قال المدير التنفيذي لحزب «نداء تونس» بوجمعة الرميلي إنه لن يتم استبعاد أي طرف سياسي من الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن حركة النهضة «جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي التونسي»، وأكد أيضا أن رئيس الجمهورية ملتزم بالكشف عن حقيقة الاغتيالات السياسية، مشيرا إلى أن «دم الشهداء هو دين تونسي وليس دينا جبهاويا» (الجبهة الشعبية)، كما نفى وجود أية علاقة بين احتجاجات موظفي قطاع النقل وما أُشيع حول اعتراض اتحاد الشغل على مشاركة «النهضة» في الحكومة المقبلة. وأكد الرميلي في حوار أجرته معه «القدس براس» عدم وجود أية انقسامات داخل حزبه و «إنما آراء غير متجانسة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تتضمن حدة أو مسا بالأشخاص، والشيء الاخير لم نقبله، وقلنا إننا بقدر ما نؤمن بالديمقراطية والتنوع الفكري والسياسي، بقدر ما نؤكد أن ثمة ضوابط يجب ألا نتجاوزها، ونحن نحاول الحد من تأثير هذا الموضوع». وكان القيادي في «النداء» خالد شوكات انتقد تعيين رئيس حكومة غير شاب ومن خارج المناطق المهمشة، مشيرا إلى أن الهيئة التأسيسية للحزب تتحمل تبعات هذا القرار. وقال الرميلي «رأي شوكات نحترمه وله مكانه في وسط الحزب، ونحن نحترم جميع الجهات، ولكن راعينا مواصفات عدة عند اختيار رئيس الحكومة، منها القدرة على الإقناع وتحمل مسؤولية الوضع القادم، والأهم من ذلك هو أن رئيس الحكومة هو من خارج «نداء تونس» وهي رسالة انفتاح تؤكد أن نجاح الانتخابات هو نجاح لتونس عموما وليس للحزب فقط». وفي ما يتعلق بالسجالات المتكررة حول احتمال استبعاد «حركة النهضة» والجبهة الشعبية من الحكومة المقبلة، أكد الرميلي وجود عدة «تعقيدات» أمام حزب «نداء تونس» تتعلق بالتزامه بالوعود التي قدّمها للناخبين، إضافة إلى محاولة عدم استبعاد أي طرف سياسي من الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن حزبه يحاول حل هذه الإشكالية (عدم إقصاء أي طرف، وعدم التراجع عن الوعود الانتخابية) بحيث تحظى الحكومة المقبلة على أكبر نسبة من التوافق السياسي الذي يمكّنها من العمل بأريحية. وكان القيادي في الجبهة الشعبية زهير حمدي اعتبر في حوار سابق مع «القدس العربي» أن تشريك «النهضة» في الحكومة المقبلة هو محاولة لطي ملف الاغتيالات في البلاد، فيما اعتبر رئيس الحركة الوطنية التهامي العبدولي أنه ليس هناك «ضرورة تاريخية» لتشريك «النهضة» في الحكومة، مقترحا أن يتم تشريكها فقط ضمن هيئة استشارية يتم تأسيسها لاحقا وتكون مُلحقة برئيس الحكومة أو الجمهورية، ويتم استشارتها بالسياسة العامة للبلاد. وقال الرميلي «فيما يتعلق بموضوع الاغتيالات، لدينا التزام سابق (بكشف حقيقة الاغتيالات) أعاد رئيس الجمهورية الباجي قائد البسي التذكير به في خطابه الأخير، وهذا الالتزام صريح ولا لبس ولا تراجع فيه، ودم الشهداء هو دين تونسي وليس دينا جبهاويا (الجبهة الشعبية)، وبالتالي من هذه الناحية لا غبار على مواقفنا، ولن نتخلى عن هذا الهدف الوطني من أجل أي حسابات حكومية أو سياسية أو تأليف وزاري أو غيره». وأضاف «ليس لدي رأي خاص في موضوع اقتراح العبدولي، ولكن حركة «النهضة» جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي التونسي، وقد دخل معها «نداء تونس» في مشاورات وتوافقات حول رئاسة المجلس ونيابة الرئيس ورئيس الحكومة، الذي وإن اقترحه «النداء» فإن النهضة صرحت بأنها لا ترى مانعا في ذلك بل تستبشر خيرا بتسميته، وقد قال رئيس حزب «نداء تونس» منذ الانتخابات أنه لن يحكم وحده، وبالتالي نحن نكرّس هذا التوجه».