على ملاعب غينيا الاستوائية، تعطى غدا إشارة انطلاق النسخة الثلاثين من نهائيات كأس الأمم الإفريقية أو «كان الإيبولا» كما اصطلح على تسميتها بما أن الفيروس القاتل كان المحدد الرئيسي لهوية البلد الذي سيستضيف النهائيات بعد أن كان وراء إمكانية إلغائها.النسخة الحالية كانت مبرمجة لكي تقام في المغرب و لكن المملكة رفضت تعريض صحة مواطنيها للخطر و رفضت أن تقام النهائيات على أراضيها لتكون غينيا الاستوائية الملاذ الأخير لرئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو الذي كسب الرهان في النهاية و أقنع رئيس غينيا الاستوائية «أوبيانغ نقيما» باستضافة ال «كان» بما تعنيه من مخاطر صحية بالأساس و أمنية خاصة مع الرفض الكبير الذي أظهرته أحزاب المعارضة هناك للتنظيم و دعواتها المتكررة لمقاطعة العرس الإفريقي. على نفقة الرئيس قبل ساعات قليلة من انطلاقة الحدث الإفريقي تزايدت مخاوف لجنة التنظيم من عزوف الجماهير عن متابعة المباريات، فنسب التوافد على مدن غينيا الاستوائية تبدو محدودة للغاية الأمر الذي دفع بالرئيس الغيني الى اتخاذ عدة إجراءات لتحفيز الجماهير على حضور المباريات. «نقيما» قرر اقتناء 40 ألف تذكرة على نفقته الخاصة سيوزعها على ضعاف الحال حتى يتمكنوا من دخول الملاعب كما دعا الميسورين إلى النسج على منواله حتى تنجح «الكان» جماهيريا.كما تم التخفيض في أسعار التذاكر لتصل التذكرة إلى دولار واحد.فهل ستنجح هذه السياسة في تشجيع الجماهير على حضور المباريات؟ لننتظر و نتابع.... حضور عربي محتشم النسخة الثلاثون من النهائيات الإفريقية ستسجل حضورا ضعيفا للمنتخبات العربية حيث سيحمل المنتخب التونسي و شقيقه الجزائري آمال العرب و سيعملان على إعادة الاعتبار لكرة شمال إفريقيا التي ابتعدت عن التتويجات منذ فترة ليست بالقصيرة.القاسم المشترك بين النسور و محاربي الصحراء هو أنهم سيبحثون عن التتويج بلقبهم الثاني.المنتخب الجزائري و بترسانة النجوم التي يمتلكها و بالأثر الطيب الذي تركه في مونديال البرازيل يدخل المسابقة كمرشح بارز للفوز باللقب و خلافة المنتخب النيجيري الذي سيكون غائبا عن النهائيات بعد أن عجز على تخطي عقبة المرحلة الأخيرة من التصفيات.على الطرف المقابل يدخل المنتخب التونسي المسابقة و عينه على محو آثار مشاركته المحتشمة في النسخة الماضية و إعادة سيناريو 2004 خاصة و أن الوجه الذي ظهرت به كتيبة «ليكنز» في التصفيات يشرّع لنا أن نحلم بمعانقة التاج الإفريقي رغم قوة وشراسة المنافسة التي تنتظرنا. 291 لاعبا محترفا و 77 لاعبا محليا الجداول النهائية للاعبين أحصت 386 لاعبا بالتمام و الكمال 291 منهم محترفون فيما ينشط 77 منهم في بطولاتهم المحلية.و يأتي المنتخب التونسي في المرتبة الأولى من حيث التعويل على اللاعبين المحليين حيث تضم القائمة النهائية للبلجيكي جورج ليكنز 13 لاعبا من جملة 23 ينشطون في الرابطة المحترفة الأولى. من جهة أخرى تعد فرنسا الوجهة الأكثر استقطابا للطيور الإفريقية المهاجرة حيث ينشط 71 لاعبا في مختلف البطولة الفرنسية بمختلف درجاتها و تأتي اسبانيا في المرتبة الثانية ب26 لاعبا أما الجهة الثالثة الأكثر استقطابا للاعبي «الكان» فهي البطولة الأنقليزية. على صعيد آخر احتلّ الترجي الرياضي التونسي المرتبة الرابعة لأكثر الفرق الإفريقيّة الممثّلة في «كان» 2015، برصيد خمسة لاعبين أربعة منهم للمنتخب التونسي وهم بن شريفية و الراقد و اليعقوبي و العكايشي و أفول للمنتخب الغاني. غزو المدرّبين الأجانب من بين جملة 16 مدرّبا سيشرفون على المنتخبات المشاركة في كأس إفريقيا 2015 لن يمثّل القارّة السمراء سوى ثلاثة مدرّبين هم إيفرايم شايكس ماشابا (جنوب إفريقيا)، و أونور يانزا (زامبيا) و فلوران إيبينغي (جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة) و تعتبر الجنسيّة الفرنسيّة الأكثر تمثيلا في المسابقة بخمسة مدربين هم على التوالي : كريستيان غوركوف (الجزائر)، كلود لوروا (الكونغو)، هيرفي رونار (الكوت ديفوار)، ميشال دوسيار (غينيا) و ألان جيراس (السينغال) الجنسية البلجيكيّة : جورج ليكنز (تونس) و بول بوت (بوركينا فاسو) الجنسية البرتغاليّة: روي أغواس (الرأس الأخضر) و جورجي كوستا (الغابون) من جهة أخرى ستكون الجنسيات الألمانيّة، الإسرائيليّة، الإسبانيّة و البولنديّة ممثّلة تباعا بناخب وحيد : فولكر فينكة (الكاميرون)، أفرام غرانت (غانا)، أندوني غويوكتشيا (غينيا الاستوائيّة) و هنري كاسبارزاك (مالي).