بعد قرار والي صفاقس مهدي شلبي بإيقاف نشاط عدد من الجمعيات إيقافا وقتيا بولاية صفاقس وهي «جمعية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» و«جمعية ابو القاسم الزهراوي» و«جمعية المنارة الخضراء للتنمية» بالرقاب ومقرها مدينة صفاقس وجمعية «العلوم العربية والشرعية» وجمعية «ابن التين لعلوم القرآن والحديث» وجمعية «شباب الغد» وجمعية «ميراث النبوة» انعقدت ندوة صحفية بنزل «غالاكسي» بصفاقس نظمتها الجمعيات التي تم تعليق نشاطها مؤقتا ولا سيما جمعية «شباب الغد» وجمعية «ابن التين لعلوم القرآن والحديث» حضرها اعضاء من الجمعيتين يتقدمهم محمد العفاس رئيس جمعية «شباب الغد» وعبد الله بن سعيد رئيس جمعية «ابن التين لعلوم القرآن والحديث» الى جانب حضور الحقوقي والخبير القانوني والمحامي لدى التعقيب الاستاذ منذر شقرون وعدد كبير من الإعلاميين والناشطين بجمعيات ومهتمين بالشان المدني وذلك للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بقرار «ظالم ومعدوم» من الناحية القانونية اصدره الوالي مهدي شلبي واعتباره «تدخلا في شؤون السلطة القضائية» الى جانب كونه يحمل «انتهاكا واضحا لاحكام الدستور» الذي نص على حرية الرأي وأنه قرار «لم يكن معللا بالحجج الدافعة بالرهان الساطع على حدوث تجاوزات». واعتبر الحاضرون سواء بالمنصة او من المتدخلين أن ما يجري انما هو «إعادة فتح الباب لممارسات نظام المخلوع وتقييد للحريات» وقال البعض إنه «يبدو أن الحكومة وهي مؤقتة ومؤتمنة على انجاح الانتخابات بصدد تسطير برامج واجندات خاصة هي بمثابة اعادة انتاج لممارسات تضيّق على الحريات وتكمم الافواه». وقال المتدخلون انه استنادا الى المرسوم 88 لسنة 2011 والمؤرخ في 24 سبتمبر 2011 والمتعلق يتنظيم الجمعيات وفي باب الدمج والحل فان الفصل 33 جاء فيه بالحرف ان حل الجمعية يكون اما اختياريا بقرار من اعضاء الجمعية وفق نظامها الاساسي او قضائيا بمقتضى قرار صادر من المحكمة وانه في حال صدور قرار قضائي بالحل تقوم المحكمة بتعيين المصفي. وانتقدت جمعية «شباب الغد» وجمعية «ابن التين لعلوم القرآن والحديث» اتخاذ السلطة التنفيذية ممثلة في الحكومة قرارات «اعتباطية وعشوائية بايقاف نشاط بعض الجمعيات ومن دون تكليف النفس مشقة ايراد الحجج المبررة» مشيرتان إلى أن ذلك ينعكس بشكل سلبي على أهم مكاسب الثورة واستحقاقاتها وهي الحرية واحترام القانون. وانتقد الحاضرون الربط بين الارهاب وبين نشاط الجمعيات التي تم ايقاف نشاطها وقالوا ان معظم الشعب التونسي يدرك حقيقة هذا الارهاب ومن يقف خلفه ومن هم صانعوه الحقيقيون. وشدد محمد العفاس رئيس جمعية «شباب الغد» على ان قرار ايقاف جمعيته وعدد اخر من الجمعيات هو قرار متسرع ومعدوم من الناحية القانونية وأنه قرار غير معلل. وأضاف أن نشاط جمعية شباب الغد معلوم للجميع وعلني وان اهداف الجمعية تربوية وتثقيفية وتنموية ولا تتطرق الى السياسة وتجاذباتها. وشدد العفاس وبعض المسؤولين الاخرين على أنه لا يوجد اي شخص في هيئة الجمعية متحزبا ولا فاعلا في اي من الاحزاب السياسية مشيرا الى ان جمعية «شباب الغد» تهدف الى النهوض بالشباب ومنحهم الفرص للتقدم والتطور والقراءة والبحث والعلم وإلى أن أبواب الجمعية مفتوحة لكل شباب الغد وأنّها تهتم بعديد المجالات ومنها السينما والقراءة والتنمية البشرية والاعلامية واللغات والمناظرات وأنها أوّل جمعية تصدر مجلة هادفة واول جمعية تفتح المجال لفن المناظرة واول جمعية تمتلك مكتبة متنوعة وثرية بكتب في الادب العربي وايضا الفرنسي وكتب في الفكر والتنمية البشرية والتاريخ بكل عصوره والفلسفة والتربية الى جانب ان انشطتها ثقافية بدرجة اولى وتتمحور كلها حول المسرح والتمثيل والتصوير والغرافيك والدعوة ونشر ثقافة الحوار في الوسط الجامعي والمدرسي ملاحظا أن ذلك يجعلها بعيدة عن شبهات الارهاب. وشدد الحاضرون من المسؤولين عن بعض الجمعيات والمتدخلين على ان قرار ايقاف نشاط بعض الجمعيات الفاعلة في المشهد انما هو «جريمة وتسلط على حرية الرأي» التي كفلها الدستور وانتهاك له. من ناحية اخرى شدد الحقوقي منذر شقرون على ان قرار والي صفاقس القاضي بايقاف نشاط عدد من الجمعيات انما هو قرار معدوم ولا يترتب عنه أي أثر وأن الأصل في الشيء كأنه لم يكن لتناقضه الصارخ مع روح الدستور ومع القوانين ملاحظا أنه قرار لا نفاذ قانوني له وانه تدخل في شؤون سلطة اخرى مستقلة هي السلطة القضائية التي يعود لها امر اصدار قرار الايقاف عن النشاط ولفت الى انه من المهم سحب هذا القرار غير القانوني.