لأول مرة منذ إنطلاقة مسيرته الفنية قبل أكثر من ثلاثين عاما يدخل الزين الحداد المغرب مطربا بين الكبار، فهو المطرب التونسي الوحيد الذي تمت برمجته في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان موازين «من30ماي إلى 7جوان بالعاصمة المغربية الرباط». وقد استعد الزين لهذا الاختبار الفني كعادته وكأنه سيغني لأول مرة ترافقه فرقته الموسيقية بقيادة عبد الباسط المتسهل، إذ أعد «الزين» الذي سيقدم عرضه يوم الخميس 5 جوان على السابعة والنصف بقاعة Renaissance برنامجا متنوعا بعنوان «دولة العشاق» يتضمن أغاني من ألبومه الأخير الذي يحمل العنوان ذاته فضلا عن فقرة المالوف المألوفة في سهرات الزين الحداد ومجموعة مختارة من أغانيه بإمضاء الصادق ثريا ومحمد رضا والبشير السالمي... وباقة من الأغاني التونسية من أبرزها «عند حبيبتي تحلى السهرية، كي جيتينا، الصحراء والغزلان»... ويختتم الزين الحداد سهرته بوصلة من الأغاني الدينية. وعلمت «التونسية» أن الزين الحداد وجه الدعوة لسفير تونس بالمغرب لحضور حفله المرتقب، والمأمول أن تهتم وسائل الإعلام التونسية بمشاركة الزين الحداد في واحد من أهم المهرجانات الموسيقية الدولية الذي تعود نشأته إلى أكتوبر 2001. ولئن كان مهرجان موازين الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات في بدايته مهرجانا عاديا فإنّه عرف- حسب منظميه- كيف يتحول إلى حدث دولي كبير يعكس من خلال الموسيقى والفن القيم الكونية للتسامح والاحترام التي احتضنها منذ تأسيسه، كما أنه يعد فرصة استثنائية لجمع جماهير تنتمي لمختلف المشارب حول عشق واحد: الجمال. ومن خلال فتح ساحات عروضه أمام آلاف المطربين والموسيقيين الذين يحلون بالرباط من جميع أنحاء العالم، يدعو «موازين» للتشارك والود بين الثقافات. وبالتالي، ساهم المهرجان، من خلال نسخه الإثنتي عشر السابقة، في نشر قيم مثل التسامح والحوار بين الثقافات والشعوب في صفوف المغاربة، خصوصا فئة الشباب. وعرف مهرجان موازين كيف يجعل الثقافة أكثر ديمقراطية بالمغرب وذلك بفضل الدخول المجاني ل 90 بالمائة من العروض، فالمهرجان اليوم يعتبر احتفالا شعبيا ضخما لجميع الأجيال. وقد قدم المهرجان باقة من الفنانين بتعاقب دوراته من ذلك الجنوب إفريقية «فريشلي غراوند» والمطربة البينينية أنجيليك كيدجو والمجموعة الإيفوارية ماجيك سيستيم و النيجيري سين كوتي والأوركسترا الكوبية خوان ماركوس أفرو كيوبن أول ستارز، وأسطورة الرأس الأخضر سيزاريا إيفورا والكولومبي يوري بونابينتورا و الغاني بليتز ذا أمبسادور والمغنيين الأفارقة الكبار الشيخ لو وموري كانتي وساليف كيتا ويوسو ندور أو مطرب الجاز الأمريكي أل دي ميولا برفقة عازف العود المغربي سعد الشرايبي. كما كان لعشاق فن الجاز نصيبهم من المتعة من خلال متابعة عروض استثنائية لكل من إبراهيم معلوف وجورج بنسون ودي دي بريدجووتر وهاري كونيك جونيور. إضافة إلى ذلك، أصبح «موازين»، موعدا لا محيد عنه بالنسبة إلى كبار الأغنية في العالم: ماريا كاري، ريهانا، ليني كرافيتز، سكوربيونز، دجيمي كليف، غلوريا غاينور،ذا جاكسونز، ستينغ، ستيفي ووندر، شاكيرا، ويتني هيوستون، إلتون دجون ديب بوربل، إنريكي إغليسياي... وأيضا الشاب خالد، نانسي عجرم، وردة الجزائرية، عمرو ذياب، حسين الجسمي، ماجدة الرومي، كاظم الساهر، أحلام، تامر حسني، وليد توفيق، شيرين، شاب مامي، نجوى كرم... كما مثل مهرجان «موازين» منصة للفنانين أبناء البلد مثل ناس الغيوان، كريمة الصقلي، عبد الهادي بلخياط، عبد الوهاب الدكالي، نعيمة سميح، جيل جيلالة، الإخوان ميكري... وخلال السنوات الأخيرة، انفتح «موازين» على تعبيرات فنية أخرى، إذ تم استدعاء النحّات السينغالي أوسمان سوو، لتقديم أعماله إضافة إلى المصورين ميشيل ناشف، فؤاد معزوز أو التهامي الندر، دون أن ننسى التظاهرات الجماعية مثل «تقاطعات» التي جمعت أفضل الفنانين المعاصرين بالعالم العربي. وخلال بحثه عن الانفتاح والتبادل، تمكّن موازين من جمع أكبر المفكرين والفلاسفة وعالمي الأنثروبولوجيا والفنانين المرموقين، الذين واصلوا تأملاتهم، خلال الندوات أمام عدد كبير من الحاضرين المتعطشين للمعرفة والتجربة. و يستقبل مهرجان «موازين» أكثر من 1500 فنان قادمين من جميع بقاع العالم، كما يعرف المهرجان تنظيم أكثر من 125 عرضا موزعة على 7 مواقع. وقد حضر فعاليات مهرجان موازين السنة الماضية 2.500.000 شخص وتابعها أكثر من 30 مليون مشاهد مما مكنه من احتلال المرتبة الثانية كأكبر مهرجان في العالم. ويبلغ عدد الصحفيين المعتمدين في المهرجان قرابة 800 صحافي من بينهم 227 صحفيا دوليا ويشارك فنانون من أربعين دولة من القارات الخمس ويتوقع أن يبلغ عدد مشاهدي سهرات المهرجان 38 مليون مشاهد خلال دورة هذا العام.