ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل في بحر هذا الأسبوع في قضية اعتداء بالعنف الشديد تورط فيها شاب عمد الى ضرب غريمه بآلة حادة. وقد انطلقت بداية الأبحاث في هذه القضية في شهر فيفري 2012 عندما عثرت دورية أمنية على شخص ملقى بالطريق العام فتم إعلام الحماية المدنية التي قدمت له الاسعافات الأولية واتضح أنه مازال على قيد الحياة فتم نقله على جناح السرعة الى مستشفى الطاهر المعموري بنابل حيث اتضح أنه تعرض لاعتداء بواسطة آلة حادة تسبب له في نزيف وهبوط حاد في الدورة الدموية مما تطلب من الإطار الطبي ضخ كميات اضافية من الدم له وقد تم انقاذه من الموت بصعوبة كبيرة بعد أن أجريت عليه عملية جراحية عاجلة. ومباشرة اثر تماثله للشفاء انطلقت التحريات معه فبيّن أن شابا أي المتهم الرئيسي (أدلى بهويته) اعترض سبيله واعتدى عليه بالعنف ثم انضم اليه شابان وواصل الجميع تعنيفه فيما استغل نفس الشاب الفرصة وضربه على رأسه وجنبه بآلة حادة ثم تركوه في وضعية صحية حرجة. وأضاف انه لاتربطه أية علاقة عداوة بالمعتدين، وبإلقاء القبض على المتهم الرئيسي نفى الاتهامات الموجهة اليه وأكد أن التهمة كيدية في حقه لكن بمواجهته بالمتضرر تراجع واعترف بما نسب اليه مدليا بأوصاف بقية المعتدين اللذين اعترفا باعتدائهما بالعنف على المتضرر بطلب من المتهم الرئيسي فيما تولى هو طعنه. وبمزيد تضييق الخناق عليه للكشف عن أسباب ضلوعه في الجريمة بيّن المتهم الرئيسي انه رغم العلاقة المتينة التي كانت تربطه بالمتضرر فإنه منعه من أن يقضي أياما في البيت الذي هو موكول له بحراسته باعتبار أن صاحبته طبيبة مقيمة بالخارج رغم علمه أنه بلا مأوى ولا يمتلك المال الكافي فاغتاظ كثيرا من ذلك وبمجرد ان اعترضه ليلا وهو في طريق العودة الى بيته عنفه واتصل بصديقين مقربين منه قاما كذلك بالاعتداء عليه فيما تولى هو طعنه. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمعتدين الثلاثة بعد أن وجهت لهم تهم محاولة القتل والمشاركة في ذلك... وبإحالة الملف على أنظار التحقيق كرر المتهمان اللذان استدعاهما المتهم الرئيسي نية قتل المتضرر باعتبار أن دورهما انحصر فقط في الاعتداء عليه من أجل تأديبه بسبب تنكره لصداقتهما مشيرين الى أنهما فوجئا بالمتهم الرئيسي يطعنه بآلة حادة وأنهما اعترضا بشدة على ذلك إلا أنه أكد لهما أن المتضرر لن يموت لأن الإصابة سطحية. من ناحية أخرى أفاد المتضرر أنه أحبط مخطط سرقة الفيلا خطط له المتهم الرئيسي مشيرا الى أنه رفض أن يقبله كضيف وقتي لأنه تأكد انه ينوي الاطلاع على هيكلة البيت لتحديد الطريقة التي ستتم بها سرقته مضيفا أنه لهذا السبب اعترض سبيله وتآزر على تعنيفه رفقة شريكيه. وبعد ختم التحقيقات في هذه القضية أحيل المتهمون على أنظار الدائرة الجنائية بعد أن نسبت الى المتهم الرئيسي تهمة محاولة القتل فيما نسبت لبقية المتهمين تهمة المشاركة في ذلك... وباستنطاقهم من طرف القاضي أعاد المتهمون أقوالهم السابقة فيما طالب دفاعهم التخفيف عنهم قدر الامكان ومراعاة ظروفهم العائلية والاجتماعية. المحكمة بعد الاستماع الى مرافعات الدفاع قررت ادانة المتهم الرئيسي بعشرين سنة فيما أدين المتهمان الآخران بعشر سنوات سجنا. وقد استأنفت النيابة العمومية والمتهمون الحكم الصادر ضدهم والذي سيكون محل نظر محكمة الاستئناف في بحر هذا الأسبوع.