تنفرد صحيفة «التونسية» في عددها اليوم بنشر تفاصيل الواقعة التي جدت خلال الليلة الفاصلة بين الاحد والاثنين في قرية «جرادو» من معتمدية ساقية سيدي يوسف والمتمثلة في اقدام مجموعة مسلحة على التزود بالقوة بكميات من المواد الغذائية بعد السطو على سيارة تهريب وتحويل وجهتها... ففي حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا وبينما كان احد مهربي البنزين يقود سيارته بأحد الطرقات الفرعية بين منطقتي «الحزيم» و«جرادو» من معتمدية ساقية سيدي يوسف اعترضت سبيله مجموعة مسلحة تتركب من 7 عناصر كانوا يلبسون لباسا عصريا وحليقي اللحي ويحملون أسلحة حربية ثم صعد المسلحون السيارة ومنهم من ركب بجانب السائق ومنهم من ركب بالصندوق الخلفي للعربة. بعدها طلب احد المسلحين من السائق ان يدلهم على محل قريب لبيع المواد الغذائية فأشار عليه بوجود محل في قرية «جرادو» المجاورة. وعند وصولهم الى الدكان وجدوه مغلقا فطلبوا منه مجددا ان يدلهم على مقر سكنى العطار ففعل ذلك. وعند وصول صاحب المحل الى الدكان شرع المسلحون في اقتناء حاجاتهم من المواد الغذائية متوعدين العطار بسوء العاقبة و المصير ان هو ابلغ عنهم. وأمام انشغال المسلحين باقتناء ما يلزمهم من مواد غذائية فر سائق سيارة التهريب تاركا سيارته، وعند تفطن المهربين لذلك طلبوا من العطار ان يرشدهم الى شخص يتولى قيادة السيارة فدلهم تحت التهديد على أحد أجواره فتوجّه احد العناصر المسلحة الى بيت المعني بالأمر وطلب منه قيادة السيارة التي تركها صاحبها وفر. وتحت التهديد والوعيد بالقتل والتنكيل قبل الجار المهمة على مضض وصعد جميعهم سيارة التهريب الى وجهة قريبة حددها الخاطفون... وأثناء سيرهم بأحد المسالك الفلاحية في وسط سلسلة جبال ورغة طلب احد العناصر من السائق التوقف للحظات ليتسنى لعناصر اخرى كانت في انتظارهم للالتحاق بهم داخل السيارة وهو ما وقع فعلا. اثر ذلك طلب المسلحون من السائق مواصلة السير في اتجاه احدى المناطق الجبلية القريبة. وعند الوصول الى المكان المقصود نزل جميعهم وقد بدت عليهم علامات التوتر والارتباك بعدما لاحظوا وجود رتل من السيارات قادم في اتجاههم وهم اهالي السائق الذي اخرجوه من منزله ليقود السيارة. وقد فرّ الارهابيون في اتجاه الجبل مسرعين، تاركين ما اقتنوه من مواد غذائية في الصندوق الخلفي للسيارة بعدما اقتادوا معهم السائق. وبعد توغلهم بضعة أمتار في الغابة اطلقوا سراح الرهينة وطلبوا منه العودة. فأخذ السائق السيارة وعاد أدراجه نحو قرية «جرادو»، وفي الطريق التقى بتشكيلات من الوحدات الامنية والعسكرية كانت قد هبت لتوها لنجدته واقتفاء اثر العناصر الارهابية فسلمهم سيارة التهريب وروى لرجالها ما عاشه. ووفق المعطيات الاولية فإن العدد الجملي للعناصر الارهابية يبلغ حوالي 12 عنصرا. وقد عثرت وحدات الحرس الوطني بالكاف داخل السيارة علاوة على المواد الغذائية المقتناة على حقيبة ظهر بها علبة «ياغورت» كبيرة الحجم مملوءة بمادة الامونيتر كان الارهابيون ينوون تفجيرها عن بعد على ما يبدو.. وبحثا عن هذه العناصر الارهابية واصلت كامل نهار امس الوحدات الامنية والعسكرية بالكاف عمليات تمشيط المناطق الجبلية القريبة من مكان الواقعة...