خرج الترجي الرياضي مستفيدا من الجولة الثانية عشرة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى بفضل فوزه على أحد المنافسين المباشرين على اللقب وهو النادي الصفاقسي مقابل تعثر صاحب الطليعة النادي الإفريقي في بنزرت ليتقلص الفارق إلى ست نقاط قبل أسبوعين فقط من دربي العاصمة الذي ستكون نتيجته النهائية هامة وحاسمة بالنسبة لأبناء خالد بن يحيى على مستوى حظوظهم في لعب الأدوار الأولى والمنافسة الجدية على البطولة. أخصائي المناسبات الكبرى تعد المواجهات المباشرة بين الفرق المعنية بالتتويج مقابلات من فئة ست نقاط ولها تأثير مباشر وكبير على مصير اللقب وحظوظ كل طرف في اعتلاء منصة التتويج حيث تلعب نتائجها دورا هاما في تحديد اسم البطل في نهاية الموسم... هذه المواجهات المباشرة أو بالأحرى النتائج التي تسفر عنها غالبا ما رجحت كفة فريق باب سويقة في جل البطولات التي فاز بها وشكلت أحد المفاتيح البارزة في إحداثه الفارق على منافسيه إذ يعتبر الترجي الرياضي الأخصائي رقم واحد في مثل هذه المقابلات لقدرته الفائقة على النجاح فيها واجتيازها بسلام... هذه الخاصية الإيجابية التي ميّزت مسيرة فريق باب سويقة طوال السنوات المنقضية لم تغب عن الترجي الرياضي في هذا الموسم على الرغم من بدايته المتعثرة في البطولة والفترة الصعبة التي مر بها وكذلك تراجع المردود الفردي لأبرز عناصره والآداء الجماعي للمجموعة ككل حيث خاض الفريق إلى حد الآن مباراتين « كبيرتين « في بطولة هذا الموسم ضد كل من النجم الساحلي والنادي الصفاقسي خرج منهما منتصرا جانيا نقاطا ثمينة ومؤثرة أعادته إلى المنافسة الجدية على اللقب. ... وأخيرا جاء الإنتصار الثالث على التوالي لم تكن نتائج الترجي الرياضي في هذا الموسم مستقرة على عكس ما اعتاد عليه الفريق حيث لم ينجح الأحمر والأصفر في جني انتصارات متتالية مما تسبب له في خسارة العديد من النقاط مقارنة مع منافسيه المباشرين وابتعد عن المراكز الأولى ... لقد كان الإطار الفني بقيادة المدرب خالد بن يحيى يبحث عن عنصر الإنتظام في النتائج لتدارك ما فاته وللعودة إلى منافسة الإفريقي والنجم والنادي الصفاقسي على اللقب بكل جدية ، وفي هذا الصدد كان كلاسيكو أمس الأول يكتسي أهمية بالغة من هذه الناحية فبعد الإنتصارين على النجم وجمعية جربة كان الترجيون حريصون على تحقيق فوزهم الثالث على التوالي لأول مرة في هذا الموسم حتى « يكسّروا» عقدة انتظام النتائج ويدخلوا في سلسلة إيجابية تجرّ الإنتصار تلو الآخر وهو ما جعل لقاء النادي الصفاقسي يدخل في خانة المقابلات المصيرية التي تؤثر بشكل مباشر على مآل اللقب والتي يعد الفوز فيها الخيار الوحيد الذي فرض نفسه أمام أبناء باب سويقة بما أن أي نتيجة أخرى كانت ستخرجهم نهائيا من دائرة المنافسة على البطولة. استفاقة المهاجمين هذا العنصر ينتظره الترجيون منذ مدة لاقتناعهم الراسخ بأن النتائج الإيجابية لن تأتي في ظل صمت المهاجمين وإهدارهم الفرص السانحة للتهديف قبل أن ينتفضوا في الجولات الثلاث الأخيرة ويمضوا انتصارات الفريق المتتالية بفضل أهداف غيلان الشعلاني في كلاسيكو النادي الصفاقسي ويانيك نجانغ في التحوّل إلى جربة وأخيرا أحمد العكايشي في مناسبتين أمس الأول أمام النادي الصفاقسي... لقد كانت إضافة عناصر الخط الأمامي كبيرة وحاسمة في نجاح الترجي الرياضي في إضفاء عامل الإنتظام على نتائجه في الجولات الأخيرة متسلقا بالمناسبة المراكز في الترتيب العام ومقلصا الفارق عن الفرق التي تحتل المركزين الأول والثاني... صحيح أن الترجي الرياضي يخلق في كل مباراة العديد من الفرص السانحة للتهديف وينجح في إرباك كل منافسيه وإخلال توازنهم الدفاعي لكن هذا العمل كان منقوصا في ظل العقم الهجومي الذي كان يميّز آداء مهاجميه وهو ما يفسّر العثرات التي تكبدها الفريق في مقابلات كانت في متناوله خسر بسببها نقاطا هامة... استفاقة المهاجمين أسعدت المدرب خالد بن يحيى وكذلك أنصار الأحمر والأصفر والمهم الآن هو أن يبقى عناصر الخط الأمامي في هذا المستوى ويقوموا بدورهم الأساسي المتمثل في إكمال الهجومات. المشوار طويل ... والقادم أصعب لقد صعد الترجي الرياضي إلى المركز الثالث لأول مرة في هذا الموسم بفضل نتائجه الإيجابية المتتالية وخاصة انتصاريه الثمينين على النجم والنادي الصفاقسي وعاد بذلك إلى المنافسة الجدية على اللقب في ظل تقليص الفارق مع صاحب الطليعة على وجه التحديد لتتغيّر وضعيته في الترتيب وفي بطولة هذا الموسم ككل غير أن هذه الخطوة لا تكفي وتظل منقوصة بما انها تبقى في حاجة إلى التأكيد في قادم الجولات المتبقية من مرحلة الذهاب والتي ستكون صعبة جدا على الأحمر والأصفر بما أن الفريق يتحوّل إلى كل من قابس وقفصة لمواجهة الملعب والقوافل وسيواجه الجار النادي الإفريقي في دربي مصيري سيكون لنتيجته النهائية وزن من ذهب في تحديد حظوظ الفريق في المحافظة على لقبه... إذن لا يزال المشوار طويلا ومتشعبا أمام بن يحيى وأبنائه المطالبين من جهة بمزيد تدعيم إيجابياتهم ونقاط قوتهم ومن جهة أخرى بالقضاء على النقائص والإخلالات التي لا تزال موجودة ولا يمكن أن تحجبها الإنتصارات الأخيرة التي حققها ، وعلى هذا الأساس ستتضح أمور الفريق بشكل كبير في نهاية مرحلة الذهاب حيث سيكون الترجي الرياضي في طريق مفتوح في حالة مواصلة نتائجه الإيجابية والفوز في كل لقاءاته المتبقية.