يدخل الإضراب العام لقطاع الثقافة يومه الثالث والذي تم إقراره من خلال اللائحة المهنية للهيئة الإدارية القطاعية للثقافة بتارريخ 28ماي 2014 وذلك على خلفية تجاهل الوزارة لمطالب القطاع وتواصل سياسة المماطلة ... وشهد اليوم الأول للإضراب تجمعا هاما لمختلف أعوان القطاع ومن مختلف الجهات في مقر الوزارة ورفعوا شعارات تندد بتواصل التهميش للقطاع وسياسة اللامبالاة وغياب الإرادة الجدية في تفعيل الاتفاقيات المبرمة وحاول من جهته وزير الثقافة مراد الصكلي امتصاص غضب الحاضرين بتأكيد استعداه للدخول في حوار مؤكدا بأنه يحتاج إلى ثلاثة أسابيع للرد على اللائحة التي تتضمن 43 مطلبا بالتوازي مع محاولته امتصاص غضب المحتجين بتأكيده على قرب الإمضاء على منحة العمل الثقافي وبعد مد وجزر بدا من الواضح أن التيار لا يمر بين الوزير وأعوان قطاعه من جهة بعد تأكيدهم لانعدام الثقة في شخصه ورفع جزء كبير من الحاضرين عباراة "ديقاج" في وجهه مع تأكيد فئة ليست قليلة باستعداها للدخول في التصعيد وإفشال المهرجانات ..من جهة أخرى وعملا بتراتيب بلاغ النقابة العامة بتاريخ 6جوان الذي تضمن تراتيب الإضراب وقع يوم أمس الخميس 12جوان تجمع ضم عدد لا بأس بع من النقابيين والقواعد أمام مقر الاحاد العام التونسي للشغل بساحة محمد علي تدخل خلاله الكاتب العام المساعد سامي الطاهري مؤكدا أن الدولة مطالبة بتغيير نظرتها للثقافة ككل ولتعاملها مع القطاع ورفع التهميش عنه وإنصاف العاملين ومن جهته أكد كاتب عام نقابة الثقافة مفتاح وناسي أن الإضراب كان ناجحا وبلغ في العديد من الجهات مائة بالمائة ويعكس وعي أبناء القطاع وأن الوزير الحالي أكد من خلال إلغاءه لمعرض تونس الدولي للكتاب ولنيته في التفويت للمواقع الأثرية للخواص عدم اهتمامه بالثقافة أو سعيه للرقي بها ومتابعة من "التونسية لهذا الإضراب التاريخي ولمحاولة تقييمه حرصنا على استطلاع مختلف الآراء والمواقف لأطراف متعددة وفي هذا الصدد ترى فوزية عمار عضوة النقابة العامة للثقافة أن الإضراب حقق أهدافه وكان ناجحا إلى أبعد الحدود وذلك بفضل تفاعل ووعي القواعد ومشاركتهم من مختلف أنحاء الجمهورية في الوقفة الاحتجاجية وبدوره أكد عضو اللجنة المالية للنقابة العامة للثقافة جلال الظاهري أن الإضراب وحد أبناء القطاع لأول مرة مؤكدا على ضرورة الحرص على أن يستكمل أهدافه ويكون أكثر تأطيرا وعلى صعيد آخر صرحت نجاة الغربي الكاتبة العامة لنقابة المكتبات بولاية منوبة أنه من المفروض عدم وجود أجندا خاصة في تنفيذ الإضراب مؤكدة في الصدد أن القواعد لم يأتوا لرفع شعار "ديقاج" في وجه الوزير بقدر ما جاءوا للمطالبة بحقوقهم بعد أن عيل صبرهم من المماطلة والتسويف وأن ذلك يأتي عبر تقديم الأولويات ولا يعقل تقديم لائحة ب 43مطلبا ليكون ذلك بمثابة الأمر التعجيزي كما أشارت نجاة الغربي أن المكاسب الموجودة من المفروض المحافظة عليها والارتقاء بها ولذلك فهي تعتبر المطالبة بإلغاء المهرجانات في غير محله بالمرة ومن طالب بذلك فهو يخدم أجندا معينة كما أكدت الغربي أن اتخاذ قرار الإضراب لمدة ثلاثة أيام كان أحادي الجانب حيث لم يصادق الكتاب العامون للنقابات الأساسية عليه خلال اجتماع الهيئة الإدارية إلى حد أن قرار التصعيد فاجئ العديد من النقابيين ومن جهة أخرى أكد الصحبي الجدي كاتب عام نقابة مؤسسات العمل الثقافي بصفاقس أندالإضراب الذي ساهم في إنجاحه القواعد بالأساس لم يستكمل أهدافه ولم يلب الحد الأدنى من الانتظارات وكان من المفروض استثماره لو تم تحديد استراتيجية واضحة وان الإضراب لم يكن هدفا في حد ذاته بقدر ما هو وسيلة ضغط والتحسيس بمشاكل القطاع وفي نفس الإطار أكد مبروك عمران الكاتب العام لنقابة المكتبات بصفاقس أن المطلوب عدم الاقتصار على التعبئة وتجييش القواعد دون تحديد آليات التفاوض وأن المفروض عدم تجاهل النقابات الأساسية في اتخاذ القرار مؤكدا ان تنفيذ إضراب بثلاثة أيام اتخذ دون مصادقة النقابات الأساسية وفي نفس الاتجاه رأى نبيل حمدان كاتب عام نقابة المكتبات بببنزرت أن التفاوض مع الوزير قبل نصف يوم من تنفيذ الإضراب يعتبر سابقة في تاريخ الاتحاد مؤكدا على ضرورة توحيد الصفوف ومواصلة النضال لتحقيق الأهداف ومن جهة أخرى ترى شفيقة هدريش المقدم (قاعدية ) أنه كان من المفروض الاقتصار على تنفيذ إضراب بيوم واحد للتدرج وللتحسيس بمطالب القطاع مؤكدة في الصدد نفسه أن وزارة الثقافة متمادية في تهميش القطاع ولا مجال لتحمل مزيد من الوعود الزائفة وتعكس الاختلافات في الآراء والمواقف اختلافا في التصورات ترتبط إلى حد ما في وجود تجاذبات مرتبطة بغياب تمثيلية لبعض القطاعات داخل النقابة العامة مثلما أكد ذلك الفرجاني الصعدلي كاتب عام نقابة المكتبة الوطنية حيث يؤكد أن تشكيل النقابة العامة تم وفق المحاصصة ومنطق الغنيمة وهو ما من شأنه أن لا يخدم مصلحة القطاع ككل إلا أن ذلك لا يعني عدم الانضباط بقرارات المركزية النقابة او عدم التقيد بلوائحها وأن الحراك القائم يعكس وعيا نقابيا يختف من طرف إلى آخر هذا علاوة على تأكيد العديد من النقابيين في المجال الثقافي على انفراد الكاتب العام للقنابة بالرأي..