينة القصرين حيث شيعت أمس معتمديتا حفوز ونصر الله من ولاية القيروان شهيدين من أبنائهما البررة. الشهيد الاول هو حاتم العجيلي ( 23 سنة - اعزب ) حافظ امن هو الشقيق الثامن لعائلة تتركب من 10 افراد، اثنان منهم استاذان عاطلان عن العمل والفلاحة هي مصدر رزقهم في منطقة «العجيلات» التي تبعد حوالي 3 كلم عن مدينة حفوز. حالة من الحزن والأسى واللوعة والبكاء خيمت على المنطقة وعلى الجموع الغفيرة التي جاءت الى منزل عائلة شهيد الوطن في نظرة الوداع الاخير لشاب عرف بالاستقامة والانضباط والاخلاق الرفيعة بشهادة الجميع. المشهد كان مؤثرا للغاية والدموع في عيون كل الحاضرين وحالات من الاغماءات سواء من والدته أو من اشقائه الذكور ( بما انه لا يملك اشقاء من الفتيات ). ولا تسمع الا كلمة «القصاص» بعبارات مؤثرة من جميع الاطراف ومن تحت تأثير الصدمة في جنازة مهيبة شارك فيها السيد رضا صفر الوزير المكلف بالأمن صحبة والي القيروان محسن المنصوري الى جانب ممثلين عن جميع الاسلاك الامنية والعسكرية التي طالبت الوزير في نقاش مطول بضرورة تفعيل قانون الارهاب وتوفير الظروف الملائمة للعمل. ماذا قالوا؟ احمد العجيلي ( والد الشهيد ) : «هو شهيد عند الله ودافع عن بلده لكني اتساءل ما الفائدة من كل هذا والامنيين يتساقطون الواحد تلوى الآخر وهم غير محميين حتى بصدريات ولماذا يضعون أقل من ثلاثة اعوان في كل محمية امنية مراقبة؟». والدة الشهيد التي كانت في حالة نفسية يرثى لها رددت كلمات غير مفهومة « الله يهلكهم..الله يهلكهم..الله يضرهم..يا حليلي..يا حليلي..الله يضرهم..الله يضرهم..يا حليلي على وليدي..يا حليلي على وليدي». رابح العجيلي ( شقيق الشهيد ): « هذا قضاء وقدر وهو شهيد..و العائلة هي التي خسرته في نهاية المطاف وبكل صراحة فهو اعقل اشقائي كما اني الوحيد في العائلة الذي كنت رافضا لانضمامه لسلك الامن». محفوظ الصعدلاوي ( صديق الشهيد ) : « انا اتساءل كيف وصلت ازياء الامن الى هؤلاء الارهابيين ليتسللوا بها الى داخل المدينة ومنطقة الامن بجانب منزل بن جدو وبعد ان قاموا بقتل الشهداء عادوا الى اوكارهم وكأن شيئا لم يكن وهي نقطة استفهام». وليد ( شقيق الشهيد ) : «ربي يصبّرنا ربّي يصبّرنا...ماذا فعل لهم شقيقي واين هو دليلهم على أن شقيقي غير مسلم وما ذنبه في نهاية الامر. وهل لديهم آية قرآنية تبيح هذا الاجرام الجبان؟. هم اعداء الله» محمد الناصر الصالحي ( الناطق الرسمي باسم النقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي بالقيروان ) : «ما حدث هذه المرة اشنع بكثير مما حدث في المرات السابقة نظرا لأن هذه المجموعات الارهابية وصلت الى داخل البلاد والاحياء الشعبية وطالت الزملاء الامنيين لكن المستهدف هو السيد وزير الداخلية. ونحن نقول للسيد الوزير رحم الله شهداءنا وما قاله النقابيون هو حقيقة يجب ان تعتمد وما نبهنا اليه طال منزلكم».