دعا الشيخ راشد الغنّوشي إلى اعتماد التوافق منهجا في ترشيح الرئيس المقبل للجمهورية وكذلك كلّا من رئيسي مجلس نواب الشعب والحكومة. واعتبر رئيس حركة «النهضة»، في حديث خاصّ لمجلة «ليدرز»، تنشره في عددها الجديد لشهر أكتوبر، أنّه من المهمّ أن تكون الحكومة المقبلة حكومة سياسية بالأساس، تضمّ الأحزاب السياسيّة الفائزة والقوى الاجتماعيّة وخاصّة منها اتحادي الشغل والصناعة والتجارة . وقال الغنّوشي إنّ التّوافق يعدّ من أعلى مستويات الديمقراطيّة مع العلم أنّ الكلمة الفصل ستكون للشعب من خلال صناديق الاقتراع. وأضاف أن البلاد في حاجة إلى التماسك لا الانشطار وأنّ التجربة الديمقراطيّة في تونس لا تزال في حاجة إلى ترفّق وعناية ولا تحتمل الصراعات العنيفة . وبخصوص الانتخابات المقبلة، أعرب الشيخ راشد الغنوشي عن أمله في أن يتوفّق الحوار الوطني إلى إقرار ضوابط أخلاقيّة يتأكد الالتزام بها حتى لا ينخرط المترشحون في صراع يدكّ أركان البيت الديمقراطي الناشئ، وكذلك إلى ضوابط حول مصداقية البرامج، حتى لا يطلق العنان لوعود واهمة، داعيا المجتمع المدني والهيئات ليكونوا شاهدا عليها. واعتبر رئيس حركة «النهضة» أن من مقاييس نجاح الانتخابات مشاركة الاطراف الرئيسية فيها والاقرار بنتائجها، على أن تشهد الجهات الملاحظة للانتخابات بحسن سيرها ومصداقيتها. وأمّا عن التحالفات المستقبلية للنهضة، فقال راشد الغنّوشي إنها «مفتوحة، لا فيتو على أحد، حتى على الذين رفعوا الفيتو أمام «النهضة»»، داعيا جميع الأطراف إلى التحاور والتوافق رافضا أيّ إقصاء. وقد اختزل موقفه بالقول: «كلّ من دخل دستورنا فهو آمن، إذا ما قبله، فقد دخل في ظلّ الثورة والوطنية، وطوى صفحة الماضي وانتقل إلى العالم الجديد». وعن تحييد الخطاب المسجدي، اعتبر الغنوشي أنه لا ينبغي أن يكون لأيمّة المساجد والجوامع دور في الانتخابات سوى الدعوة المحايدة للمشاركة في الاقتراع وقال «إن هذا الحياد لا بدّ أن يشمل أيضا كلّ المرافق العموميّة من مؤسّسات ومدارس وإدارة وإعلام عمومي ويلتزم الجميع بالمهنيّة دون الانحياز لأي طرف كان». وردّا عن سؤال حول زيارته هذه الأيام إلى الولاياتالمتحدة حيث تتعالى الأصوات للحديث عن سراب الاسلام السياسي وقرب نهايته، قال الشيخ راشد الغنوشي إنّ المبشّرين بنهاية الاسلام السياسي هم مثل المبشّرين بنهاية العالم، وإنّ الاسلام السياسي صاعد في تركيا وأندونيسيا وماليزيا وغيرها ويدير الحكومة في المغرب وأن تجربة «النهضة» محلّ تقدير كبير، وهو يمثّل البديل عن داعش والقاعدة». وتناول رئيس حركة «النهضة» في حديثه الخاص لمجلة ليدرز عديد المحاور الهامّة الأخرى وخاصّة منها المال السياسي والعلاقة مع حزب حركة نداء تونس وتطوراتها وطبيعة الحكم بعد الانتخابات وغيرها. وكذلك استنتاجات بعد زيارته الأخيرة للصين وما بقي فيها في الماركسية، ورؤيته للاقتصاديات الواعدة في العالم.