أثارت ظاهرة فرقعات «الفوشيك» والشماريخ المنبعثة من عديد الأحياء كرواد وبرج الوزير وحي الغزالة والمنازه والمنارات وتينجة ببنزرت وسوسة هذه الأيام إستياء عديد المواطنين ممن عبروا عن مخاوفهم من ان يكون لهذا الأمر علاقة بمخططات ارهابية خاصة ان هذه الظاهرة اقترنت مؤخرا بما حصل في «القصرين» حيث مهدت فرقعات «الفوشيك» لاغتيال 4 أمنيين... ولمزيد فهم حقيقة ما يحصل اتصلت «التونسية» بمسؤولين من وزارتي التجارة والداخلية. قال السيد محمد عيسى مدير عام إدارة المنافسة والأبحاث الإقتصادية بوزارة التجارة ل«التونسية» ان مقاومة ظاهرة «الفوشيك» تعتبر حاليا من أولويات عمل وزارة التجارة مؤكدا انه تم إصدار بيان مشترك بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والصحة جاء فيه انه يمنع منعا باتا توريد وصناعة وبيع الاتجار في الشماريخ والألعاب النارية. وأضاف انّ التصدي لظاهرة «الفوشيك» يتطلب تظافر الجهود وان محاربة انتشار هذه الآفة لا يكون على مستوى الترويج فقط بل ينطلق من التوريد وصولا إلى بقية المسالك. وكشف محمد عيسى انه في السابق وامام حالة الإنفلات التي عرفتها بلادنا دخلت كميات كبيرة من «الفوشيك» إلى تونس وأن ذلك يجعل عملية ضبط الكميات المروجة مسألة عسيرة قد تتطلب الكثير من الوقت ملاحظا انّ الوزارة تتدخل على مستوى الترويج وأنه عندما تصل البضاعة الى المحلات يصبح من الصعب ضبطها لأنه عادة ما يتم إخفاؤها بإحكام. وقال عيسى انّ «الفوشيك» كان يستعمل كمظهر من مظاهر الإحتفال في تونس ولكن للأسف تم مؤخرا استعماله في مجال الإرهاب ملاحظا ان السلطات الأمنية بصدد رصد التجاوزات وجمع المعطيات في هذا الصدد . وأكدّ ان هناك صرامة في تطبيق القانون وان كلّ من يضبط بصدد ترويج أو بيع «الفوشيك» قد يعرّض نفسه الى عقوبات زجرية قد تصل أحيانا الى عقوبات بدنية مؤكدا أن من يستخدم «الفوشيك» لغايات إرهابية يحاكم وفق قانون الإرهاب. وحول أسباب قوة الفرقعات الصادرة عن «الفوشيك» قال عيسى إن لهذا الأمر علاقة بالمواد التي يتكون منها «الفوشيك» مؤكدا انه عادة ما يتم اللجوء الى كميات كبيرة مما يتسبب في تلك الفرقعات المزعجة. واعتبر ان جلّ الكميات المهربة من الفوشيك هي بالأساس أسياوية الصنع. وأكدّ انه رغم تحجير توريد «الفوشيك» فإنه للأسف غزا أسواقنا وقال اننا تعوّدنا ظهوره بكثافة خلال شهر رمضان معتبرا ان كلّ ممنوع مرغوب فيه. وأضاف عيسى قائلا: «نأمل ألاّ تكون لانتشار «الفوشيك» علاقة بالإرهاب» مضيفا: «سنتصدى لهذه الظاهرة عن طريق تضافر جميع الجهود من داخلية وديوانة وتجارة». من جانبه أكدّ مسؤول بوزارة الداخلية ل«التونسية» ان هناك متابعة دقيقة لموضوع «الفوشيك» مؤكدا انه لا يمكن حاليا معرفة ان كانت المسألة عابرة أم ان لها علاقة بالإرهاب معتبرا ان الحملات في هذا الصدد متواصلة وتكاد تكون يومية وكشف انه تم منذ يومين حجز اكثر من 100 علبة فوشيك في بنزرت الى جانب الحجوزات التي تمت بسوق سيدي بومنديل بالعاصمة وعديد الأماكن الأخرى... وقال ان الحملات طالت عديد المدن معتبرا انّ القضاء على هذه الظاهرة يتطلب جهدا كبيرا.