بمناسبة اليوم العالمي للحليب احتضن «نزل سيفاكس» بصفاقس الجمعة الفارط ندوة وطنية حول «استراتيجية تنمية قطاع الالبان» نظمتها النقابة الجهوية للفلاحين بصفاقس بالاشتراك مع المجلس الامريكي للحبوب والشركة التونسية للانتاج الغذائي «الكو» بمشاركة ممثلين عن عديد الحلقات المعنية بالمنظومة من منتجين ومركزيات حليب الى جانب مشاركة عدد هام من الخبراء والباحثين في مجال الفلاحة وعدد هام من الهياكل الادارية المعنية مثل المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والالبان وديوان تربية الماشية وتوفير المرعى وممثلي وحدات صنع الاعلاف. ما توقف عنده المشاركون خلال الندوة ان تونس كسبت في وقت ما رهان الاكتفاء بعد سنوات من تضافر الجهود وبلغ الانتاج حوالي مليار وعشرة ملايين لتر من الحليب لكن الانتاج تراجع منذ سنتين ويعزى ذلك إلى عدة أسباب. وباعتبار أهمية الحليب كقيمة غذائية متكاملة ومتوازنة فان الحاجة ماسة الآن أكثر من أي وقت مضى الى كسب رهان الجودة واعتبار هذا التحدي الصعب خيارا استراتيجيا وهو ما لا يتحقق الا بتضافر جهود جميع الاطراف المتدخلة في منظومة الانتاج. وقد سلطت هذه الندوة الضوء على واقع القطاع وافاقه وتطرقت المداخلات الى الحليب كقيمة غذائية متكاملة وواقع وافاق منظومة الالبان ودور مراكز تجميع الحليب في النهوض بالجودة والاستراتيجية المستقبلية لقطاع الألبان. وتوقف المشاركون في الندوة الوطنية عند اهمية التفكير في 3 مسائل جدية وهي الحليب كقيمة غذائية متوازنة ومتكاملة واهمية التاكيد على فوائده ومشتقاته خاصة للصغار وذلك عبر مختلف عمليات التحسيس والتوعية بجميع أنواعها، ثانيا قطاع الالبان كعنصر اساسي في استراتيجية الاكتفاء الذاتي الوطني وهذا التمشي هو سياسي بالدرجة الاولى باعتبار ان مادة الحليب هي اساسية للتغذية الانسانية، ثالثا ضرورة اعتماد اشكال جديدة لتنمية قطاع الالبان عبر الحوار وتصور رؤية واقية للمنظومة حيث يمكن التفكير مثلا في مدى تطوير الاعلاف البديلة التي يتوفّر بعضها في بلادنا والتي تكون كلفتها اقل اضافة الى اعتماد مزيد الاحاطة والدعم لمربي الابقار فاقدي السند على المستوى التقني. وتم التشديد على توفير الموارد البشرية في الادارات الفلاحية باعتبار ذلك أمرا ضروريا لا سيما أن عدد الموظفين تقلص منذ سنوات وأصبحت بعض الادارات فضاءات فارغة. وقد تحدثنا الى فوزي الزياني رئيس النقابة الجهوية للفلاحين بصفاقس فقال لنا ان من المقترحات التي يمكن ان تساعد على تطوير القطاع وتحسين مردوديته هو مزيد العناية بحلقة الانتاج التي تعتبر الحلقة الاضعف من خلال الدعم والاحاطة والتكوين وخاصة الحث على انخراط المربين في هياكل مهنية حتى تضمن لهم القدرة التنافسية والاستمرارية الى جانب التحكم في كلفة الانتاج من خلال وضع اليات جديدة للمواد المدعمة ليصل الدعم مباشرة للفلاح وارساء نظام التسعيرة حسب الجودة وفتح معمل التجفيف والعمل على دعمه لاستيعاب كميات الحليب في وقت الذروة وضمان التوازن بين مختلف حلقات المنظومة ودعم العلاقات المهنية بينها والتحسيس بأهمية الحليب ومشتقاته باعتبار ان ضعف اقبال التونسي( حوالي 100 كلغ للفرد مقارنة بحوالي 350 كلغ للفرد الأوروبي) من شانه ان يؤثر على الصحة العامة للناس وعلى توازنهم الغذائي مما يتسبب في العديد من الامراض مثل هشاشة العظام والاسنان وامراض البشرة والشعر وكل ما له علاقة بنمو الجسم وهو ما ينعكس على الميزانية العائلية والوطنية الموجهة لمعالجة هذه الامراض الى جانب العمل على ان نجعل من اليوم العالمي للحليب 1 جوان يوما وطنيا للتحسيس بفوائد شرب الحليب وتنظيم تظاهرات في الغرض.