مر فريق النادي الرياضي الصفاقسي في الاشهر القليلة الفارطة وخاصة اثر فترة الانسحاب من رابطة الابطال الافريقية في دورها نصف النهائي أمام نادي فيتا كلوب الكونغولي بفترة تقلبات كبيرة وعاصفة كانت قاب قوسين او ادنى من ادخال فريق في حجم النادي الاول لعاصمة الجنوب في دوامة يصعب الخروج منها وقد كانت الاجواء خانقة جدا ومما زاد فيها الطين بلة الحبر الكثير الذي سال خاصة في موضوع لاعبي الفريق السابقين الفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف وديديي ندونغ الذين كانوا مادة دسمة لوسائل الاعلام وقد عاد ذلك بالسلب على الفريق الذي تضرر كثيرا إضافة إلى التأخر النسبي في القيام ببعض الانتدابات لتعويض المغادرين حيث مر اكثر من اسبوعين في «الميركاتو» الشتوي دون التعاقد مع اي اسم لامع مما جعل الاحباء يصبّون جام غضبهم على الهيئة المديرة وبالتحديد رئيس النادي لطفي عبد الناظر والمدير الرياضي الناصر البدوي الى ان اقترب موعد الجلسة العامة قبل ان يثني الجميع على الهيئة خاصة في الايام القليلة الفارطة اثر الحصول على ترخيص« الفيفا» بالنسبة للاعبين ليما مابيدي ويونس سانتامو . و قد ارتأت «التونسية» ان تتحدث الى المدير الرياضي الناصر البدوي للتطرق الى العديد من النقاط قصد توضيحها للرأي العام الرياضي في صفاقس تحديدا وتونس عموما فكان ما يلي: لنعد قليلا الى الوراء وبالتحديد الى الفترة التي سبقت الانسحاب من رابطة الابطال والتي شهدت بعض التشنجات بين المدرب ومختلف أطراف الفريق فكيف تصرفت الهيئة المديرة آنذاك؟ في الحقيقة وعند انطلاق العمل مع فيليب تروسيي كانت الامور عال العال وتميزت بالانضباط التام من قبل اللاعبين الذين امتثلوا لاوامر المدرب تماما كما حرصت الهيئة المديرة على توفير كافة مستلزمات النجاح رغم ان بعض الطلبات كانت غريبة بعض الشيء الى ان جاءت مباراة الترجي والتي توجنا فيها بانتصار ثمين خلنا ان الامور سوف تكون على احسن ما يرام اثره ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان. هل من تفسير أوضح حول ما حصل ؟ يتمتع فيليب تروسيي بشخصية فريدة من نوعها حيث انه كثير الصدام مع كافة مكونات الفريق وخاصة اللاعبين الذين دخل في مناوشات مع اغلبهم وقد عانينا كثيرا جراء ذلك خاصة في ظل الظرف الدقيق والوقت الضيق بحكم ارتباطات الفريق مع رابطة الابطال الافريقية والتي حاولنا فيها كما قلت لك توفير كافة ممهدات النجاح ولكن المدرب كان له رأي آخر . ماذا حصل قبل مباراة الفريق مع النادي الافريقي التي سبقت الدور نصف النهائي لرابطة الابطال ؟ نحن دائما في النادي الرياضي الصفاقسي نعمل في صمت ودون ضوضاء رغم الانتقادات اللاذعة التي طالت الهيئة المديرة رغم انه كان بوسعنا الخروج لوسائل الاعلام والدفاع عن انفسنا امام جماهير الفريق وبالنسبة لمباراة الافريقي فقد طلبت الهيئة من نظيرتها في النادي الافريقي مشكورة تأخير اللقاء بين الفريقين للحفاظ على المجموعة خاصة وان ذهاب الدور نصف النهائي كان على الابواب ولكن فيليب تروسيي اصر أيما اصرار على لعب هذا اللقاء في اليوم المحدد له فكانت النتيجة اصابة كل من طه ياسين الخنيسي ومحمود بن صالح اللذين تركا فراغا كبيرا في الفريق والكل يعلم عاقبته . كيف تعاملتم مع الانسحاب الذي كان في مرارة الحنظل خاصة وانه اقترن مع رغبة بعض النجوم في الخروج ؟ لقد كانت بالفعل فترة صعبة جدا شهدت الانسحاب المرير وتغيير الاطار الفني وسقوط قائمة الرئيس لطفي عبد الناظر في الجلسة العامة الاولى ورغبة بعض اللاعبين في الخروج والعديد من المشاكل الاخرى ولكننا واصلنا العمل وسط ظروف لا تطاق وانطلقنا في اتصالاتنا من اجل تعويض اللاعبين الذين غادروا واعادة قطار النادي الى السكة من جديد في وقت قياسي . كنتم على وشك التعاقد مع ثنائي النادي البنزرتي بمبالغ مالية ضخمة ولكن الزيجة لم تتم فما هو السبب وراء ذلك ؟ بالفعل فقد حصلت العديد من المحادثات بيننا وبين الاطار الفني للفريق بقيادة غازي الغرايري من اجل التركيز على بعض المراكز التي يشكو الفريق نقصا فيها قصد تعزيزها ومن بينها مركز قلب دفاع وظهير ايمن وانطلقنا في المفاوضات مع هيئة النادي البنزرتي التي اتفقنا معها اثر جهد جهيد ولكن الصفقة سقطت في الماء اثر الطلبات المادية المشطة للاعبين وخاصة حمزة المثلوثي الذي اشترط 500 الف دينار في السنة وهو مبلغ لا يناله حتى قائد الفريق في النادي . ولكن مبلغ انتداب المشاني والمثلوثي من فريقهما كان مرتفعا وفي حدود المليار ونصف فهل يعود ذلك الى الرضوخ لضغوط الاحباء ؟ بالفعل لعب ضغط الاحباء المتواصل دورا نسبيا اضافة الى بعض العوامل الاخرى في استعدادنا للتضحية بمبلغ مرتفع من اجل انتداب كل من المشاني والمثلوثي ولكننا اثر تعثر المفاوضات في مراحلها المتقدمة خيرنا الصدام مع أحباء النادي على التضحية بمبالغ مالية جد مرتفعة لم يكن نجاحها مضمونا رغم قيمة اللاعبين وقد انطلقنا مباشرة في البحث عن بعض الحلول الاخرى كان من ضمنها اللاعب الدولي الاولمبي ياسين مرياح في مركز قلب دفاع . لنأتي الآن الى موضوع ثنائي فيتا كلوب والذي اشاد به الجميع في تونس خاصة اثر الحصول على خدماتهما بأقل التكاليف فكيف جرت الامور ؟ يعود اتصالنا بهذين اللاعبين الى شهر سبتمبر الفارط حيث انطلقنا في متابعتهما عن قرب والتأكد من مدى قدرتهما على تقديم الاضافة المرجوة للنادي خاصة في ظل اقتراب موعد رحيل بعض اللاعبين مثل الفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف وباقتراب موعد «الميركاتو» الشتوي كثفنا من اتصالاتنا مع الجنرال رئيس فيتا كلوب والذي استعصى التفاوض معه نتيجة تمسكه بلاعبيه وخاصة يونس سانتامو الذي قام بانتدابه قبل اشهر قليلة وذلك في اطار مشروعه في مزيد الارتقاء بناديه . ألم يكن للامور المادية دور في تعطل المفاوضات مع الجنرال ؟ بالفعل لقد كان ذلك ابرز عامل حال دون الاتفاق معه في خصوص انتداب اللاعبين حيث يعود ذلك بالاساس الى المبالغ المالية المرتفعة التي طالب بها والتي لا طاقة لنا بها خاصة في ظل وصول بعض العروض الى ادارة فيتا كلوب خاصة من نادي الاهلي المصري والتي رفعت في قيمة اللاعبين في سوق التنقلات . كيف سارت الأمور إذا ؟ بكل صراحة ودون رمي ورود لم يكن الامر عصيا على ادارة عصرية ومحترفة مثل التي يتمتع بها النادي الرياضي الصفاقسي والتي مكنته من كسب كافة النزاعات القانونية التي خاضها وكلنا يتذكر مسألة الاحترازات والاثارات اضافة الآن إلى انتداب يونس وليما بترخيص من «الفيفا» حيث سخرنا كل خبراتنا وطاقاتنا للظفر بهما وارتكزنا على فصل قانوني في الاتحاد الدولي يتعلق بمسألة انتقالات اللاعبين بين البطولات وخاصة من بطولة هاوية الى اخرى محترفة حيث ينص القانون على امكانية اتمام الزيجة دون موافقة الفريق الهاوي مقابل دفع منحة تكوين لفائدته لن تكون في اي حال من الاحوال مشابهة لما طلبه الجنرال . انضممت إلى الفريق قبل 21 سنة وبالتحديد سنة 1994 فأيهما كان أصعب موقعك كلاعب أو كمسؤول ؟ منذ انضمامي إلى فريق حاولت بكل ما أوتيت من طاقة ان اسعد احباء النادي الرياضي الصفاقسي الذين احسنوا استقبالي آنذاك فكان التتويج بالثنائي في اول موسم لي ثم تواصلت الالقاب كحارس مرمى من ضمنها اول لقب افريقي في خزينة الفريق سنة 1998 الى ان اعتزلت سنة 2001 ثم انطلقت في عالم التسيير سنة 2002 مع صلاح الدين الزحاف والحمد لله انه وطيلة 21 سنة من وجودي في الفريق كلاعب او كمسير لم يغب عني أي لقب باستثناء كأس الكاف سنة 2008 وكأس تونس سنة 2009 لما ابتعدت وقتيا عن النادي ولكن للاجابة عن سؤالك أؤكد لك ان التسيير اصعب بكثير لأن اللاعب ليس مسؤولا الا عن نفسه واما المسؤول فهو يتابع نشاط فريق كامل ويسهر فيه على كل كبيرة وصغيرة وهو ما يجعله تحت الضغط بصفة مستمرة . بماذا تود أن تختم هذا الحوار ؟ أولا أشكر « التونسية» على هذه الفرصة لإيضاح بعض الامور كما أريد أن أنوه بمجهود زملائي في الهيئة المديرة وخاصة المدير العام للنادي ياسين بن طاهر ورئيس الفريق لطفي عبد الناظر الذين تعبوا كثيرا خاصة في الفترة القليلة الفارطة من اجل السهر على المصلحة العليا للفريق والتي توجت بتأهيل ليما ويونس .