تشهد هذه المدة انتشارا واسعا لفيروس «القريب» المصحوب بأعراض ارتفاع حرارة الجسم والتهاب القصبات الهوائية ، غير أن انتشار هذا الفيروس الموسمي الذي عادة ما ينشط مع انخفاض درجات الحرارة أثار التباسا بينه وبين فيروس «حمى غرب النيل» وقد أكد الدكتور أمين سليم مدير المرصد الوطني للنزلة الوافدة ل«التونسية» أن التحاليل المجراة على الفيروس المنتشر هذه المدة لم تمكن من تحديد نوعيته مشيرا إلى أن المتأكد أنه لا يصنف ضمن فيروسات القريب التي تزورنا كل سنة في هذه الفترة من السنة . وأضاف الدكتور سليم أن الفيروس المنتشر ناتج عن الهبوط المفاجئ لدرجات الحرارة وعدم تأهل الجسم للانتقال من فترة الحرارة إلى البرد مباشرة بالإضافة إلى عدم اخذ الاحتياطات اللازمة في اللباس . وحول الالتباس الحاصل بين الفيروس المنتشر وفيروس «حمى غرب النيل» قال رئيس مرصد النزلة الوافدة أن لا علاقة لفيروس القريب المنتشر بحمى غرب النيل التي تنشط عادة في المناطق القريبة من السباخ التي تشكل محطات للطيور والناموس على غرار منطقتي المنستير وتطاوين اللتين سجل فيهما أكبر عدد من الإصابات . أما عن سبخة تونس وتأثيرها على انتشار الفيروس في اقليمتونس الكبرى فقد أكد الدكتور أمين سليم أن تأثيرها ضعيف نسبيا مقارنة بالمناطق الأخرى ولا تعد مصدر خطر كبير لتكاثر الفيروس. محدّثنا وإن قلل من خطورة فيروس القريب المنتشر حاليا فإنه أكد على ضرورة معالجته بالطريقة السليمة خاصة لدى الأطفال وكبار السن والأشخاص فاقدي المناعة الذين يعانون أساسا من مشاكل في القلب والجهاز التنفسي . كما أشار محدّثنا إلى توفر الكميات اللازمة من تلقيح القريب الموسمي بداية فترة التلقيح الذي سيتواصل إلى حدود شهر ديسمبر مؤكدا على أهمية هذا التلقيح الذي يقلل من إمكانية الإصابة بالقريب بنسبة تتراوح بين 85 و90 بالمائة . أما عن تأثير اللقاح على مناعة الجسم في حال تعود الانسان على استعماله سنويا فقد قال مدير مرصد النزلة الوافدة أن التلقيح لا يؤثر بتاتا على مناعة الجسم لأن الفيروس بطبعه يتغير من سنة إلى أخرى وأن التلقيح يواكب تغير الفيروس وعليه فإن الجسم لن يستطيع التعود على هذا التلقيح وستتجدد المناعة آليا حسب نوع الفيروس الذي يتلقاه الجسم . وفي نفس السياق قال مصدرنا أن الصيدلية المركزية قامت بتوريد نحو 300 ألف جرعة من التلاقيح وهي الكمية التي تحتاجها تقريبا السوق التونسية وأنه تمت المحافظة على الاسعار المتداولة السنة الماضية أي في حدود 13 دينارا للجرعة الواحدة .