قال توفيق الحسناوي رئيس جمعية الوحدة من أجل تونس ومقرها فرنسا وكاتب عام «نداء تونس»بفرنسا الجنوبية إن المهاجر التونسي يعاني من عدة مشاكل وصعوبات وانه لابدّ من إيصال صوته بطريقة فعالة بعيدا عن الشعارات ،مبينا ان الجمعية تسعى إلى إرساء شراكة فعالة مع عدة مؤسسات ورجال أعمال للترويج للوجهة التونسية، مقترحا بعث أسبوع ثقافي وسياحي في تونس لتنظيم تظاهرات ورحلات من فرنسا إلى تونس. واعتبر الحسناوي أن التجاذبات الأخيرة داخل النداء علامة صحية وليست إشارة إلى أيّة انقسامات داخل الحزب، معتبرا ان الإختلاف مسألة عادية «وإن الهدوء واتخاذ القرار الفوقي هو الذي يخيف وليس الانقسامات». «التونسية» كان لها لقاء معه حيث سألناه عن ابرز المشاكل التي يعاني منها المهاجر التونسي وموقفه من إختيار الحبيب الصيد رئيسا للحكومة. في هذا الإطار قال الحسناوي إن جمعية الوحدة من أجل تونس بعثت في 2013 ببادرة من مجموعة من المثقفين التونسيين وبعض مكونات المجتمع المدني، معتبرا انّ هؤلاء حاولوا تقديم إضافة إلى تونس خاصة في ظل الظروف الصعبة والدقيقة التي مرّت بها البلاد في 2013 من حيث الواقع السياسي والإغتيالات التي حدثت. وأكد الحسناوي أن أغلب المنتمين الى الجمعية هم من الطلبة، مبينا ان المهاجر التونسي يعاني من عدة صعوبات ومشاكل ولعل أبرزها غلاء تذاكر العودة إلى تونس، مبينا أن عديد الطلبة يرغبون في زيارة ذويهم في العطل وخاصة في نهاية السنة ولكن للأسف يجدون أنفسهم عاجزين عن العودة. وأضاف أن كلفة عودة عائلة تونسية قد تصل إلى 2500 أورو في الباخرة وخاصة إذا جلبت معها سيارة وهو ما يدفع الكثير من العائلات إلى التوّجه إلى إسبانيا أو إلى بلدان أخرى للاصطياف وخاصة في فصل الصيف حيث تشهد تذاكر العودة إرتفاعا كبيرا وهو ما يشكل خسارة لتونس. وقال الحسناوي: «لا يوجد في فرنسا فضاء يجمع التونسيين ويوّحد شملهم وخاصة في المناسبات الكبرى وبالتالي على الجمعيات أن تساهم في لم شمل التونسيين». وكشف كيف انّ برامج تعليم اللغة العربية في القنصليات لاتزال كلاسيكية معتبرا أنها تفتقر إلى التحفيز، وأن الإقبال عليها في تراجع مستمرّ. واعتبر ان تعليم اللغة العربية يحتاج إلى مراجعة جذرية والى طرق أكثر عصرية وهو ما من شأنه أن يخلق جيلا مثقفا ومُتشبّعا بلغته الأم. وحول المهاجرين غير الشرعيين، قال إنّ الجمعية التقت العديد منهم مشيرا إلى انّ هناك مقهى في فرنسا الجنوبية يلتقي فيه هؤلاء الشباب، وانه رغم قساوة الظروف التي يمرون بها فإنهم لا يريدون العودة الى تونس، فالمهاجر غير الشرعي يعتبر نفسه في مهمة وعليه إتمامها لأنّ العودة تعني الفشل. وكشف انّ من بين المشاكل التي يعاني منها المهاجر غير الشرعي تغيير جواز سفره لكنه حين يتوجه الى القنصلية ترفض تغييره وهو ما يشكل عائقا أحيانا أمامه لإتمام أوراق الإقامة في صورة قبوله. وشددّ الحسناوي على أن الكثير من المهاجرين غير الشرعيين يجهلون حقوقهم ولا يمكنهم الإتصال بالإدارات والمطالبة بها، مبينا انه تم توجيه دعوة إلى الباجي قائد السبسي لإحداث خطة في القنصلية التونسيةبفرنسا تُعنى بالإستشارات والمساعدات القانونية والأمل أن يقع التجاوب مع هذا المقترح. وقال الحسناوي أّن الجمعية إلتقت بعديد الشباب «الحارقين» إنهم جزء من تونس وقلبها ومن المؤلم رؤية قلب تونس تائها وضائعا. وأكد انّ العديد منهم لديهم طاقات هائلة وإمكانيات هامة لو يتمّ حسن توظيفها ولكن لا احد يهتم بهم . وحول موقفه من اختيار «الصيد» كرئيس حكومة ،قال الحسناوي أن الإختيار كان للكتلة النيابية وللحزب وانه مادام تم اختيار «الصيد» فإن أعضاء وقادة الحزب ارتأوا في هذا الإختيار مصلحة للبلاد. وردا على سؤال يتعلق بالتجاذبات الأخيرة التي عرفها حزب «نداء تونس» ردّ قائلا: «الاختلاف علامة صحية وليس إشارة الى وجود أيّة انقسامات داخل الحزب»، معتبرا ان التجاذبات مسألة عادية لكن القرار الفوقي هو الذي يخيف وليس الانقسامات. أمّا فيما يتعلق بالفراغ الذي سيتركه الباجي في حركة «نداء تونس» بعد فوزه بالرئاسية وهو تقريبا نفس سيناريو المؤتمر حسب رأي البعض، علق الحسناوي قائلا: الباجي قائد السبسي كان ذكيا وفطنا عندما كوّن «نداء تونس»، اذ انه فتحه على جميع المشارب من العائلات التجمعية النظيفة واليسارية وتقريبا كان الحزب مفتوحا لمختلف الأطياف وقال ان هذا التنوع جعل «نداء تونس» يشهد حركية وتنوعا ويضم كفاءات منذ البداية... مؤكدا أن النداء ليس «الباجي» بل هو بمثابة الوليد الذي بدأ يترعرع تدريجيا بقطع النظر على من سيقوده.