«يقوي سعدك»... ليست هذه ب «دعوة خير» تطلقها أفواه جداتنا وأمهاتنا ... بل عنوان سلسلة هزلية تبثها يوميا قناة «حنبعل» على شاشتها الرمضانية. وتدور أحداث هذا «السيتكوم» في حي تقليدي تقطنه أربع عوانس يحلمن بالظفر بزوج وتطليق العزوبية. ولكّلما قصد رجل الحي لقضاء حاجة ما ,إلاّ وكان محل صراع وشد وجذب بين هؤلاء العوانس... و إن اعتمد المخرج «أمير الماجولي» في تجسيد أدوار هذا العمل الهزلي على نخبة من وجوه التمثيل في تونس على غرار صلاح مصدق ودرصاف مملوك وفتحي المسلماني وتوفيق البحري وفيصل بالزين وكوثر بلحاج وشوقي بوقلية ...فإن «إقحام» محمد أمين الجميلي ( ضيف إحدى حلقات برنامج «عندي ما نقلك») في عداد فريق التمثيل بدا مسقطا وثقيلا ومستفزا ...فهذا الوافد «الدخيل» على عالم التمثيل في دور «البطولة» لم يقدم الإضافة ولم يحدث «المفاجأة» التي تحدث عنها سيناريست العمل «أسامة عبد القادر» بل بدا حضوره ركيكا وبليدا سواء على مستوى الحضور التلفزي أو النص المنطوق أو حركات الجسد ... الإضحاك والإسفاف...لا يلتقيان بعد اليوم ,لا داعي لدخول معاهد الفن المسرحي ولا لارتياد نوادي فنون التمثيل ولا للتتلمذ على أيدي كبار الممثلين والمخرجين,فالوصول إلى شاشة الصغيرة أصبح سهلا ويسيرا ...يكفي فقط مجرد ظهور «كاريكاتوري» في برنامج عندي ما نقلك للإرساء على شاطئ النجومية ! وخير دليل على ذلك أن « محمد أمين» تحوّل من عاشق ولهان يستجدي عطف زوجته «بشرى» كي تعود إليه في برنامج «عندي ما نقلك» إلى «ممثل»على امتداد 30 حلقة في سيتكوم «يقوي سعدك»...فلا شيء أصبح مستحيلا في زمن انقلبت فيه الموازين ! و إن توّصل محمد أمين إلى إضحاك الجمهور «عليه» بسبب سذاجته في سرده لحكايته مع بشرى في برنامج «عندي ما نقلك» فإن هذا لا يمنح الحق لمن أتى به إلى التمثيل للضحك على ذقون المشاهدين والعبث بالدراما الرمضانية والإساءة إلى التلفزة التونسية .فالفرق بين الإضحاك والإسفاف جلي وضوح الشمس و«المركب عمرو ما يركب»...فلا داعي لخلط الأوراق بين فن الكوميديا وسخافة التهريج .