يبدو ان الصراع المحتدم بين نقابة التعليم الثانوي و وزارة التربية قد يتلاشى بعد رسائل الطمأنة التي حاول ناجي جلول وزير التربية ارسالها الى الاطار التدريسي خلال زيارته أمس الى معهد حي الحديقة بحي التحرير في العاصمة للوقوف على الأسباب التي أدت الى تعرض المعهد يوم السبت الماضي الى محاولة حرق. واكد جلول ان امكانية حل الإشكال القائم مع النقابة واردة خلال المفاوضات الاجتماعية بين اتحاد الشغل والحكومة لتفادي القرارات التي اتخذتها الهيئة الإدارية القطاعية أمس ومن بينها مقاطعة الأساتذة للأسبوع المغلق. واعترف جلول بالصعوبات التي يعيشها الإطار التربوي مشيرا الى ان الأساتذة يعملون في ظروف صعبة، مشدّدا على ضرورة معالجة هذا الوضع وحماية المدرسين والمؤسسات التربوية معربا عن تفهمه لمطالب اساتذة التعليم الثانوي، مطالبا إيّاهم بالتعقل والوطنية وبانتظار نتائج مفاوضات الزيادة في الأجور التي انطلقت أمس مشيرا الى أن ملف العنف الموجه ضد الأساتذة والمؤسسة التربوية يمثّل إحدى أولويات الوزارة، مشيرا الى انه تم الاتفاق مع وزارة الداخلية على اتخاذ الاجراءات اللازمة لتوفير دوريات أمنية في محيط المؤسسات التربوية داعيا الى ضرورة التصدي لكافة أشكال العنف الذى يطال المؤسسات التربوية واطارات التدريس معتبرا انه أمر لا يمكن القبول به. ودعا جلول الى ضرورة حماية اطار التدريس وتمكينه من ظروف العمل الملائمة والآمنة معلنا ان وزارة التربية قررت بعض الإجراءات الجديدة على غرار تدعيم إطار العملة والحراس و تدعيم المؤسسات التربوية بالأمن إلى جانب الاهتمام بالبنية التحتية مشيرا الى أنّ تونس اليوم في «حالة طوارئ تربوية». وعبّر ناجى جلول عن تضامنه مع الاطارات التربوية قائلا انه «من غير الممكن ان يعمل الاساتذة في ظروف صعبة جدا وهم يعيشون الخوف وفي حالة نفسية صعبة» مذكرا بوجود مشروع قانون لتجريم الاعتداء على المربين والمؤسسات التربوية سيسهم حسب رأيه في فرض الصرامة الضرورية في التعامل مع هذه الظاهرة. وطمأن جلول الاساتذة والاطارات الادارية بمعهد حي الحديقة الذين اكدوا على وجود عديد الاثباتات التي تبين أن عمليات الحرق عمليات مفتعلة مطالبين بضرورة فتح تحقيق جدي في الحادثة. في المقابل، أكد زهير العيدودي المكلّف بالملف النقابي بوزارة التربية أن الوزارة بصدد القيام بدراسة جدية لمطالب الأساتذة وأنها ساعية إلى حل يرضي جميع الأطراف مشيرا الى أنها ستبعث برسالة طمأنة الى الأولياء والتلاميذ غدا الأربعاء مؤكدا أنها ستنظر أيضا مع الحكومة في كيفية حل ملف أساتذة التعليم الثانوي والاستجابة على الأقل لمطلبين من مطالبهم تتعلق خاصة بالجانب المادي. يذكر أن النقابة العامّة للتعليم الثانوي صلب الاتحاد العام التونسي للشغل كانت قد نظمت إضرابا بيومين الأسبوع الماضي للمطالبة بالزيادة في الأجور وتحسين وضعية المؤسسات التربوية و فتح نقاش جدي لتطوير منظومة التعليم في البلاد.