يسدل اليوم الستار على منافسات الدور ربع النهائي لمونديال البرازيل باجراء مباراتين تعدان بفرجة ممتعة وتشويقا قد يصل مداه الى حدود الحصص الاضافية او ركلات الجزاء الترجيحية ففي ملعب «ماني غارينشا» سيضرب عشاق الكرة الجميلة موعدا حافلا مع العروض الفنية «السوبر» بين المنتخبين الارجنتيني ونظيره البلجيكي اللذان يتطلعان للمضي قدما في هذه المغامرة العالمية وبلوغ أمتارها الاخيرة والمنافسة على اغلى الالقاب فيما ستمثل مواجهة هولنداوكوستاريكا الطبق الرئيسي لسهرة الليلة الذي ولئن يبدو فيه ممثل «الكرة الشاملة» الاقرب الى الفوز على الورق بحكم التفاوت الكبير في موازين القوى بين المنتخبين فان لعبة المفاجات التي فجرها «التيكوس» باطاحته لكبار القارة العجوز (ايطاليا وانقلترا) في الدور الاول واسقاطه لليونان في الدور ثمن النهائي بركلات الحظ قد تجعل ربيع «الطواحين» شتاء قاسيا في «عز الصيف» وتهدي سفير كرة امريكا الشمالية والوسطى والكارييب تاهلا تاريخيا الى المربع الذهبي . لترويض «الشياطين» البلجيكية يترقب عشاق منتخب «التانغو» موقعة «الشياطين» البلجيكية بتفاؤل مشوب بالحذر لارتباط حظوظ منتخب بلدهم بشكل كبير بجاهزية نجم برشلونة الاسباني الفنية والبدنية وتحت رحمة مواهبه الفردية العريضة وحسه التهديفي المرهف لبلوغ الدور نصف النهائي لاول مرة منذ نسخة 1990 على الاراضي الايطالية. ولئن كان «ميسي» عند حسن ظن جماهير بلده وعشاقه وخاصة مدربه «اليخاندرو سابيلا» بنجاحه في قيادة كتيبة «الالبيسيليستي» الى الدور ربع النهائي بامتياز تام مسجلا في جرابه 4 اهداف من مجموع 7 اهداف بصم عليها هجوم زعيم كرة امريكا الجنوبية واهدائه انخل دي ماريا كرة التاهل على طبق من ذهب على حساب «لاناتي» السويسرية في الدقيقتين الاخيرتين من الشوط الاضافي الثاني لمباراة الدور السابق فان هذا المعطى بات يقضي مضجع الارجنتينيين وكان سببا مباشرا في سهام النقد التي طالت الجهاز الفني بقيادة «سابيلا» لافلاسه تكتيكيا وعجزه عن ايجاد افكار هجومية اضافية بامكانها مساعدة «العبقري» كما يلقب «ميسي» لدى عشاقه لصنع ربيع الكرة الارجنتينية وقيادتها للتربع على عرش العالمية مجددا للمرة الاولى منذ مجد 1986 الذي هندسه جيل «دياغو ارماندو مارادونا». قلق الارجنتينيين يعد امرا منطقيا يقيم الدليل على رغبتهم الجامحة في العودة لاحكام السيطرة على كرة القدم العالمية من بوابة ارض الجار «الغريم» البرازيل وهو ما قد يمثل حافزا اضافيا لرفاق «غونزالو هيغواين» لمضاعفة الجهود وتسخير كل الطاقات من اجل ترويض «الشياطين» البلجيكية والعبور الى المربع الذهبي والشروع في اعداد العدة جيدا للهدف الموالي المتمثل في إطفاء ظمأ اصاب الكرة الارجنتينية طيلة 28 عاما. خصم «راقصي التانغو» اليوم لن يكون سوى المنتخب البلجيكي الذي يسعى للعودة الى الواجهة العالمية بقوة مستعينا في تحقيق مبتغاه بجيل شبابي يتقد حيوية وحماس منقطع النظير و بمواهب فردية ترتعد منها فرائص اقوى المنتخبات العالمية. جيل «الساحر» ادين هازارد وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو ودريس مارتينس والبقية لم يعترف في المونديال الحالي الا بمنطق الانتصارات حيث تعددت ضحاياه منذ ضربة البداية لتشمل منتخبات الجزائر وكوريا الجنوبية وروسيا والولايات المتحدةالامريكية لتتجه انظار «الشيطان» هذه المرة صوب المنتخب الارجنتيني الذي لم يعد بالخصم المستحيل هزمه مقارنة بما كان عليه في حقبة الثمانينات. «ادين هازارد» لم يزر الشباك الى حد هذا الدور لكن لحسن حظ بلجيكا ان مارتينس وفيلايني وديفوك ودي بروين تكفلوا بتأدية المهمة على احسن وجه لكن هذا لا ينقص شيئا من وزن نجم تشلسي الانقليزي في منظومة لعب كتيبة «الشياطين» فهي تبنى حقيقة على رؤيته الثاقبة لكامل ارجاء الميدان ولمساته السحرية التي اكتوى بنيرانها الجزائريين والروس واخيرا وقد لا يكون اخرا «العم سام» الامريكي وهو ما يجعل تالق «هازارد» اليوم في مواجهته المباشرة ل«ميسي» الارجنتيني قائمة الذات. «الطواحين» للعبث بأحلام «التيكوس» مسك ختام مباريات دور الثمانية سيكون مسرحه الليلة ملعب «ارينا فونتي نوفا» الذي سيحتضن مواجهة «الطواحين» الهولندية و«التيكوس» الكوستاريكية إذ سيسعى فيه الاول لمتابعة عروضه المميزة والاقتراب اكثر فاكثر من الامتار الاخيرة للسباق الذي قد ينصبه ملكا للعالم عند خط النهاية فيما سيدافع الثاني عن حظوظه باصرار شديد على مواصلة قهر الكبار وبلوغ المربع الذهبي في هذا المحفل العالمي الذي سيبقى محفورا في اذهان شعب «التيكوس» باسره. حسابات الكواليس والارقام تعطي الافضلية لرفاق «اريين روبن» للعبث باحلام كوستاريكا قياسا بالنجوم الرنانة التي تعج بها تشكيلة «لويس فان غال» والعروض المتميزة التي بصمت عليها «الطواحين» منذ بداية المونديال وهو ما جعل بعض الملاحظين يتنبئون بان الهولنديين يعتبرون المرشح الابرز للتتويج بالاميرة الذهبية لكن قد تجري رياح «التيكوس» بما لا تشتهيه «الطواحين» وتتمكن من اسقاط الكتيبة البرتقالية في فخ المحظور حتى تتواصل افراح كوستاريكا بمفاجاتها المدوية وينقلب ربيع هولندا في لمح البصر الى عاصفة ثلجية قد تقتلع ثوابت «الكرة الشاملة» من جذورها. البرنامج الارجنتين – بلجيكا (س 17:00) تحكيم: نيكولا ريزولي (ايطاليا) هولندا – كوستاريكا (س 21:00) تحكيم: رفشان ايرماتوف (اوزباكستان)