وقع تقريبا في المباراة الماضية بين النادي الرياضي الصفاقسي والترجي الرياضي إعادة نفس السيناريو الذي حصل بين الفريقين في المباراتين الفارطتين في سباق البطولة الوطنية سواء في العاصمة او في صفاقس حيث كان نادي عاصمة الجنوب هو المهيمن على مجريات اللقاء بالطول وبالعرض الا ان الكرة لم تكافئ لاعبيه الذين كان الحظ الى جانب منافسهم رغم المجهودات الجبارة التي بذلها اغلبهم طوال اللقاء حيث كانوا على اتم الاستعداد للموعد ولقنوا الترجي الرياضي درسا في كرة القدم وكيفية التعامل مع الكرة بسلاسة وروية بعيدا عن الكرات الطويلة والاعتماد على الحظ وحده لتسجيل الاهداف حيث اجمع متابعو اللقاء على ان هدفي الترجي الرياضي كانا تقريبا وجهين لعملة واحدة حيث استغل مهاجموه خطأين يتيمين ارتكبهما لاعبو النادي الرياضي الصفاقسي طوال المباراة وفي المقابل رفضت الكرة ولوج مرمى بن شريفية الذي غرق زملاؤه في الاخطاء الى حد النخاع ولكن الحظ كان كالعادة الى جانبهم وامن لهم نتيجة المباراة وهنا فانه لا يلوم لاعبو النادي الرياضي الصفاقسي سوى انفسهم وخاصة اثر افتتاحهم النتيجة حيث لجأ البعض الى اللعب الاستعراضي وضعفت نسبة التركيز لديهم قليلا وكأن نتيجة اللقاء قد حسمت ولم يسعوا الى تاكيد الهدف بهدف آخر او اكثر وذلك لقتل المباراة وكأن بعضهم كان يلعب من أجل السماسرة وليس من أجل الفريق وليس ادل على ما قلناه الفرصة الذهبية التي اضاعها اللاعبون في الشوط الثاني لمضاعفة النتيجة لما عكس اربعة الهجوم وكانوا على انفراد بمدافع واحد الا انهم اضاعوا الفرصة بغرابة شديدة وهو ما عاد عليهم بالوبال وقد عانى فريق النادي الرياضي الصفاقسي كثيرا من هذه الناحية هذا الموسم حيث عادة ما يقل التركيز لدى المجموعة كلما تقدمت بفارق هدف واحد . تعزيزات ضرورية دخل النادي الرياضي الصفاقسي مباراة أول أمس وكما هو معلوم وهو منقوص من خدمات ثلاثة عناصر اساسية بالتمام والكمال وهي مهاجمه الاول وافضل لاعب على الساحة التونسية للسنة الفارطة فخر الدين بن يوسف الذي تعرض لعقوبة الانذار الثاني وايضا المهاجم ادريسا كوياتي وقلب الدفاع بسام البولعابي المصابين وهي غيابات من الحجم الثقيل الا ان المتأمل في سير مجريات الامور في المباراة الفارطة فانه يلاحظ وبسهولة أن الرصيد البشري للفريق يزخر باللاعبين القادرين على سد الشغور الحاصل وان قيمة المعوضين لا تقل عن قيمة الاساسيين والدليل على كلامنا هذا هي السيطرة التي فرضها على لاعبي الترجي الرياضي وتلقينهم درسا في كيفية التعامل مع الساحرة المستديرة بكل اناقة وسلاسة ولولا سوء الحظ والخطأين الوحيدين لتمكن زملاء محمود بن صالح من العودة الى صفاقس بنقاط ثلاث يكون وزنها من ذهب الا ان ذلك لا يعني عدم حاجة الفريق الماسة لبعض التعزيزات والتي لا تزيد عن لاعبين او ثلاثة على اقصى تقدير خاصة في المراكز الامامية من اجل مزيد تعزيز هذا الرصيد البشري وتقوية مبدأ المنافسة بين اللاعبين خاصة ان بعضهم اصبح شبحا فوق الميدان واصبح يميل الى اللعب الاستعراضي اكثر من اللعب لفائدة المجموعة وسط غياب المحاسبة من الاطار الفني . فشل في المباريات المصيرية هذا ما يمكن فعلا قوله بالنسبة للنادي الرياضي الصفاقسي الذي يعتبر عملاقا من عمالقة القارة وقد صرح لنا أحد اللاعبين الافارقة الذين تجمعنا بهم صداقة قوية بان هذا الفريق في صيغته الحالية قادر على الهيمنة على كرة القدم في القارة السمراء لمدة خمسة مواسم او اكثر لو عرف اطاره الفني ولاعبوه من اين تؤكل الكتف خاصة في المباريات المصيرية والتي اضاع النادي الرياضي الصفاقسي جميعها هذا الموسم ومنها مباراتان امام الترجي الرياضي في سباق البطولة الوطنية وانهزم في كلتيهما وأخرى أول أمس في سباق رابطة الابطال الافريقية هذا دون نسيان الخيبة التي مني بها انصار الفريق في كاس السوبر الافريقية امام الاهلي المصري الذي كان شبحا لذلك الفريق المهاب والذي تغلب عليه جل منافسيه تقريبا هذا الموسم. وهنا لابد من معرفة الاسباب الكامنة وراء تتالي هذه الخيبات خاصة ان كافة السبل متوفرة للفريق من احاطة معنوية ومادية ورصيد بشري ليخرج الفريق بأربع هزائم من أربعة لقاءات وبالتالي فانه يمكن الجزم بان أبرز عامل كان يتمثل في نقص التحضير على الصعيد النفسي والذهني وعدم ايمان المجموعة بقدراتها وحظوظها كاملة في المواجهات الصعبة وهو ما جعلها تبدأ جميع المباريات التي اسلفنا ذكرها بصفة متأخرة نتيجة تخوفها من ردة فعل المنافسين وبالتالي فانه يتوجب على الاطار الفني تحسيسهم بانهم ينتمون الى قلعة مجيدة من قلاع كرة القدم الافريقية حتى يستوعبوا قيمة الزي الذي يرتدونه . الهيئة المديرة وحكاية جزاء سنمار لا يعلم كثير من الناس حقيقة المثل العربي الذي يسمى بجزاء سنمار والذي كان مهندسا بارعا بنى لأحد الملوك قصرا في الحيرة بالعراق وبعد انتهائه من التشييد امر السلطان بقتله حتى لا يشيد قصرا آخر في نفس الجمال وما جرنا لهذا الحديث هو اقدام الهيئة المديرة وهذا ليس من باب التطبيل وانما من باب القول للمحسن أحسنت على اقامة تربص طيلة الاسبوع الفارط باحد نزل مدينة سوسة ثم كراء نزل آخر من افخم النزل في مدينة الحمامات للاقامة قبل المباراة بليلتين وهو نزل لا ينزل به عادة الا الفريق الوطني لكرة القدم واضافة الى ذلك فقد مكنت الهيئة اللاعبين من مستحقاتهم المادية قبل المباراة وبالتالي يمكن الجزم بانها قامت بماهو مطلوب منها وزيادة الا ان المكافأة لم تكن بقيمة العمل الذي أنجزته حيث عجز اللاعبون والاطار الفني على حد السواء على رد الجميل واسعاد الهيئة والجماهير على حد السواء الا انه ورغم ان الهيئة قد قامت بالواجب فانه مازال امامها العديد من القضايا الساخنة هذه الصائفة من اجل العمل عليها لارضاء الجماهير واولها البحث عن بعض الانتدابات القيمة والتي تكون اضافتها مؤكدة وحينية خاصة بعد تراجع مردود اللاعبين الاجانب باستثناء الغابوني ديديي ندونغ الذي عاد الى الجادة. لكن نفس هذه الهيئة مورّطة في ما يتعلق بالعودة السريعة لمامان يوسوفو لأن اغلاق ملف هذا اللاعب المتلاعب لمصلحة النادي لا يمكن أن يتم بالسهولة التي طوي بها!!! لقد استخف أكثر من مرة بمصلحة النادي واختلق لكل غياب ألف عذر، أُعدّت التقارير ونشط المحامون وأُشعرت « الفيفا» (حسب مصادر من الهيئة) وعندما يرضى عليها «مامان» يستقبل بالأحضان! هذا اللاعب لم يكن في مستوى الاستعدادات وكثرة أخطائه كانت رسالة مفضوحة إلى مهاجمي الترجي للانتباه إلى هفوة محتملة. رغم الهزيمة اذا ما تأملنا مليا في فعاليات مسابقة رابطة الابطال الافريقية لهذا الموسم بالنسبة للمجموعتين لتأكدنا بأن النادي الرياضي الصفاقسي يستحق عن جدارة الزعامة الافريقية التي منحتها اياه الفيفا في تصنيفها الدولي للفرق حيث كانت نتائج الفريق ممتازة ففي سبع مباريات في رابطة الابطال لهذا الموسم انقاد الفريق الى الهزيمة في مباراة واحدة وهي المباراة الاخيرة وتعادل في اخرى مع وفاق سطيف في الجزائر وارغم منافسيه في المقابلات الاخرى على تسليمه النقاط الثلاث ومن هنا فانه يتعين على جميع مكونات النادي الاول لعاصمة الجنوب عدم الدخول في مرحلة الشك عقب الهزيمة الاخيرة وغير المستحقة امام الترجي الرياضي وانما يجب تدارك بعض الاخطاء القليلة التي برزت على مردود النادي والبناء عليها للاعداد الجيد لمرحلة الاياب التي سوف تكون اثر انتهاء نهائيات كاس العالم بالبرازيل باسبوعين كما يجب على الاحباء نسيان الهزيمة الاخيرة لانها لا تمثل سوى كبوة جواد وعدم القساوة في التعامل مع اللاعبين والاطار الفني وترك المحاسبة لنهاية المرحلة الثانية لانه من الممكن ان يعود التشكيك في المجموعة بالوبال على النادي في قادم المباريات. «محمود بن صالح» قلب الأسد خرج قلب دفاع النادي الرياضي الصفاقسي ولاعبه الأنيق محمود بن صالح بطلا للمباراة الفارطة دون منازع حيث قدم مردودا عانق الابداع وكان بمثابة الصخرة التي انكسرت فوقها كل الهجمات الترجية بفضل حضوره البدني القوي وايضا حضوره الذهني الكامل حيث كان على درجة عالية من التركيز طوال دقائق المباراة التسعين وقد لعب بن صالح كعادته على الجهة اليمنى على مستوى مركز قلب الدفاع وكان بمثابة برج المراقبة الذي امن ظهر اللاعب العائد مامان يوسوفو واضافة الى ذلك فقد شكل بن صالح عقبة امام مهاجمي الفريق المنافس الذين لعبوا في طريقه وتغلب عليهم على جميع الاصعدة وخاصة البدنية والفنية وهو ما اجبرهم على التنقل الى الناحية اليسرى من خط دفاع الفريق وذلك للهروب من رقابة بن صالح وليس ادل على ذلك من اضطرار العكايشي الى تغيير مركزه ليلعب في الجهة اليسرى لدفاع المنافسين وقد حصل ذلك تقريبا في مرات قلائل هذا الموسم واضافة الى العكايشي فقد تاه الدبابة الكامرونية يانيك نيانغ امام صلابة محمود ولم يستطع ان يربح أية ثنائية معه خاصة على المستوى البدني الذي يمثل نقطة قوته والى جانب كل ذلك لابد من التنويه بالعزيمة القوية والارادة الكبيرة لمحمود بن صالح والتي يجب ان تشمل كل اللاعبين الذين تبدو المناسبة جد مناسبة لهم من اجل كتابة اسمائهم باحرف من ذهب في رياضة كرة القدم الافريقية.