ككل مرّة يغيب فيها رئيس النادي الافريقي لدواعي مهنيّة تطّل بعض الرؤوس في مركب الفريق لتدلي بدلوها في بعض الامور التنظيمية واللوجيستية وحتى الفنية منها لذلك عادت حليمة الى عادتها القديمة وأحيى الجماعة طقوس القيل والقال من جديد لكن تغيّرت المعادلة هذه المرّة فلا من مجيب... المعروف داخل العائلة الافريقية اليوم أنّ الرجل الثاني في الافريقي هو المدير الرياضي منتصر الوحيشي ولأنّه كذلك وبتفويض من الرئيس نفسه بدأ يجد في طريقه جوقة من المعارضين الذين ساءهم على ما يبدو ان يكون الافريقي في صدارة الترتيب ولم يجدوا غير فارق النقاط بين الافريقي وأقرب ملاحقيه ليبدؤوا حملة التشكيك في عمل الوحيشي وفي نجاعة الميركاتو الذي جاء من أجله... موجة المعارضة بلغ صداها سليم الرياحي الذي يبدو هو الآخر داعما لهذا الطرح على اعتبار وانّه كان يمني النفس بأن ينهي الافريقي النصف الاول من السباق متقدما بفارق شاسع على منافسيه سيّما وان فريق باب الجديد حظي بامتيازات مادية لم يسبقه اليها غيره لذلك تبدّلت طبيعة ونوعية الخطاب بين الرئيس ومديره الرياضي لكن هذا لا يعني انّ قائد سفينة الافريقي غير راض عن مسيرة الفريق ولكن كلّ ما في الامر هو أنّ انتظاراته كانت أكبر من الذي تحقّق... كشف حساب... نبقى في نفس السياق لنشير الى أنّ سليم الرياحي وقبل مغادرته أرض الوطن أنذر الوحيشي ببعض العبارات في شكل عتاب عابر وطالب بمراجعة بعض النقاط في سياسة المدير الرياضي وطريقه تعامله مع ملف الانتدابات حيث شدّد الرياحي على أنّ الميركاتو الصيفي ورغم ما رصد له من امكانيات مادية لم يكن ناجحا بالشكل المطلوب لانّ بعض الاسماء التي جاءت تعاقدت مع البنك وكانت في اغلب الاوقات خارج الحسابات من جهة ثانية طلب الرياحي من الوحيشي مدّه بقائمة اسمية في اللاعبين الموجودين على طاولة الإنتدابات للنظر في حقيقة امكانياتهم وكذلك سقف معاملاتهم ويبدو رئيس الافريقي هذه المرّة غير متحمس لضخّ أرقام مالية كبيرة لانّ اكابر الفريق انتفعوا بما يكفي ولا حاجة لهم في نفقات اضافية... سليم الرياحي سيعود الى تونس يوم الجمعة على اقصى تقدير وستكون له على الارجح جلسة خاصة مع الوحيشي سيكون محورها دون ادنى شك هوية المهاجم والظهير الايمن اضافة الى بعض المحاور الاخرى لعلّ أهمها تقييم مرحلة الذهاب. وحتى تكون الصورة مكتملة فإنّ رئيس الافريقي مقتنع تمام الاقتناع بقيمة العمل الذي يقوم به منتصر الوحيشي لكن هذا لا يمنع توجيه بعض اللوم من حين الى آخر خاصة بعد مباراة الدربي التي خسر فيها الافريقي أكثر بكثير من النقطة التي تحقّقت... «الخنيسي» من تحصيل الحاصل... مهاجم النادي الصفاقسي طه ياسين الخنيسي رفض تجديد عقده واللاعب بات قريبا بشكل كبير من تعزيز صفوف النادي الافريقي لكن نقطة الاختلاف الوحيدة هي توقيت الانتقال الرسمي فالوحيشي الذي يرى في الخنيسي مواصفات المهاجم العصري منذ كان محللا في بلاتو الاحد الرياضي يريد مهاجم الصفاقسي في الميركاتو الحالي حتى يستفيد من بعض الاسلحة المهمة في صراعه مع النجم على اللقب لكن الامر قد لا يكون بهذا اليسر فالنادي الصفاقسي يمانع التفويت في لاعبه ويمني النفس بإقناعه بالتجديد... مصادرنا التي لا يرقى اليها الشكّ تفيد بان الخنيسي لن يواصل المشوار مع فريق عاصمة الجنوب مهما كانت الاغراءات واللاعب متحمس جدا لتعزيز الافريقي بل اتفق على كلّ النقاط والجزئيات التي تخصّ الزيجة المرتقبة والسيناريوهات المطروحة حاليا هي ان يقبل النادي الصفاقسي عرض الافريقي ويقبل بمبادلة الخنيسي بالحارس عاطف الدخيلي أو ان ينتظر فريق باب الجديد الى حين انتهاء عقد الخنيسي موفى جوان القادم من ثمّ يكون التوقيع الرسمي وحينها سيخسر ال«سي آس آس» الجمل بحمل لذلك قد يجبر «الصفاقسية» على تعديل مواقفهم أو ربّما اغراء الخنيسي بامتيازات جديدة تمحي من أحلامه كلّ ما هو أحمر وأبيض... بحسب مواكبتنا للموضوع, طه ياسين الخنيسي الموجود حاليا في فرنسا «كلوبيست» مع تأجيل التنفيذ وهو ما أسّر به اللاعب لبعض مقرّبيه في المقابل يواصل الناصر البدوي رحلة البحث عن «اسم مفقود» حيث تعذّر عليه الاتصال باللاعب منذ مباراة الملعب التونسي الاخيرة.