: فؤاد العجرودي سجلت تونس خلال الأيام الأخيرة 18 حالة إصابة بوباء « أنفلونزا الخنازير» وصف عدد منها بالخطيرة. وفيما اقتصر انتشار «القريب» أو النزلة الوافدة منذ بداية الموسم الحالي على «العائلة ب» عرفت الأيام الأخيرة تغيرات وبائية مع تصاعد وتيرة الإصابات بفيروسين من «العائلة أ» الأكثر خطورة وهما «AH1N1» المعروف بأنفلونزا الخنازير وفيروس «AH3N2». وتم إلى حد نهاية الأسبوع الأخير تسجيل 18 إصابة بأنفلونزا الخنازير و16حالة إصابة بفيروس AH3N2. وأكد د. أمين سليم الخبير في علم الفيروسات ومدير المرصد الوطني للنزلة الوافدة أن ظهور حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير نشأ عن انتقال العدوى عن طريق أشخاص قادمين من ليبيا التي تشهد تزايد وتيرة انتشار هذا الوباء فيما انتقلت العدوى بفيروس AH3N2 عن طريق المسافرين القادمين من بعض الدول الأوروبية وأدت هذه التغيرات الوبائية التي ساهمت فيها أيضا التقلبات المناخية إلى رفع حالة التأهب الصحي في نقاط العبور ومختلف مكونات المنظومة الصحية بدءا بالرعاية الصحية الأساسية من أجل سرعة الكشف عن حالة الإصابة وبالتالي الحد من انتشار العدوى. وبين د. أمين سليم أن بعض الإصابات بأنفلونزا الخنازير كانت حادة وتطلبت إقامة المصابين في أقسام استشفائية مؤكدا أن خطورة هذا الوباء تطرح خاصة بالنسبة إلى ذوي المناعة المنقوصة على غرار الحوامل والرضع والأطفال الصغار والمسنين ونصح الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات «القريب» المعتادة بأخذ الأحتياطات اللازمة لمنع انتقال العدوى إلى جانب التوجه إلى الطبيب في صورة عدم تحسّن الحالة الصحية بعد يومين أو ثلاثة. يذكر أن انفلونزا الخنازير شهدت انتشارا واسعا في تونس والعالم عام 2009 وقد تم انذاك تشكيل لجنة يقظة وطنية تجتمع يوميا لمحاصرة انتشار الوباء وسرعة الكشف عن حالات الإصابة بما في ذلك تجهيز المطارات وسائر نقاط العبور بآلات «سكانار» إلى جانب إطلاق حملة تحسيسية واسعة لتعميق الوعي بأساليب تجنب العدوى والتخفيف من حدة الإصابات. ويرجّح أن تقلّص حدّة انتشار «القريب» بشكل عام مع التدرج نحو استقرار العوامل الجوية.