توعد محمد الزهاوي المسؤول العام لتنظيم «أنصار الشريعة» في بنغازي اللواء خليفة حفتر بنهاية مشابهة لنهاية العقيد معمر القذافي، واصفا عملية الكرامة التي يقودها حفتر بأنها «حرب صليبية» ضد الإسلام، وتوعد بالاستعانة بمقاتلين من خارج ليبيا, كما حذّر الولاياتالمتحدة من أي تدخل في ليبيا و ذكّرها بما لقيه جنودها في العراق و في أفغانستان. وقال الزهاوي في مؤتمر صحفي عقده مساء أول أمس في بنغازي: «نحمد الله على الهزيمة التي مني بها الطاغوت حفتر، ونتحداه بأن يظهر داخل مدينة بنغازي... نتحدى خروج حفتر لنا في بنغازي لكي نسحقه ونريه المصير، وإنما حرب الكرامة التي يدعو اليها هي حرب النصاري الغرب الصليبيّين على أنصار الإسلام... سنقيم الشريعة، وليس الديمقراطية، قانون الغرب الخبيث، ونحذّر حفتر بأنه إذا حاربنا فوالله سيجتمع مقاتلو أهل التوحيد في كل العالم العربي ويقاتلوه كما يحدث في سوريا الآن». واتهم الزهاوي الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية ومصر بدعم حفتر وقال إن حفتر بدأ المعركة وإن أنصار الشريعة هم الذين سينهونها نهاية مشابهة لمعمر القذافي. وتابع «المعركة لن تتوقف ومن سيقرّر نجاحها من فشلها هم أنصار الشريعة». ووصف الزهاوي تحرك حفتر بأنه محاولة فاشلة لصنع سيسي جديد في ليبيا في اشارة الى عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري السابق والمترشّح لرئاسة مصر. إدانة من جهته انتقد سامي الساعدي القيادي السابق بالجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا ، بيان أنصار الشريعة، الذي تلاه، محمد الزهاوي.وقال الساعدي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «بيان محمد الزهاوي خلا من شيء اسمه الحكمة ومعرفة الواقع فقد بنى تهديداته على أن أمريكا تساعد حفتر والقراءة الحصيفة للواقع والمتابعة للمواقف الغربية تفيد عكس ذلك، وإذا كانت قراءة الواقع خطأ كان الحكم أو الموقف خطأ كذلك». وطالب الساعدي الزهاوي بالكف عن العبث بليبيا، قائلا: «أرجوك كفّ عن العبث بليبيا فأنت ملزم بمشورة أهل العلم والرأي والتجربة، الذين هم أكبر منك سنّا وأغزر منك علما» بينما طالب نعمان بن عثمان رئيس مركز «كوليام» لمكافحة التطرف ، مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني، بإدانة بيان «أنصار الشريعة» .وقال بن عثمان، في لقاء مع برنامج المنبر على قناة «ليبيا لكل الأحرار»: «إن الشيخ الصادق الغرياني تستر كثيرا على أنصار الشريعة وشجب بيان الحكومة المؤقتة الذي أدان أنصار الشريعة بعد هجوم عناصرها على مديرية أمن بنغازي»، مضيفًا: «آن للمفتي أن يخرج على الناس لإدانة هذه الجماعة التي خرجت عن إجماع الليبيين». كما استنكر حزب «العدالة والبناء»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا، بيان «أنصار الشريعة» وقال الحزب في بيان صدر عنه: «المطالبة بالشريعة الإسلامية هو مطلب أجمع عليه الشعب الليبي، والإعلان الدستوري والمسار الديمقراطي بُذل في سبيله الغالي والنفيس وعدم الاعتراف خروج عن إجماع الشعب الليبي وعن الشرعية القائمة». كما اعتبر الحزب «دعوة الأجانب للقتال في ليبيا أمرا مرفوضا، وأن الشعب الليبي قادرٌ على الدفاع عن نفسه، وعلى خوض حربه ضد الإرهاب وضد الخارجين على إجماعه».