على إثر الحادث الخطير الذي تعرض له القطار الرابط بين الكاف وتونس على مستوى مدينة قعفور يوم الخميس الماضي والذي أودى بحياة خمسة قتلى وتسبّب في جرح العديد من المسافرين بجروح متفاوتة الخطورة، ثم توجيه المصابين نحو العديد من المستشفيات حسب اختصاصاتها. واستوعب مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس ثلاثة من المصابين نقلوا إليه في الساعة الحادية عشرة ليلا لأن حالاتهم كانت تتطلب كشوفات دقيقة وعلاجات عاجلة. فقد كان وزير الصحة الأستاذ محمد صالح بن عمار يتابع حالتهم أولا بأول من قعفور حيث كان متواجدا فيما تولى عبد اللطيف الميساوي والي بن عروس والمديرالجهوي للصحة ببن عروس الدكتور طه سمير المرزوقي التحول إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس حيث عاين المصابين الثلاثة وكانا أيضا على اتصال مباشر مع وزير الصحة لإبلاغه أولا بأول عن الوضعية الصحية للمصابين والذين لقوا أيضا عناية طبية فائقة حسب أفراد عائلات المصابين من الفريق الطبي الذي أفاد أن المصابين الثلاثة تعرضوا إلى كسور ورضوض وأنّ حالتهم الصحية تتطلب العناية والمراقبة ولكنها لا تثير القلق. وقد قضى الوالي والمدير الجهوي للصحة ببن عروس وقتا طويلا في المركز للإطمئنان على صحة المصابين الثلاثة وأوصيا بأن يحظوا بكل ما يحتاجون إليه من عناية ورعاية ومتابعة . وقد أخبرنا الوالي بأنه تم تدعيم الحراسة الأمنية للمستشفى تحسبا لكل طارئ واستعدادا للتعامل مع أية وضعية لأن الحادثة أثارت استياء عائلات وأقارب المصابين . «التونسية» زارت مصابين إثنين من حادث القطار بالمستشفى المذكور. البداية كانت مع المتضرر كمال الزيدي عامل يومي أعزب يبلغ من العمر 38 سنة من معتمدية حيدرة الذي قبل أن يصف لنا صورة الحادثة أفادنا بأنه تعرض إلى ثلاثة كسور في رجله اليمنى تحت وفي الركبة وعلى مستوى الكعب وأنه خضع إلى عملية جراحية كللت بالنجاح والحمد لله كما ألح علينا لتوجيه كل تشكراته إلى الطاقم الطبي والعاملين بالمركز على الخدمات الطبية التي قدمت له العناية التي لقيها في هذا المركز. أما عن صورة الحادثة فيقول كمال الزيديى أن «كل ما أتذكره هو أن القطار كان يسير بسرعة فائقة إذ في المرة الأولى أحسسنا بارتجاج ثم في المرة الثانية انقلبت العربة التي كانت تحملنا لتتلوها عربات أخرى لاستفيق بعد ذلك في المستشفى بعد أن أغمي علي» شقيقته وجدناها متأثرة جدا لحالة شقيقها التي أكيد أنها تجاوزت مرحلة الخطر ليمر بعد ذلك إلى مرحلة النقاهة. الزيارة الثانية كانت للمصاب سمير الخليفي (35 سنة) فلاح أعزب في البداية لم تخف شقيقته استياءها للنقائص الموجودة في المستشفى الجهوي بسليانة لكنها في المقابل أعربت عن ارتياحها الكبير للخدمات الصحية التي لقيها شقيقها منذ وصوله لمركز بن عروس. سميرأصيب بكسرمضاعف على مستوى كعب رجله وقد أجرى عملية جراحية ناجحة الأمر الذي أدخل الفرحة في قلوب ذويه وأقاربه الذين كانوا بجانبه طيلة ساعات. ولعل ما زاد في ارتياح عائلة المصاب هي الإحاطة الفائقة التي وجدها من كل العاملين في قسم العظام والمفاصل. أما في خصوص المصاب الثالث والأخير المقيم بالمركز فإن حالته الصحية لم تسمح لنا بالحديث معه لأنه لا يزال في وضعية تستحق الهدوء وعدم حتى الكلام ورغم ذلك فإن صحته ليست مهددة وقد أعلمنا أحد المسؤولين في المستشفى أن مغادرة هؤلاء المصابين المركز ستكون على مدى أيام قليلة بحول الله .