بعد بداية مخيبة للآمال وبتعادل في طعم الهزيمة مع الرأس الأخضر لحساب الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الثانية في «الكان»، يخوض اليوم المنتخب الوطني ثاني مواجهاته والتي ستجمعه بالمنتخب الزمبي صاحب لقب نسخة 2012 والمتعادل بدوره في الجولة الأولى ضد الكونغو الديمقراطية. مواجهة اليوم لن تكون فيها للعناصر الوطنية خيارات عديدة، فالفوز وحده مع أداء محترم يرضينا ويعيد لنا الثقة في قدرة منتخبنا على الذهاب بعيدا في المسابقة الأهم قاريا . فالتعادل أو الهزيمة لا قدر الله سيعقدان وضعيتنا أكثر ويدخلان المنتخب في حسابات نحن في الأصل في غنى عنها.فالمجموعة المتواجدة حاليا عليها أن تثبت أن بإمكانها تقديم كرة قدم جميلة وأنها لا تحتاج لتوصيات أو تعليمات من الإطار الفني إذا ما تعلق الأمر بتشريف الرّاية الوطنية وإسعاد الجماهير التي سئمت الخيبات وتطوق لفرحة تنسيها معاناة الواقع المعيش. المدرب الوطني جورج ليكنز وبعد أن أساء الاختيار في المباراة الافتتاحية سيكون بدوره أمام حتمية مراجعة حساباته وإصلاح الهفوات القاتلة دفاعا وهجوما والتي كادت تكلفنا الهزيمة ضد الرأس الأخضر واختيار التشكيلة التي يمكن أن تجمع بين النتيجة وهذا هو الأهم والأداء الذي يبقى المطلب الملح لعشاق النسور بعد أن تابعوا كل المنتخبات الإفريقية ووقفوا على حقيقة تكاد تكون مؤكدة وهي أنّ المستوى الذي قدمه زملاء الشيخاوي يبقى من أضعف المستويات المقدمة في الدورة إن لم يكن الأضعف إلى حد اللحظة. التاريخ يؤكد أسبقية كرة القدم التونسية على نظيرتها الزمبية فمن من جملة أربع مواجهات سابقة جمعت المنتخبين في النهائيات الإفريقية، فاز المنتخب الوطني في مناسبتين وحسم التعادل المبارتين المتبقيتين الأمر الذي قد يشكل حافزا معنويا هاما للعناصر الوطنية لتحقيق الفوز ووضع قدم في الدور الثاني مع أن لغة التاريخ والجغرافيا لم تعد تعني الكثير في كرة إفريقية متحولة لم تعد تعترف بكبار القوم والدليل على غياب ذلك نيجيريا صاحبة اللقب عن العرس الإفريقي والعروض القوية التي تقدمها الكونغو الديمقراطية والغابون وغينيا. ميدانيا لن تكون مهمة أبناء ليكنز يسيرة خاصة بعد الدخول السيء والمحتشم في المسابقة وما رافق التعادل من اختلافات وخلافات بين الإطار الفني وبعض لاعبيه من جهة ومع وضعية منافسه الذي سيبحث اليوم عن تحقيق نتيجة إيجابية تبقى على حظوظه في حجز احدى بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني وتعيد بعضا من الثقة لبطل القارة في 2012 رغم أن تشكيلته الأساسية ستعرف غياب أحد أبرز ركائزها ونعني بذلك متوسط الميدان «سنكالا» المصاب. تونس – زمبيا عنوان لمواجهة متوازنة ومفتوحة على كل الاحتمالات وكل ما نرجوه هو أن تكون عناصرنا الوطنية جاهزة لرفع التحدي وتحقيق الفوز مع أداء جيد يؤكد تعافي المنتخب ويؤيد كل الكلام الجميل الذي قيل عنه طيلة مرحلة التصفيات.فالجماهير التونسية التي تراوح بين «غصرات» منتخب القدم في غينيا و«نكسات» منتخب اليد في مونديال قطر لن تقبل مزيدا من الأعذار ولن تغفر لزملاء الشيخاوي ولا للإطار الفني ومن ورائه الجامعة عثرة جديدة قد تجعلنا نغادر ال«كان» من ثقب الباب وهذا ما لا نتمناه طبعا. المباراة الثانية في هذه المجموعة ستجمع انطلاقا من الساعة الثامنة ليلا منتخب الرأس الأخضر بمنتخب الكونغو الديمقراطية في حوار متوازن سيبحث من خلاله المنتخبان عن تحقيق الفوز للاقتراب أكثر من الدور الثاني خاصة وأنهما قد اكتفيا بالتعادل في الجولة الافتتاحية. البرنامج (17:00) تونس – زمبيا (تحكيم الغيني أبو بكر ماريو بانقورا) (20:00) الرأس الأخضر – الكونغو الديمقراطية