بعد سلسلة من الزيادات في اسعار المحروقات ،اعلن امس وزير الشؤون الاجتماعية أحمد عمار الينباعي، أنّه ستتمّ بداية من 1 جويلية القادم الزيادة في سعر المحروقات ب100 مليم. هذا الخبر اثار سخط المواطنين واصحاب سيارات الاجرة و«اللواج» وسيارات التاكسي الجماعي. «التونسية» قامت امس بجولة في الشارع التونسي وعادت بالريبورتاج التالي: «جلال القربي» صاحب سيارة اجرة أكّد أنّ الزيادة في أسعار المواد البترولية مجحفة مضيفا بتشنج «ماعادش خالطين «فالمواطن اصبح غير قادر على مواصلة العيش في بلده نتيجة الارتفاع المهول في اسعار المواد الغذائية من خضر وغلال ولحوم وغيرها لتضاف اليه مأساة اخرى تضربه في قوته بالترفيع في اسعار الوقود على حد تعبيره. وأضاف ان المواطن دائما يدفع الثمن باهظا في تسديد الأداءات والزيادات وارتفاع الاسعار الجنوني خاصة في المواد الغذائية مضيفا ان الحياة اصبحت صعبة في تونس والعيش فيها لا يطاق. «الثورة جات في روس الزواولة» «الصادق الصفاقسي» صاحب سيارة اجرة قضى ما يعادل نصف عمره (27 سنة) في قطاع سيارات «التاكسي» عبّر عن امتعاضه من الزيادات المسترسلة في اسعار المحروقات مؤكدا انه قرار غير مفهوم وأنّ الهدف الاساسي هو ضخّ موارد مالية جديدة للخزينة العامّة للدولة. وأشار وعلامات الغضب بادية عليه أن الزيادات تفاقمت بعد الثورة قائلا: «الثورة جات في روس الزواولة» مضيفا ان النظام السابق كان يرفع في الاسعار بمقدار 5 مليمات فقط في خمس سنوات وأنّنا اليوم أصبحنا نعاني من الارتفاع المشط في جميع المواد «هذا غير معقول» . كما اعتبر الصادق أنّ قرار الزيادة في أسعار المحروقات في صورة تطبيقه سيعكس صورة سلبية مفادها أنّ الحكومة ضعيفة وتسعى الى الحلول السهلة. واضاف ان الحكومة مازالت الى الآن تتحسّس طريقها السياسي والاقتصادي ولا تستطيع ترميم الخسائر التي تسبب فيها النظام السابق حيث كانت الآبار البترولية تباع بأثمان بخسة واوضح قائلا «الفقير زادو عفسوه». «النار الي باش تشعل البلاد» و تحت لهيب الشمس وحرقتها في محطة منصف باي لسيارات الاجرة (لواج) اصطفت السيارات الواحدة تلو الاخرى. كل سائق ينتظر دوره بفارغ الصبر عله يملأ سيارته بالركاب وينهي يومه ويعود سريعا الى بيته الذي تركه منذ ساعات الفجر الاولى ...اما عن الزيادة في اسعار المحروقات فقد اكد لطفي شوبة «صاحب سيارة «لواج» تونسالمنستير» ان الزيادة مضرة بالنسبة لاصحاب سيارات الاجرة وبالنسبة للمواطنين لانها «النار الي باش تشعّل البلاد» واضاف ان المواطن اصبح يلتجئ للمحروقات المهربة «الكونترا» علّها تريحه و«تنقّص عليه من هول المصاريف». وأضاف أنّ الترفيع في أسعار المحروقات سيخلق إشكالية كون المحروقات ليست مثل بقية الموادّ لأنّ أسعارها تؤثر في أسعار الخدمات والبضائع وعديد الموادّ الأخرى وكلّ زيادة في أسعارها ستؤدي الى مزيد تدنّي القدرة الشرائية للمواطن. «ثورة سرّاق» وعن تأثير زيادة اسعار الوقود على الطبقة المتوسطة ،اكد عمار مرابط صاحب سيارة أجرة (لواج) أن المواطن مقبل على شهر رمضان الكريم وأنّ المصاريف تفاقمت عليه وأصبح يعاني من الزيادات في جميع المواد واصبح المواطن البسيط لا حول له ولا قوّة. وأضاف ان الزيادات الأخيرة في أسعار المحروقات لم تكن في الوقت المناسب وهو ما سيؤدي حتما إلى تعميق الأزمة ويساهم في تدهور المقدرة الشرائية للطبقة المتوسطة خصوصا وهو ما سيجعلها أكثر فقرا، ولبقية الطبقات الاجتماعية عموما. وعبّر عن اسفه من الحال البائسة التي أصبحت عليها له البلاد حسب قوله، قائلا: «لا بد للدولة ان تنظف البلاد من الأوساخ عوضا عن الإعلان عن الزيادات في الاسعار التي لا تنفع المواطن في شيء». في ساحة برشلونة وسط العاصمة عبّر عدد من أصحاب سيارات التاكسي الجماعي عن تذمرهم من الترفيع في أسعار المحروقات حيث وصفه فيصل الهمامي احد سائقي سيارات التاكسي جماعي ب«المفاجئ والمفزع». وأكد إنه لم يعد قادرا على تحمل أعباء مصاريف سيارته. وحث محدثنا الجهات المعنية على وضع تسعيرة بنزين خاصة بسائقي الأجرة لأنها الفئة الأشد تضررا من ارتفاع المحروقات باعتبارها تضم الفئة الأكثر استهلاكا للوقود. وأضاف أن قرار الزيادة في أسعار هذه المواد يضر بالقدرة الشرائية للمواطنين في الصميم باعتبار انعكاساته السلبية سواء على تعريفة النقل أو على صعيد أسعار بعض المواد الاستهلاكية التي ستعرف ارتفاعا تحت مبرر تغطية ازدياد التكاليف. «لا مستقبل للمواطن المستضعف» و فوزية (ربّة بيت) أوضحت أنّها فوجئت بمجرد سماعها الخبر صباح امس عبر الاذاعات مشيرة الى ان الزيادة في اسعار المحروقات تضر بمصلحة المواطن البسيط لانها تمسه في الصميم باعتبار ان السيارة هي الاساس هي التي يتنقل بها ويقضي بها جميع شؤونه مضيفة انه لا مستقبل للمواطن المستضعف المغلوب على أمره في بلد كل همه الترفيع في الاسعار من اجل ضخ المال للخزينة العامة على الحساب الخاص للمواطن. «قد ما المواطن يستحفظ هُومَا يزيدو عليه» هكذا هتف عبد الجليل «موظف» بكل حدة مفيدا: «مكره أخاك لا بطل» نحن مضطرون لاستعمال السيارات بالرغم من الزيادات في اسعار المحروقات في هذه المرحلة خاصة في ظلّ محدودية الحلول لذلك أعتقد أنّ هذه الزيادة المتوقعة هي ظرفية والغاية منها تمويل إحداث مواطن الشغل وضخّ المال للخزينة العامّة». وافاد ان الراتب الشهري لا يكفي لشيء ولا يستطيع مجابهة هذه الزيادات المتكررة. «منظمة الدفاع عن المستهلك ترفض» من جهته اكد محمد مرزوق عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الدفاع عن المستهلك ان المنظمة رافضة رفضا قطعيا هذه الزيادات وتنتظر إصدار قانون المالية التكميلي لسنة 2014 الذي تعهدت به الحكومة الجديدة للحد من الزيادات.وأضاف قائلا «لا نقبل أيّة زيادة في أيّة مادة لانها ستضر المواطن وستنعكس عليه سلبا».وأفاد ان عديد القرارات «طاحت في الماء» وان المحروقات تعتبر عنصرا اساسيا في جميع المواد وأنّ هذا ينجر عنه ارتفاع في مؤشر أسعار الاستهلاك وفي نسب التضخم ويساهم ايضا في تدهور القدرة الشرائية للمواطنين معتبرا ذلك «أمرا خطيرا» على حدّ تعبيره. مروى الساحلي