تصاعدت المواقف المتحفظة في تونس على تعيين البلجيكي جورج ليكينز مدربا جديدا لمنتخب كرة القدم. ويرى أبرز المنتقدين أن "نسور قرطاج" بحاجة إلى مدير فني رفيع المستوى لإعادة الاعتبار للكرة التونسية التي فقدت بريقها في السنوات الأخيرة. وخلف ليكينز الهولندي رود كرول الذي تولى المنصب مؤقتا في مباراتي الدور الثالث الحاسم من تصفيات كأس العالم 2014، وخلف بدروه التونسي نبيل معلول. وذهب البعض إلى اعتبار أن ليكينز ظل عاطلا عن العمل منذ 2012، كما أن تجاربه السابقة كانت متواضعة، خصوصا عندما فشل مع منتخب بلاده في تجاوز الدور الأول في مونديال 1998، ثم حين عجز عن قيادته للتأهل إلى كأس أمم أوروبا 2012. وأكد اللاعب السابق لمنتخب تونس فوزي الرويسي أن مهمة ليكينز لن تكون سهلة، وأن المدرسة البلجيكية التي تنتهج الأسلوب الدفاعي قد لا تتلاءم مع الرغبة في إضفاء طابع لعب هجومي للمنتخب التونسي الذي ما زال يعاني من خيبتي التأهل لمونديالي 2010 و2014. وقال الرويسي (56 مباراة دولية) للجزيرة نت إن المدرسة التدريبية البلجيكية تفتقد إلى ميزة صنع اللعب، وقد لا تتأقلم مع إمكانات اللاعبين التونسيين، معتبرا أن نجاح المدرب الجديد موكول بالدرجة الأولى إلى الاتحاد والأجواء المحيطة بالمنتخب. بوغزالة: ليكينز سيشرف على المنتخب في فترة تشهد انقسامات كبيرة بالاتحاد (الجزيرة) ممهدات النجاح في المقابل، أكد المدير الفني السابق بالاتحاد التونسي كمال بوغزالة أن نجاح تونس في تجاوز أزمة النتائج يمر عبر توفير ممهدات النجاح للجهاز الفني الجديد وعدم تدخل مسؤولي الاتحاد في صلاحياته الفنية. وقال بوغزالة للجزيرة نت "من سوء حظ ليكينز أنه سيشرف على المنتخب في فترة تشهد انقسامات كبيرة داخل الاتحاد وموجة من الاستقالات والمشاكل التي قد تلقي بظلالها على عمله وتعوقه عن النجاح". من جانبه قال الصحفي الرياضي مراد برهومي إن "ما يعاب على ليكينز أن مزاجه متقلب للغاية وانسحابه من تدريب المنتخب في أي لحظة يبدو واردا، إذ سبق له الانسحاب دون موجب سواء عند إشرافه على بلجيكا أو مع الجزائر". وأضاف برهومي أن "تعيين هذا الفني يبدو القرار الأنسب في هذا الظرف خاصة، إذ ساهم في العودة القوية للمنتخب البلجيكي، ومن خلال أول ظهور إعلامي له تبدو رغبته كبيرة في إنجاح المهمة على رأس المنتخب بعد الخيبات الأخيرة". ومني منتخب تونس بخيبات متتالية في الأعوام الماضية إذ إضافة لفشله في التأهل لمونديالي 2010 ثم 2014، مني بخروج مهين من نهائيات أمم أفريقيا 2013 وفشل في التأهل لكأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين 2014. بن عمران: الأصوات المنتقدة لتعيين ليكينز على رأس الجهاز الفني مبالغ فيها (الجزيرة) عقد أهداف وردا على الجدل الذي أثاره التعاقد مع المدرب البلجيكي، قال عضو اتحاد كرة القدم هشام بن عمران إن الانتقادات الموجهة ضد تعيين ليكينز لا تستند إلى أي أسس موضوعية، وأضاف أن السجل التدريبي مع منتخب بلجيكا في 2010 كان أبرز الدوافع وراء التعاقد معه. وقال بن عمران في حديثه للجزيرة نت إن العقد على عامين وهو مشروط بأهداف، أولها بلوغ المربع الذهبي لكأس أمم أفريقيا في المغرب عام 2015، والتأهل إلى أولمبياد ريو دي جينيرو 2016. وقال جورج ليكينز -الذي سيحصل على راتب شهري يناهز 55 ألف دينار (ما يقارب 35 ألف دولار)- أثناء تقديمه لوسائل الإعلام إن "إعادة المنتخب التونسي إلى المسار الصحيح بعد تراجع نتائجه في الأعوام الأخيرة سيكون أحد أبرز أهدافي". وسيقود المدرب الجديد (65 عاما) منتخب نسور قرطاج لأول مرة أثناء المواجهة الودية مع منتخب بلاده بلجيكا في العاصمة بروكسل أواخر مايو/أيار المقبل. ودرب ليكينز بلجيكا في مناسبتين (1997 و2010)، كما أشرف على منتخب الجزائر (2003)، أما على صعيد الأندية فقد كانت له عديد التجارب مع أندية بروج وأندرلخت ولوكران وشارلروا ومالينز في بلجيكا فضلا عن أندية ترابزون التركي والهلال السعودي ورودا الهولندي.