اعتبرت أمس منظمة العفو الدولية «أمنستي»، أن ليبيا «في طريقها إلى الفوضى»، استنادا على مقطع مصور يظهر قيام مسلحين بإعدام مصري رميا بالرصاص، في ملعب كرة قدم بمدينة درنة (شرقا). وانتشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى جماعة «أنصار الشريعة» التي تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية شرقي ليبيا، وهم ينفذون «الحد» رميا بالرصاص، على مصري متهم بقتل شاب ليبي. والضحية مصري الجنسية يدعى محمد أحمد محمد، وتم اقتياده معصوب العينين على متن سيارة إلى ملعب كرة القدم، ثم تلي بيان اتهامه بطعن ليبي حتى الموت، واعترافه بارتكاب جريمتي القتل والسرقة. كما أُفيد في البيان بأن الهيئة قد حكمت «بإعدامه» ما لم تعف عائلة الضحية عنه، ويظهر من شريط الفيديو أن عائلة القتيل رفضت بالفعل منحه العفو. وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، حسيبة حاج صحراوي: «بتنفيذ عملية القتل غير المشروعة هذه، تحققت أسوأ مخاوف عامة الليبيين الذين وجدوا أنفسهم في بعض مناطق البلاد عالقين بين جماعات مسلحة عديمة الرحمة ودولة فاشلة». وأضافت: «من شأن مثل هذه الأفعال أن تقود إلى ارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان في درنة، التي لا تتوفر فيها مؤسسات تابعة للدولة يمكن لسكانها اللجوء إليها، مما جعلهم بالتالي غير قادرين على الاحتكام إلى القضاء أو الحصول على حماية فعالة من الانتهاكات». وحثت صحراوي السلطات الليبية - يساندها المجتمع الدولي - على «التصدى بشكل عاجل للانهيار المستمر لسيادة القانون والنظام في درنة وغيرها من المناطق عقب سقوط نظام العقيد القذافي»على خلفية احتجاجات شعبية تحولت إلى حرب عام 2011. وتعاني ليبيا حالة من الفوضى والانفلات الأمني شرقا، في مدن بنغازي ودرنة، وغربا في العاصمة طرابلس وبعض المدن الأخرى، حيث تتقاتل مجموعات مسلحة من أجل السيطرة على تلك المدن، على خلفية خلافات سياسية بين الإسلاميين والليبراليين.