بعد أن لملم كل مشاعر الحسرة على ضياع الفوز على الملعب القابسي في سباق البطولة الوطنية واتساع فارق النقاط بينه وبين المتصدر انصرف النجم الرياضي الساحلي إلى إعداد العدّة لمباراة الدور السادس عشر من تصفيات كأس تونس التي سيكون من خلالها يوم الأحد في ضيافة فريق سهم قصر قفصة من الرابطة الثالثة وكأن التاريخ يعيد نفسه مع النجم الساحلي الذي استهل رحلة تتويجه بالأميرة الموسم الفارط مع أندية من الرابطة الثالثة حيث واجه نجم الفحص ثم نجم فريانة قبل أن يبدأ إنطلاقا من الدور الربع النهائي في ملاقاة أندية من الرابطة المحترفة الأولى عندما أزاح نجم المتلوي قبل أن يبلغ الدور النهائي على حساب الملعب التونسي في ملعب المنزه في نصف نهائي حسمته ركلات الجزاء الترجيحية..والثابت أن لقاء الغد مع سهم قصر قفصة ورغم فوراق الأقسام وتباين القوى فإن النجم الساحلي بخبرته وتجربته يعي جيدا حجم الرغبة التي تسكن منافسه للتألق أمامه ونكهة مباريات الكأس تفرض الإحتياط وتجنب الإستسهال وضرورة إعطاء القيمة التي يستحقها المنافس عبر الحرص على حسم الأمور منذ البداية مثلما حدث الموسم الفارط عندما انتصر النجم وترشح على منافسيه بنتائج عريضة. تمارين خصوصية انطلاقا من نوعية أرضية ملعب محمد القمودي ذات العشب الإصطناعي تدرب لاعبو النجم الساحلي على أرضية مماثلة ولم يشأ الجهاز الفني أن تكون كل الحصص على هذه الأرضية مكتفيا بحصة تدريبية واحدة في سياق المباراة التطبيقية التي من خلالها وضع المدرب فوزي البنزرتي ملامح الخطة التكتيكية التي يعتزم اعتمادها أمام فريق سهم قصر قفصة. ضرورة منح الفرصة لهؤلاء ليس من باب استسهال المنافس الذي يبقى جديرا بكل الإحترام وبلوغه لهذا الدور يعبر في حد ذاته عن أهم خاصية لمسابقة الكأس من حيث أنها تلغي الفوارق ولا تؤمن بالأقسام والأحجام...ولكن مباراة الغد ضد سهم قصر قفصة يبقى فرصة أمام الجهاز الفني لفريق جوهرة الساحل حتى يمكن بعض اللاعبين من قسط من الراحة بعد أن لاح التعب على معظمهم في المباراة الأخيرة ضد الملعب القابسي..وفي ذات الحين إتاحة المجال لبعض الأسماء علي غرارالظهير الأيسر الواعد معز الجمالي الذي أظهر خلال فترة التحضيرات ما يجعله جديرا بفرصة كاملة مع الأكابر شأنه شأن متوسط الميدان وجدي كشريدة والنيجيري الواعد موزاس أوركوما وصانع الألعاب حمزة لحمر والمهاجم زياد السوسي ومحارب وسط الميدان محمد أمين بن عمر والمدافع المحوري صدام بن عزيزة ضمن التمشي الرامي إلى مزيد ترشيد لإستفادة من رصيد بشري ثري ومتنوع يعتبر من أفضل ما هو موجود في البطولة..وقد جرت العادة أن مثل هذه المواعيد كثيرا ما تشكل مناسبة للإكتشاف والوقوف علي حقيقة امكانيات اللاعبين ممن لم يسمح تواتر المباريات بمعرفة مدى مقدرتهم علي تحقيق الإضافة المنتظرة منهم. «بانقورا» يستوفي العقوبة بإنتهاء مباراة الاربعاء الفارط ضد الملعب القابسي استوفى المهاجم الغيني الخليل بانقورا عقوبة الإنذار الثالث بما يضعه بصفة آلية على ذمة المدرب فوزي البنزرتي ولكن مشاركته في مقابلة الغد ضد سهم قصر قفصة تبقى مرتبطة بتوجهات «الجنرال» وامكانية أخذه بعين الإعتبار فرضية تمكين بانقورا من قسط إضافي من الراحة استعدادا لمباراة قمة الجولة الثالثة من مرحلة الإياب ضد النادي الإفريقي مثله مثل عدد من العناصر الأساسية. «المويهبي» يستعيد مستواه يوسف المويهبي القيمة الكروية الثابتة التي لايختلف فيها إثنان إذا ما تراجع حضوره في التشكيلة الأساسية وظل ملازما لمقعد الإحتياطيين استطاع أن يقدم في المباراة الأخيرة ضد الملعب القابسي ما أقام الدليل على استعادته لكامل مؤهلاته الفنية والبدنية في رسالة ايجابية من هذا اللاعب الرصين على عودته إلى سالف تألقه وتوهجه الهجومي..ويبقى المويهبي بخبرته وتجربته من عناصر صنع الفارق في الخط الأمامي. «البدوي» متغيب بارز تفتقد تشكيلة النجم الساحلي في لقاء الغد بملعب محمد القمودي بقفصة إلى قائد الخط الخلفي المدافع رامي البدوي الذي تحصل أمام الملعب القابسي على انذاره الثالث لتكون عودته في لقاء القمة أمام النادي الافريقي..ورغم القيمة المضافة للبدوي في محور دفاع النجم الساحلي فإن للجنرال أكثر من خيار لتعويضه في وجود عمار الجمل وصدام بن عزيزة وزياد بوغطاس وحمدي النقاز. ترشيد التعاطي مع المرحلة حركية غير عادية تشهدها أروقة إدارة النجم الساحلي هذه الأيام بعد أن تقدم الملعب القابسي بإحترازه على مشاركة غازي عبد الرزاق حيث تتالت الاجتماعات لتجميع ما يلزم من معطيات للدفاع عن حقوق النجم في حال كان قرارالرابطة سينتزع منه نقطة تعادله مع الملعب القابسي..وبالتنسيق بين كل مكونات الهيئة المديرة يحرص القائمون على شؤون النجم الساحلي على توفير كل الوثائق والمستندات لأثبات شرعية مشاركة غازي عبد الرزاق ولكن الغريب في الأمر أن هناك من «تجنّد» للتأكيد على أن النجم الساحلي خاسر لا محالة في الإحتراز المقدم ضده من الملعب القابسي في قراءة استباقية للقرار والحال أن الرابطة الوطنية لم تنظر بعد في الإحتراز بما أن اضراب أعوان البريد عطل وصوله قبل اجتماعها أمس ولن يكون النظر في نص الإحتراز إلا بعد أسبوع على الأقل..ولكن الغريب في الأمر أنها ليست المرة الأولى التي ينتصب فيها البعض ليقدم «فتواه» والحال أن الجهة المخولة بذلك قانونيا لم تقل بعد كلمتها في الموضوع والحال أن القرار المرتقب مهما كان فحواه لن يكون إلا ابتدائيا وفي صورة ما إذا كان ضد النجم الساحلي فهناك استئناف فلم استباق الأحداث واستصدار القرارات قبل أوانها؟