التونسية (تونس) وصف أمس مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي وأمين عام حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» تصريحات الباجي قائد السبسي الأخيرة والتي طالبه فيها مع رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي بالتنحي عن منصبيهما في أقرب الأوقات بالطلبات «الصبيانية والمثيرة للخوف والقلق»، حسب قوله، مؤكدا ان التصريحات التي ادلى بها السبسي في هذا السياق «لا تليق بمستواه كرجل دولة يدّعي الخبرة والحنكة»، معربا عن شديد استغرابه من كلام الباجي عن مؤسسات الدولة بطريقة ملؤها التهكم والاستخفاف، حسب قوله دائما. وقال أمين عام حزب «التكتل» إن حزبه تلقى صدمة قوية نتيجة الهزيمة المدوية التي مني بها في الانتخابات التشريعية الأخيرة ،مبررا النتائج الهزيلة التي حصدها بتبعات الحكم لمدة ناهزت الثلاث سنوات، قائلا بالحرف الواحد: كلكم تعرفون أن الحكم «يهرّي» ولهذا السبب كنا نتوقع تراجعا في نتائج هذه الدورة مقارنة بالنتائج التي حصدناها في 2011 ولكن ليس الى هذا الحد ! وأضاف بن جعفر أن من أسباب سقوط حزبه في انتخابات 2014 هو تعمد بعضهم تحويل وجهة القضية الأساسية للانتخابات التشريعية من تركيز على البرامج والمنوال التنموي الواجب اتباعه وكيفية تحسين ظروف العيش وتطوير المنظومة التربوية...الى التركيز على مسألة الهوية التي ظن الجميع انه حسم في امرها منذ المصادقة على الدستور. الشعب يعاقبنا وسيبقى غيابنا نقطة سوداء ووصف بن جعفر النتائج التي حققها «التكتل» بالسلبية، مبينا انها لم تكن حكرا على حزبه فقط بل امتدت الى كل مكونات العائلة الوسطية الديمقراطية الاجتماعية، مؤكدا ان في ذلك رسالة لهم من الشعب التونسي مفادها انه وجب معاقبة العائلة الديمقراطية الاجتماعية لعدم تحملها للمسؤولية وتمكنها من لمّ شتاتها وايجاد البديل الناجح، مضيفا: «لقد وقعت معاقبتنا ودوسنا في تخميرة الاستقطاب الثنائي الكبيرة». كما وصف بن جعفر غياب القوى الديمقراطية الاجتماعية عن المداولات البرلمانية للخمس سنوات القادمة بالنقطة السوداء، معربا عن تخوّفه من مواصلة إدارة المرحلة القادمة بالمال السياسي، ومن تراجع النفس الثوري الذي بدا، برأيه، جليّا في الفترة الأخيرة. نداء عاجل وفي ذات السياق، توجه بن جعفر بنداء الى كل مكونات العائلة الديمقراطية الاجتماعية بالتوحد في جبهة وسطية ديمقراطية اجتماعية وإنقاذ ما يمكن انقاذه، داعيا رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ومحمد عبو وأحمد نجيب الشابي وحمة الهمامي وزهير المغزاوي وميّة الجريبي إلى الاجتماع في مدة أقصاها 3 أيام لمناقشة موضوع تكوين جبهة ديمقراطية موحدة واختيار رئيس توافقي موحّد لردّ الاعتبار للعائلة الديمقراطية الاجتماعية في الانتخابات الرئاسية القادمة، داعيا أيضا أحمد المستيري وأحمد بن صالح الى الخروج عن صمتهما خاصة في هذا الظرف بالذات.