لا يختلف عاقلان من متابعي المشهد الرياضي التونسي في ان اللاعب الدولي و مايسترو النادي الرياضي الصفاقسي محمد علي منصر يعتبر من ابرز الوجوه الكروية في تونس في السنوات الاخيرة حيث كان دائما من بين افضل اللاعبين في البطولة الوطنية أو حتى في المسابقات الافريقية التي شارك فيها مع فريقه حيث سجل العديد من الاهداف الحاسمة التي منح بها فريقه نقاط الفوز في بعض المباريات المصيرية لعل ابرزها مباراة الترجي الرياضي التونسي في سباق رابطة الابطال الافريقية اضافة الى تسجيله لهدفي الفوز في اصعب مباراتين خاضهما فريقه هذا الموسم امام كل من الترجي الرياضي الجرجيسي و ايضا الملعب التونسي دون اعتبار تمريراته الحاسمة لزملائه و قد شكلت كاس امم افريقيا الاخيرة فرصة ملائمة لمنصر من اجل اظهار حقيقة قدراته في اول ظهور له في مثل هذه التظاهرات و النهائيات القارية ... منصر او ' دالي ' كما يحلو لاصدقائه مناداته استغل هذه الفرصة كما يجب و تألق و اعطى الاضافة المرجوة في الفترات التي تم اقحامه فيها في التشكيلة سواء اساسيا او اثناء اللعب ... منصر نال شهادات الاعجاب و الاستحسان لعب فاقنع و سجل فارضى ... وكان بمقدوره اكثر فاكثر لو اتيحت له فرص لعب اكبر ... المهم الآن تحقق وأضحى هذا اللاعب ضمن النواة الصلبة للمنتخب و يشار اليه بالبنان « التونسية» التقت مع محمد علي منصر بعد عودته مع المنتخب من غينيا الاستوائية من اجل التطرق الى العديد من النقاط التي اجاب عنها بصدر رحب : نبدأ بتقييم مسيرة المنتخب الوطني في كأس امم افريقيا الاخيرة ؟ لقد تحولنا الى غينيا الاستوائية من اجل الوصول الى ابعد مدى ممكن في هذه المسابقة ووضعنا نصب أعيننا التتويج بالكاس و قد قمنا بالتحضيرات اللازمة في سبيل ذلك من خلال الدخول في تربصين سبقا هذه البطولة الافريقية و ذلك بالمنستير و ايضا بالحمامات تخللهما القيام بمباراة ودية امام الشقيقة الجزائر ثم كان التحول الى غينيا الاستوائية التي تمكنا فيها من احتلال صدارة ترتيب مجموعتنا و الترشح الى الدور ربع النهائي و مواجهة البلد المنظم و لا يخفى على احد ما حصل بعد ذلك . ولكن مردود المنتخب لم يكن مرضيا في العديد من المباريات في هذه الدورة ما هو تعليقك ؟ في الحقيقة لقد كان دخولنا في صميم الموضوع بصفة متاخرة شأننا في ذلك شان كل الفرق و المنتخبات حيث كانت المباريات الاولى دون المامول بالنسبة لجميع الفرق فالكوت ديفوار مثلا حققت التعادل في اولى مبارياتها بينما انهزم المنتخب الغاني في مباراته الاولى ايضا و لكنهما ترشحا الى الدور النهائي و بالنسبة لنا فقد مررنا بجانب الحدث في مباراة الراس الاخضر ثم تحسن مردودنا نسبيا في مباراة زمبيا و قدمنا مردودا افضل في المباريات الموالية الى ان جاءت فضيحة الحكم سيشورن . على ذكر هذا الحكم كيف تقبلت استفزازاته المتواصلة ؟ حتى أصدقك القول فإن ما قام به هذا الحكم يعتبر جريمة في حق كرة القدم و الرياضة عموما حيث فعل كل شيء لاستفزازنا و ابعادنا عن المربع الذهبي لغاية في نفسه او في نفس ' يعقوبه ' و قد بان بالمكشوف انه صاحب نوايا سيئة حيث كان ينتظر اول سقوط للاعب من البلد المنظم داخل المناطق المحرمة للاعلان عن ضربة جزاء وهمية وهو ما حصل و اضافة الى ذلك فقد اطنب في الاعلان عن مخالفات لا توجد الا في مخيلته لفائدة الفريق المنافس اضافة الى عدم احتسابه للوقت الضائع و قد فاقت تصرفاته حدود المعقول و اصبح الامر غير محتمل . لقد ساهمت هذه المظلمة في توحيد التونسيين حول المنتخب فما هو تعليقك ؟ بالفعل فقد وصلتنا ردود افعال جماهير كرة القدم في تونس بل و حتى خارجها لانهم احسوا مثلنا بالظلم الذي عانينا منه و رب ضارة نافعة حيث اننا سوف نبني على هذه الثقة و ايضا على المكتسبات التي حققناها في هذه الدورة من اجل بناء منتخب عتيد في الفترة القادمة خاصة مع انطلاق التصفيات المؤهلة لنهائيات كاس العالم المقبلة و ايضا كاس أمم افريقيا لننتقل الآن الى فريقك النادي الرياضي الصفاقسي كيف تحكم على المجموعة الآن بعد خروج العديد من الركائز الاساسية ؟ بالفعل فقد غادر الفريق في الميركاتو الفارط بعض اللاعبين الذين كانوا يشكلون جزءا من العمود الفقري للنادي الرياضي الصفاقسي و خاصة فخر الدين بن يوسف و الفرجاني ساسي و ديديي ندونغ و لكن قوة النادي الرياضي الصفاقسي التي ميزته على مر تاريخه هي انه لا يتاثر بخروج اللاعبين بما انه يعتبر مدرسة ولادة فعند قدوم ندونغ و ساسي و «الروج» كان الفريق يحتوي على كل من صوما نابي و شادي الهمامي و هيكل قمامدية و لكن بمجرد خروجهم اخذ الآخرون المشعل وهي كما قلت لك قوة فريقنا الذي لا يقف على اي لاعب مهما كان حجمه . وبالنسبة لللاعبين الذين وقع انتدابهم ؟ لم اتدرب معهم بحكم تواجدي مع المنتخب الوطني في الشهر الفارط و لكنه يمكن القول بأن بعضهم له مكانة في كرة القدم الافريقية و خاصة بالنسبة لثنائي فيتا كلوب الكونغولي يونس سانتامو و ليما مابيدي الذين لعبا نهائي رابطة الابطال الاخيرة و اما البقية فهم من الشباب المتحمسين الذين سوف يكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب مثل الزيادي و مرياح و نيانغ و غيرهم . نعلم انك تلقيت العديد من العروض للاحتراف و لكن الهيئة رفضت ذلك ووعدتك بالخروج في الصائفة القادمة ؟ بالفعل فقد اتصلت بي العديد من الفرق للحصول على خدماتي من بينها نادي الشباب السعودي و هانقزو الصيني الذي يدربه فيليب تروسيي و لكنني تركت الامر بيد مسؤولي الفريق الذين رفضوا هذه العروض جملة و تفصيلا نظرا لحاجة النادي الى خدماتي في الفترة الحالية و اما بخصوص مغادرتي في الصائفة المقبلة فإنه يبقى اولا و اخيرا رهين توفر العرض المادي الذي يلبى طموحات فريقي الذي يعود اليه الفضل في ما وصلت اليه .
