أعلنت الحكومة التي تعترف بها الأسرة الدولية اليوم في بيان أنها “قررت اعتبار منطقة خليج السدرة (أو ما يعرف بالهلال النفطي) منطقة منكوبة”. واضافت ان هذا القرار صدر بعد أن ناقش مجلس الوزراء السبت مذكرة قدمها رئيس المجلس المحلي لمنطقة خليج السدرة بشأن الأوضاع الإنسانية الصعبة في المنطقة الممتدة من راس لانوف شرقا الى الوادي الأحمر غربا مرورا بمناطق بن جواد والنوفلية وأم القنديل وأبوسعدة. واوضحت أن المنطقة شهدت “نزوح أعداد كبيرة من سكانها وإقفال معظم الدوائر الحكومية والخدمية ونقص الخدمات الأساسية مثل السلع والمواد التموينية والأدوية وغيرها (…) لذلك قرر مجلس الوزراء اعتبارها منكوبة”. وتضم منطقة الهلال النفطي عدة مدن بين بنغازي وسرت (500 كلم) شرق العاصمة كما انها تتوسط المسافة بين بنغازيوطرابلس، وتحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة، الأكبر في ليبيا. وتضم ميلشيات فجر ليبيا عدة فصائل بينها مجموعات اسلامية ينحدر معظمها من مدينة مصراتة (200 كلم شرق العاصمة)، وسيطرت على طرابلس منذ أوت الماضي، ما ارغم السلطات المعترف بها على اللجوء الى شرق البلاد، بعد ان انشأت هذه الميليشيات كيانين موازيين للحكومة والبرلمان. وبدأت “فجر ليبيا” هجماتها على منطقة “الهلال النفطي” للسيطرة على المنطقة في عملية اطلقت عليها “عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية” قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام وهو “البرلمان المنتهية ولايته”. وانتقدت الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية هذه الهجمات التي تسببت منذ اندلاعها في حرق سبعة خزانات نفطية في مرفأ السدرة ما أدى إلى تراجع الانتاج الليبي للنفط وتفاقم الأزمة المالية والأمنية في البلاد الغارقة في الفوضى. وقد حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديركا موغيريني أمس من مخاطر “انفجار” ليبيا مؤكدة بان ذلك سيشكل “خطرا كبيرا” بالنسبة لاوروبا. وقالت امام مؤتمر الامن في ميونيخ ان ليبيا “مزيج مثالي جاهز للانفجار، وسينفجر على ابواب اوروبا بالضبط”. وتابعت ان “مجموعة العوامل الموجودة هناك خطرة للغاية بالنسبة لنا ولأمن المنطقة”.