على عكس ما كان متوقعا و بطريقة محيرة انحنى المنتخب الوطني التونسي في أول ظهور له في مونديال قطر ضد منتخب مقدونيا بنتيجة ( 25 – 33) في مباراة يجب على أبناء سعد حسن أفنديتش نسيانها بسرعة و التفكير بجدية في المباراة التي ستضعهم اليوم أمام أحد عمالقة اللعبة و نعني منتخب كرواتيا. المنتخب الوطني التونسي و رغم تقدمه في بداية الشوط الأول بهدفين لصفر لم يقدر على الصمود أمام زحف المقدونيين الذين تمكنوا من تعديل النتيجة في مرحلة أولى (4 – 4 ) عند الدقيقة السابعة قبل أن يأخذوا أسبقية أربعة أهداف كاملة ( 4 – 8 ) في الدقيقة 12 مستغلين في ذلك هشاشة محور دفاع المنتخب و غياب «الفورمة» عن الحارس ماجد حمزة و قوة تصويبات ساعد برشلونة «لزروف» الذي وفر حلولا كبيرة لفريقه الذي استعان بالتصديات المتتالية لحارسه لنسج هجمات معاكسة رفعت الفارق إلى خمس نقاط كاملة عند منتصف الفترة الأولى التي انتهت على نتيجة ( 14 – 18 ) لمقدونيا رغم اجتهادات مصباح الصانعي و عصام تاج و التي لم تكن كافية للعودة في النتيجة في ظل اليوم الأبيض الذي كان عليه عبد الحق بن صالح و هيكل مقنم الذي أصر أفنديتش على تشريكه و الدفع بكامل العلويني خارج قائمة الدور الأول. الفترة الثانية لم يتغير فيها أداء المنتخب الوطني الذي كان خارج التغطية و مكن منافسه من التحكم السلس في مجريات المباراة و المحافظة على الفارق الذي وصل إلى ثماني نقاط عند الصافرة النهائية لطاقم التحكيم و التي أشرت على الهزيمة الأولى للمنتخب الوطني بنتيجة ( 25 – 33) في مباراة كان بطلها الأول الجمهور التونسي الذي فعل كل شيء من أجل إعادة زملاء حمام في اللقاء و لكن المجموعة لم تكن في يومها و الإعداد للمباراة لم يكن بالطريقة المثلى بما أن المنتخب الوطني قلل من شأن منافسه فكانت الإجابة قاسية و قاسية للغاية، لتتعقد الوضعية أكثر خاصة و أن المنتخب الوطني سيواجه اليوم منتخب كرواتيا. اختيارات غريبة صحيح أن الهزيمة تبقى واردة في الرياضة و لكن الطريقة التي انحنى بها المنتخب الوطني التونسي في المباراة كشفت عن اختيارات غير موفقة للمدرب الوطني أفنديتش الذي أصر على اخراج كمال العلويني صاحب الخبرة الطويلة و أفضل صانع ألعاب في الوقت الراهن من حساباته و خيّر تشريك مقنم الذي لم يكن في يومه و بدأ فعل الشيخوخة باديا عليه.كما استبعد افنديتش الحارس وسيم هلال من القائمة رغم أدائه الكبير في فترة التحضيرات و خاصة في مواجهتي روسيا وهو ما أثر بشكل كبير على إضافة حراس المرمى حيث لم يوفق لا ماجد حمزة و مروان المقايز في تقديم الإضافة لتكون الهزيمة ثقيلة بكل المقاييس. الهزيمة تبقى مؤلمة في كل الأحوال و لكن يجب الاعتبار منها و الاستفادة منها قدر الإمكان حتى لا تتكرر الهفوات القاتلة و حتى نستطيع التحليق من جديد في سماء الدوحة. اختبار صعب بعد العثرة غير المتوقعة سيكون زملاء عصام تاج أمام حتمية التدارك في مباراة اليوم التي ستجمعهم انطلاقا من الساعة السابعة مساء بمنتخب كرواتيا الذي يبقى من العلامات البارزة في كرة اليد العالمية.المواجهة ستكون صعبة للغاية و لكن الشخصية و «القرينتا» المعروفة على رجال اليد قد تقلب كل الموازين. حضور قياسي للجماهير التونسية تتسع قاعة لوسيل ل 15.300 متفرج لكن من تابع مباراة الأمس بين المنتخب التونسي ونظيره المقدوني في افتتاح مباريات المجموعة الثانية يتخيل أن المباراة دارت إما في قاعة المنزه أو رادس في ظل الحضور الجماهيري الغفير للجالية التونسية التي أضفت رونقا خاصا على مدارج القاعة سواء بمساندتها المتواصلة لزملاء مقنم أو للأجواء التونسية الخالصة حيث حضرت أغاني «تونزي تونزي معاك ربي والنبي» و«يا بلحسن يا الشاذلي» و «بابا بحري» وغيرها. الجماهير التونسية بلغ عددها أمس قرابة 7 آلاف متفرج كانوا في مساندة نسور قرطاج للتحليق في سماء الدوحة لكن رغم تشجيعهم المتواصل طوال المباراة فإن خبرة زملاء لازروف قالت كلمتها وانهزم زملاء مقايز بفارق 8 أهداف. قالا بعد المباراة: عصام تاج (قائد المنتخب الوطني) «دخلنا المباراة بشكل جيد و نجحنا في أخذ الأسبقية و لكن الأخطاء الفردية التي وقعنا فيها أعادت منافسنا في المواجهة و حكمت علينا بالخسارة في لقاء كنا نعول كثيرا على الخروج بنتيجته.لم نكن في يومنا و علينا مراجعة حساباتنا و سنعمل على التدارك اليوم أمام كرواتيا». سعد حسن أفنديتش (مدرب المنتخب الوطني) «كنا نود الفوز بالمباراة الأولى خاصة مع الدعم الكبير الذي وجدناه من الجماهير التي توافدت بكثرة على القاعة و لكن الأمور لم تسر وفق ما نشتهيه و وقعنا في عديد الأخطاء التي منحت الأسبقية لمنافسنا الذي كسب مباراته واستحق الفوز.عديد الأشياء تبقى للمراجعة و علينا التدارك في ما تبقى من مواجهات». النتيجة: تونس – مقدونيا ( 25 – 33 ) برنامج اليوم (17:00) تونس – كرواتيا
