قال الدكتور محمد أمين سليم مدير المرصد الوطني للنزلة الوافدة أن حملة التلقيح الموسمي ضد فيروس «القريب» ستنطلق قريبا وأنه تم توريد نحو 300 ألف جرعة باتت متواجدة حاليا بالصيدليات مشيرا إلى أن نوعية التلقيح هذا العام لم تتغير لا من حيث التركيبة ولا من حيث السعر الذي سيكون في حدود 13 دينارا تقريبا . وحول نوعية الفيروس قال الدكتور سليم أن موجة الفيروس لم تنطلق بعد بسبب استمرار الحرارة وأنّ ذلك آخر التحاليل التي يجريها المرصد عادة لتحديد نوعية الفيروس ، لكنه لم يستبعد أن يكون «قريب» هذا العام مشابها لفيروس العام الماضي أو أن يشهد تغييرا في أحد صنفيه باعتبار أن الفيروس يصنف ضمن قريب من صنف « أ» وأخر من صنف «ب». إمكانية التلقيح التكميلي رئيس المرصد الوطني للنزلة الوافدة لم يستبعد كذلك اللجوء إلى توريد كميات من التلقيح التكميلي في صورة أثبتت التحاليل المخبرية أن نوعية الفيروس شهدت تغييرا كبيرا هذا العام مما يجعلها لا تتماشى والتلاقيح التي تم توريدها ، مؤكدا أن الحالات التي تحتاج إلى التلاقيح التكميلية تبقى محدودة مقارنة بالحالات التي تحتاج إلى التلقيح الموسمي الموجه أساسا للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة والشيوخ والمصابين بالأمراض المزمنة والأطفال . وأضاف مدير مرصد النزلة الوافدة أن التلقيح الحالي قادر على مجابهة الفيروسين اللذين تمّ رصدهما السنة الماضية و سنة 2009 وهو الصنف الذي أطلق عليه إسم انفلونزا الخنازير معتبرا أن عودتهما تعد أمرا طبيعيا وغير مقلق مع توفر التلاقيح المضادة لهما. وحول بداية انتشار الفيروس منذ الايام الماضية قال سليم أن هذا أمر عادي مشيرا إلى أن حضوره بدأ يتواتر في الأوساط العائلية ، كما نبه إلى إمكانية تطوّر وتيرته في المدة القادمة مع انخفاض درجات الحرارة باعتبار أن انخفاض درجات الحرارة وتواجد الرياح يساهمان بشكل كبير في انتقال «القريب الموسمي» الذي عادة ما يتواصل حتى نهاية شهر فيفري ليأخذ بداية من شهر مارس منحى تنازليا مع استقرار العوامل الجوية . وفي السياق ذاته أوضح مدير مرصد النزلة الوافدة أن الفيروس عادة ما يفاجئ المريض في هذه الفترة لعدم تأهل الجسم للانتقال من الحرارة إلى البرد بالإضافة إلى عدم اخذ الاحتياطات اللازمة في اللباس مشيرا إلى أنّ من علامات الإصابة ارتفاع حرارة الجسم والتهاب القصبات الهوائية. وإن قلل د.أمين سليم من خطورة الفيروس فإنّه أكد على ضرورة معالجته بالطريقة السليمة خاصة لدى الأطفال وكبار السن والأشخاص فاقدي المناعة والذين يعانون أساسا من مشاكل في القلب والجهاز التنفسي . و أشار مصدر «التونسية» إلى توفر الكميات اللازمة من تلقيح «القريب الموسمي» مؤكدا على أهمية هذا التلقيح الذي يقلل من إمكانية الإصابة ب«القريب» بنسبة تتراوح بين 85 و90 بالمائة. أما عن تأثير المرض على مناعة الجسم في حال تعود الانسان على استعماله سنويا فقد قال مدير مرصد النزلة الوافدة أن التلقيح لا يؤثر بتاتا على مناعة الجسم لأن الفيروس بطبعه يتغير من سنة إلى أخرى وأن التلقيح يواكب تغير الفيروس وعليه فإن الجسم لن يستطيع التعود على هذا التلقيح وأن المناعة تتجدّد آليا حسب نوع الفيروس الذي يتلقاه الجسم .