مرة أخرى تضرب مدينة المنستير بسهم صائب في صميم صنع الحدث والإمتياز في إخراجه وليس أدلّ على ذلك سوى أول أمس السبت 6 سبتمبر عندما التقى في المنستير حدثان رياضيان من الوزن الثقيل حيث انطلقت الإشارة الأولى من قاعة المرحوم محمد مزالي مع مقابلتي نصف نهائي كأس الرابطة الفرنسية لكرة اليد وأحتدت نحو الملعب الأولمبي مصطفى بن جنات مع مباراة الجولة الأولى لتصفيات كأس أمم افريقيا لكرة القدم بين منتخبنا الوطني ونظيره البوتسواني... فكان حسن التنظيم وكرم الوفادة وحفاوة الإستقبال القاسم المشترك بين الحدثين الكبيرين فكان بحق «نهار كبير في المنستير» عندما تظافرت جهود الجميع ليكون النجاح والامتياز العنوان الأبرز ليوم 6 سبتمبر في مدينة الرباط. مدرب المنتخب الوطني جورج ليكنز الذي كان أسعد السعداء بالانتصار في اختباره الأول قالها من أعماقه «شكرا لمدينة المنستير... شكرا لجمهور المنستير الذي كان رائعا وحقق إضافة معنوية كبيرة للمنتخب ليحقق الفوز على بوتسوانا». جمهور المنستير كان دوما خير سند للمنتخب الذي لا ينهزم في هذه المدينة...وعندما كان المنتخب الوطني متأخرا في النتيجة خلال الشوط الأول تذكرنا مباراة غينيا الاستوائية التي عاش فيها المنتخب نفس السيناريو ليجد جماهير ملعب المنستير أفضل دافع ليحول الهزيمة إلى انتصار... وأول أمس كانت الصورة الرائعة التي يتعين الاقتداء بها كلما تعلق الأمر بالمنتخب الوطني حيث غابت ألوان الأندية ولم تحضر غير راية الوطن... هكذا هو الشعور الوطني الأصيل الذي ترجمه جمهور المنستير بالهتاف بإسم تونس على امتداد المقابلة. مواصلة الملحمة في المنستير علمت «التونسية» بأن النية متجهة من قبل المشرفين على المنتخب الوطني من إطار مسير فني وخاصة المدرب جورج ليكينز لمواصلة خوض مباريات تصفيات كأس أمم افريقيا المغرب 2015 في الملعب الأولمبي مصطفى بن جنات بالمنستير وهو اختيار له ما يبرّره في ظل النجاح الكبير الذي رافق تحضيرات المنتخب في المنستير فكل شيء كان على ذمة المنتخب والجميع من سلط جهوية ورياضية وجماهير تجند لخدمة المنتخب...فيكفي أن ترى العدد الكبير من المشجعين الذين يتوافدون على تمارين المنتخب لتعرف معنى وجود «نسور قرطاج» في المنستير... فكل شيء في هذه المدينة الجميلة يجعل منها حضنا دافئا للمنتخب وإلى ذلك فإنها أيضا طالع خير على «نسور قرطاج» بشهادة التاريخ ومثلما ترشح وتأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات أمم افريقيا 2013 بجنوب افريقيا من المنستير فإن كل المؤشرات تؤكد بأن إطاره الفني يريد تكرار نفس الإنجاز ومثلما لا نغير الفريق الفائز يجب أن نحافظ على ملعب الانتصارات.