اثر إعلان النقابة العامة للتعليم الثانوي عن نيّتها الدخول في إضراب عام مفتوح بداية من اليوم تزامنا مع انطلاق الاسبوع المغلق من اجل مطالبة الوزارة بالتراجع عن قراراها في اقتطاع أجر يومين من مرتبات الأساتذة الذين أضربوا عن العمل يومي 26 و27 من الشهر المنقضي، عبر أولياء التلاميذ عن استغرابهم من هذا الاضراب الذي من شأنه المسّ من مصالح أبنائهم والعملية التربوية. «التونسية» نزلت إلى الشارع وتحسّست ردود فعل عدد من الأولياء على الموضوع: وليد «مدرب» أبدى استغرابه من ممارسات الاساتذة في التوقّف عن العمل وتعطيل الانتاج كطريقة لاكتساب الحقوق مشيرا إلى أنّ ذلك يتناقض مع قيم العلم والمثل والقدوة. وشدد على ضرورة ايجاد حل جذري للمشكلة معبّرا عن خشيته من تمادي الاساتذة في مطالبهم في حال لم يشعروا بأنهم تعدّوا علي حقوق التلاميذ وجهود وتضحيات أوليائهم. وعبّر عن خيبة أمل عميقة من تصرف الاساتذة في هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد. واعتبر ان ذلك سيشكل ضربة قاسية للعملية التعليمية وسيحدث خللا وارباكا وفوضى كبيرة في المعاهد . «الامتحانات مش هاربة» اما غسان (تقني سام) فقد اكد انه من حق الأساتذة المطالبة بحقهم في حياة كريمة ووضع معيشي مستقر وبتحسين وضعيتهم بما يوازي مكانتهم وأهميتهم . واضاف انه يمكن تعويض أيام الاضراب بساعات اضافية وانه يمكن اجتياز الامتحانات في ايام أُخر قائلا «الامتحانات موش هاربة». من جهتها ، اوضحت منال حصاد (موظفة) انه من حق الاساتذة الحصول على كامل حقوقهم لكن ليس عن طريق الاضراب لما له من تأثير كبير على المستوى العلمي للتلاميذ وقالت إن اضراب الاساتذة يعطي صورة سيئة عنهم لدى التلاميذ ويؤثر على مدى احترام التلاميذ لهم وانتقدت الطريقة التي يتّبعها الاساتذة للحصول على حقوقهم ووصفتها بالخاطئة. واشارت إلى أن التلاميذ وجدوا انفسهم «رهينة» بأيدي الاساتذة للضغط على الحكومة . « شنوّة ذنب التلامذة ؟» أما منى (ربة منزل) فقد لجأت إلى اعطاء ابنها دروسا خصوصية رغم ارتفاع اسعارها في محاولة منها لعدم إضاعة المزيد من الوقت على ابنها في انتظار أن تُحلّ أزمة الاساتذة ، مشيرة إلى أنّ هدف الأساتذة الوحيد هو الربح المادي فقط متجاهلين رسالتهم التربوية. وأضافت مستغربة: «من المفروض أن يكون الاستاذ مربيا للأجيال وألاّ يطالب بحقه من خلال ابتزاز الحكومة عبر التلاميذ وعلى حساب مستقبلهم وحقهم في التعليم الذي كفله لهم الدستور. «يلعبون بالنار» أما منية (ربة منزل) فقد بيّنت أن خطوة الاضراب غير صحيحة من طرف الاساتذة في ظل الظروف المتأزمة. وأضافت أن الاضراب عن العمل يعد نوعا من التهرب الوظيفي مؤكدة انها مع ان حصول الاستاذ على حقوقه ولكن دون ان يستخدم التلاميذ كوسيلة للضغط على وزارة التربية. وأشارت إلى انه لا يجوز تحت أي ظرف «المساومة بأبنائنا» اختيار توقيت اضراب الاساتذة مع بداية انطلاق الاسبوع المغلق يؤكد ان الاساتذة يلعبون بالنار حسب قولها وأنه لا يعقل أن يطالب الاساتذة بتحسين ظروفهم على حساب التلاميذ. وطالبت بالعدول عن الإضراب لعدم تضييع سير الامتحانات . أما نزيهة (ربة منزل) فقد اشارت إلى أن الإضراب يضرّ بها وبأسرتها وأنّها ستضطر إلى التغيب عن عملها لمرافقة ابنها في المنزل لأنه لا يمكن لها أن تتركه في «الشارع». وطالبت بإيجاد حل للمشكلة وإعادة العملية التربوية والتعليمية إلى وضعها الصحيح. «موش معقول» أما بشير (ولي) فقد أكّد رفضه وانتقاده للدعوة إلى اضراب الاساتذة مؤكّدا أنه ضدّ حرمانهم من التعبير عن رأيهم ولكن ليس على حساب التلميذ بحرمانه من الدراسة وتعطيل العملية التعليمية. وأيّد فكرة توجيه الحكومة إنذارا للأساتذة للعودة إلى التدريس أو اعتبارهم متغيّبين عن عملهم وفصلهم وتعيين آلاف الاساتذة المعطلين عن العمل ممن ينتظرون دورهم في العمل . و اشار إلى انه كان يجب على الاساتذة عوض أن يضربوا عن العمل من اجل مطالب مادية وهم المرفهة اوضاعهم مقارنة بعامة الشعب ان ينكبّوا على درس واقع التعليم الذي ينذر بكارثة حقيقية نظرا لتدنّي مستويات التلاميذ . رد نقابة التعليم الثانوي من جهته، حمّل الاسعد اليعقوبي كاتب عام النقابة العامة للتعليم الثانوي وزير التربية تبعات قرار اقتطاع أجور يومي الإضراب والذي اعتبره إجراء عقابيا غير قانوني. وأضاف أن النقابة مستعدة لتعليق الإضراب في حال التزام وزارة التربية بعدم الخصم والتراجع عن هذا القرار الذي اعتبره قرارا عقابيا. وأوضح أنّ أطرافا في الحكومة الحالية تدفع إلى تازيم الوضع الاجتماعي . وأكد أنه عملا بقرار الهيئة الادارية القطاعية سيتم إيقاف التدريس بداية من اليوم وحتى تتراجع وزارة التربية عن قرار اقتطاع أجور يومي الإضراب الذي تم تنفيذه يومي ال26 وال27 من شهر نوفمبر الماضي. مروى الساحلي