بعد مفاوضات دامت حوالي اسبوع، تم أمس فك الاعتصام الذي نفّذه عدد من شباب بن قردان للمطالبة بالتنمية والتشغيل والغاء الأتاوة المفروضة علي دول الجوار. وساهم هذا الاجراء في استئناف حركة العبور عبر منفذ رأس جدير الحدودي مع ليبيا وعودة الحركة التجارية بين البلدين. وقد عقدت خلية الأزمة المحلية إثر فك الاعتصام مباشرة جلسة عاجلة بهدف تقريب وجهات النظر بين المحتجين بعد عدم تأييد عدد منهم قرار فك الاعتصام إلى حين الاستجابة لمطالبهم. وأصدرت صباح أمس المنظمات الوطنية المتمثلة في الاتحاد المحلي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد المحلي للشغل والاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري بيانا حذرت فيه من استعمال القوة لفك الاعتصام مطالبين السلط المعنية بالتعاطي الإيجابي مع مطالب الجهة وخاصة فيما يتعلق برفع الأتاوة. كما طالبت المنظمات الجهوية الثلاث المعتصمين بالحفاظ على سلمية تحركاتهم والسماح للحالات الانسانية والصحية بالعبور وحثتهم على توحيد مواقفهم تجاه مشاغل الجهة وآليات التحرك حتى يتسنى للمنظمات الثلاث مواصلة تبني الحراك الاجتماعي. تأمين خروج المصريين في المقابل، تم تأمين الرحلة الاولى لإجلاء المصريين العالقين على الحدود التونسية الليبية حيث استقبل أمس مطار القاهرة في ساعة مبكرة 192 مصريا في أولى رحلات الجسر الجوي الذي تنظمه وزارة الطيران المصري لإجلاء رعاياها النازحين من ليبيا. وأوضحت مصادر مسؤولة مصرية أنه سيتم بالتعاون مع وزارة الخارجية وسفير مصر في تونس متابعة وضعية المصريين النازحين من ليبيا وتجمعهم قرب مطار جربة وفي حالة تجمع أعداد كافية لتسيير رحلة طيران سيتم إرسال طائرة فورا إلى مطار جربة لإعادتهم حيث تم تخصيص أربع طائرات يمكن أن تستوعب 2000 راكب يوميا. من جانبه، أكد بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني ل«التونسية» بأن الوحدات العسكرية قامت بتأمين خروج المواطنين المصريين القادمين من ليبيا عبر المعبر الحدودي رأس جدير في اتجاه مطار جربة جرجيس الدولي. وقال الوسلاتي إنه تم التدخل من قبل قيادات عسكرية وامنية لإقناع شباب المنطقة الذين عارضوا دخول المصريين بعدم إثارة المشاكل واعتراض طريق الجالية المصرية في العودة إلى أرض الوطن عن طريق الجسر الجوي التونسي المصري ، مؤكدا ان الاشكال قد زال وتم تأمين رحلتهم بسلام. يذكر أنه حوالي 200 مواطن مصري كانوا عالقين بمعبر رأس جدير، بعد أن تمّ منع الحافلات التي تمّ تسخيرها لإجلائهم نحو مطار جربة جرجيس الدولي، من التوجّه نحو المعبر من طرف المعتصمين الذين يقومون بغلق الطريق الوطنية رقم واحد، والرابطة بين مدينة بنقردان والمعبر.