*محمد بوغلاب لم أكتب منذ فترة عن وزارة الثقافة لا خوفا من تهديدات قريب السيد الوزير بل تجنبا لأي تأويل بأني بصدد تصفية حساب قديم مع الوزير من فئة تتغافل عما كتبته زمن باش شاوش ومهدي مبروك، فليس بيني وبين السادة الوزراء " لا حرثة ولا ورثة "، كل ما في القصة أني صدقت أن ما حدث في 14جانفي 2011 ثورة وبأنه يحق لي أن أمارس دوري صحفيا مستقلا ولكن يبدو أن المزاج العام في وزارة الثقافة ومحيطها يأبى ذلك ... وما دفعني إلى الكتابة عن وزارة الثقافة من جديد مسألة بسيطة جدا ولكنها تعبر عن إرتباك في إدارة شؤون الوزارة واستهتار بعض مسؤوليها بالصحافة والصحافيين، فلئن كنت محروما والحمد لله من بلاغات الوزارة ودعواتها – لا يعني ذلك أني لن أطالب بتجديد بطاقة صحفي ثقافي أو أني سأتنازل عن حقي في متابعة مهرجاني قرطاج والحمامات – إلا أني تمكنت من ألإطلاع على بلاغ وزاري بتاريخ الأربعاء 11جوان أرسل لعدد من الزملاء الصحافيين في منتصف النهار و13 دقيقة وأنشر البلاغ كاملا " تعلم وزارة الثقافة أنه تقرر تأجيل ديبلوم الموسيقى العربية وديبلوم الآلة المقرر تنظيمها يوم 12 و13 و14 و16 جوان إلى موعد لاحق يتم تحديده في غضون الأسبوع." كما ترون البلاغ يتعلق بتأجيل موعد إمتحانات، وهي مسألة عادية تحدث حتى في البلدان المتطورة مثل بلادنا ؟ المفاجأة التي لن يصدقها حتى أشد المدافعين عن السيد الوزير صاحب البرنامج الإصلاحي هو أن مكتب الإعلام بديوان السيد الوزير بعث ببلاغ في اليوم نفسه وفي الساعة الواحدة و 37دق تضمن ما يلي " تعلم وزارة الثقافة أنه تقرر إجراء ديبلوم الموسيقى العربية وديبلوم الآلة المقرر في تواريخها المقررة أيام 12 و13 و14 و16 جوان 2014." أي أن الوزارة قررت التأجيل وبعد ساعة من الزمن البشري تراجعت عن قرارها ، نعم هكذا دون أي إعتذار أو على الأقل تفسير أسباب التأجيل ثم أسباب التراجع عن التأجيل، سيادة الوزير مسألة الامتحانات ..مواعيدها محتواها ونتائجها ليست "لعب ذر" او الة موسيقية نتسلى بتعديل اوتارها مع الدندنة ورقصة الراس انها امتحانات كغيرها من امتحانات الطب والهندسة واللغة والاخلاق. ببساطة أسال السيد الوزير هل بهذه الطريقة تدار وزارة الثقافة ؟ وهل بمثل هذه القرارات الإرتجالية يمكن أن نطمئن لما أعلنت عنه من برنامج إصلاح هيكلي؟ أسأل ولا أنتظر إجابة لأن السيد الوزير منشغل بفض مشاكله مع أعوان الوزارة المضربين عن العمل ولنا عودة إلى مطالب هؤلاء الأعوان وعددها 43 مطلبا