كتبنا بالبنط العريض غداة كلاسيكو البطولة بين النادي الصفاقسي والترجي الرياضي التونسي الذي احتضنه ملعب الطيب المهيري أن فريق باب سويقة هو البطل ، وقلنا ذلك من باب منطق الأمور وكذلك اختلاف موازين القوى وأيضا الحسابات فالفارق الشاسع الذي أخذه الترجيون يجعل حكاية اللحاق بهم مستحيلة وتندرج في خانة الأساطير والخرافات... اليوم وبعد بقاء الفارق على ما هو عليه قبل ثلاث جولات من عمر البطولة ما يزال أصحاب النفوس المريضة والمليئة حقدا وضغينة يشككون ويؤخرون – وإن كان بمقدورهم – يبطلون تتويج الأحمر والأصفر بلقب يمكن إطلاق كلمة «لقب العادة» عليه بما أن فريق باب سويقة يتوّج هذه السنة ببطولته رقم 26 وهو رقم كبير يؤكد من جهة سيطرة الأحمر والأصفر على المسابقة المحلية ومن جهة أخرى دخول هذا اللقب في تقاليده. الترجي الرياضي بطل بالإستحقاق الرياضي على الميدان اختلطت الأمور والتصريحات والتصريحات المضادة والإثارات والإحترازات في هذا الموسم ، فمن يقوم بالإثارات يتحدث عن القانون ومن يقوم بالإحتراز ضده يتحدث عن الإستحقاق الرياضي فوق الميدان لكن الأدهى أن هناك من تكلم وتصرف من النقيضين وهذا دليل على طينة من يسيرون ويشرفون على النوادي في بلادنا... هذا ما ميّز الموسم الرياضي الجاري إضافة إلى العنف في الملاعب لكن هذا لم يمنع البطل من التتويج بلقبه عن جدارة واستحقاق رياضيا على الميدان وبفارق كبير يؤكد الفارق الشاسع في المستوى والنتائج... تتويج دون إثارات وبعيدا عن الكواليس وما يحاك فيها من ألاعيب ولم يتلق بالتالي مساعدة أو مساندة من أي طرف وهذا هو الأجمل في البطولة الجديدة التي دعم بها الأحمر والأصفر سجله الحافل بالألقاب. المواجهات المباشرة ... والإنتصارات في التحولات صحيح أن الترجي الرياضي وبحكم الفارق الشاسع في الترتيب العام أخلى البطولة من نكهتها على مستوى المنافسة على اللقب والتي تقتصر الآن على تفادي النزول في أسفل الترتيب لكن هذه الأسبقية الكبيرة والمريحة التي أخذها أبناء باب سويقة منذ جولات في الحقيقة وضمنوا بها اللقب أحدثها عاملان بارزان... الأول هي المواجهات المباشرة بما أن الترجي الرياضي فاز ذهابا وإيابا على النادي الصفاقسي واقتسم نتيجتي مرحلتي الذهاب والإياب مع الإفريقي من جهة بانتصار وهزيمة ومع النجم من جهة أخرى بتعادلين في رادس وسوسة... هذا العامل إذا أضفنا له بقية النتائج بين الأربعة «الكبار» ندرك الفارق الذي يمكن أن يأخذه الترجيون والإبتعاد بشكل كبير في الترتيب العام... أما العامل الثاني الذي صنع الفارق في هذا الموسم وشكل أحد العناصر الإيجابية للأحمر والأصفر هي الإنتصارات العديدة التي حققها خارج ميدانه وكسب بفضلها نقاطا هامة وثمينة... الترجيون افتتحوا موسمهم بفوز في بنزرت ثم وبعد الخروج الصعب من رابطة الأبطال تمكنوا من اجتياز تنقلات قرمبالية والمتلوي بسلام قبل الإكتفاء بتعادلات متتالية مع دو سابر ثم العودة مع كرول إلى أجواء الإنتصارات خارج الدار خصوصا في المواجهة المباشرة مع النادي الصفاقسي في المهيري والتي شكلت منعرج البطولة أعلنا إثرها هنا على صفحات «التونسية» فوز الترجيين باللقب ليأتي الفوز الأخير في قفصة ويزيد في استغلال أبناء باب سويقة لهذا العامل الحاسم. وفرة الزاد البشري هناك عامل آخر صنع الفارق في بطولة هذا الموسم لصالح الترجي الرياضي ومكنه من التتويج ببطولته السادسة والعشرين وهو الزاد البشري الوفير الموضوع على ذمة الإطار الفني ، فالترجي الرياضي – وهذا هام – لم يشهد عددا من الغيابات مثل الذي عرفه في بطولات هذه السنة وذلك لأسباب صحية أولا ثم لأسباب تأديبية حيث غاب عنه كل اللاعبين البارزين والمؤثرين نقريبا في عدة مقابلات منها المصيرية... بن شريفية غاب عن عدة لقاءات ... الدربالي غاب ايضا عن مقابلات كثيرة ... الذوادي أحد أفضل لاعبي الترجي الرياضي في هذا الموسم تخلف هو الآخر عن بعض المواجهات ... لاعبا الإرتكاز خالد المولهي وبدرجة أقل حسين الراقد أجبرا كذلك على الراحة والتغيب عن التشكيلة مرارا ... الدراجي ترك مكانه في مقابلات ما لزملائه ... أفضل مهاجم في المجموعة يانيك نجانغ غاب لفترتين غير قصيرتين عن مقابلات الترجي الرياضي في وقت هام جدا ... المنتدب الجديد في الخط الأمامي محمد علي المهذبي تعرض إلى عقوبة ثانية غير التي قدم بها إلى حديقة الرياضة «ب» ... الهداف الصاعد هيثم الجويني تعرض إلى إصابة حادة في الفترة التي كان يشهد فيها انتعاشة قصوى تماما مثل الغرسلاوي الذي ابتعد عن الميادين حين بدأ يتحسس طريق النجاح مع الفريق... كل هذه المعطيات كانت ستعصف بأي فريق آخر وتبعده عن المراكز الأولى لكن الترجي الرياضي صمد أمام كل هذه العراقيل المفاجئة وتجاوزها بسلام وكأفضل ما يكون... هذه الغيابات تجعل رقم اللاعبين الذين عول عليهم الترجي الرياضي في هذا الموسم قياسيا لكنه لم يمنع الفريق من المحافظة على مستواه الفني وخاصة على نتائجه الإيجابية.