ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في 17مارس القادم في جريمة قتل تورط فيها شاب عمد إلى الإعتداء على الضحية بحجارة على مستوى رأسه ثم سدد له طعنة على مستوى صدره. ورغم محاولة اسعافه فإنه لفظ انفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنف الحكم الصادر ضده آملا في تخفيف العقوبة المسلطة عليه. بداية التحريات في هذه القضية كانت على إثر إعلام ورد على السلط الأمنية في شهر ماي 2013 يفيد العثور على جثة شاب بمسلك فلاحي بإحدى ضواحي العاصمة تحمل آثار عنف فتحولت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما اذن بفتح بحث في الجريمة. وبانطلاق التحريات تبين أن الضحية اختلف منذ أربعة أيام مع أحد أبناء حيه وأن خصومة اندلعت بينهما انتهت بتعنيف الضحية للجاني فتوعده هذا الأخير بالانتقام وانصرف كل في حال سبيله. لذلك اتجهت أصابع الاتهام إلى المظنون فيه فتم القاء القبض عليه وباستنطاقه اعترف باندلاع خصومة بينه وبين الضحية وبأنه توعده خلالها بالانتقام وأنه لم ينفذ وعيده وفوجىء بنبإ موته. وباستفساره عن مكان تواجده ساعة الجريمة تبين أنه كان متوجدا بالمستشفى وأنه تعرض الى حادث مرور وأصيب على مستوى رأسه وخضع لفحوصات تبين من خلالها أن الإصابة لم تكن خطيرة واستظهر بما يفيد تواجده بالمستشفى لمدة يومين فتم على ضوء ذلك اطلاق سراحه بعد أن ثبتت براءته مما هو منسوب إليه وعادت الأبحاث إلى نقطة الصفر وبقي لغز وفاة الشاب محيرا إلى أن كشفت التحريات الخيط المفقود في هذه القضية إذ تبين أنه كانت للضحية علاقة عاطفية بفتاة جرها إلى مغادرة منزل أهلها بعد أن وعدها بالزواج ثم بعد أن أصبحت تعاشره معاشرة الأزواج تنكر لها عندما علم أنها حامل فعادت إلى منزل أهلها غير أن والدها رفض استقبالها لأنها جلبت الغزي والعار له فرق قلب شقيقها المتزوج لحالها واستقبلها بمنزله فتم استدعاء الفتاة التي كانت على علاقة معه وباستنطاقها نفت أن تكون قد اقدمت على قتله مؤكدة أنها لا تستطيع الحركة بعد أن أمرها الطبيب بملازمة السرير إلى حين الوضع مضيفة أنها تحقد كثيرا عليه لكنه ليس من مصلحتها قتله لأن أملها كبيرا في أن يعترف بمولودها إبان ولادته. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيها ويبدو أنه عندما سمع شقيقها بالأمر جن جنونه وخاف أن تتورط شقيقته في جرم لم ترتكبه فلم يستطع تمالك أعصابه وسلم نفسه إلى السلط الأمنية واعترف بتفاصيل جريمته اذ أفاد أنه منذ أن تعرضت شقيقته إلى التغرير من قبل الضحية وتنكره لها بعد أن أصبحت حاملا أصبح يفكر في كيفية حثه على تسوية وضعيته معها حتى يخرس كل الألسن الخبيثة فتوجه إليه وقرر التطرق معه إلى الموضوع وطلب منه جبر الضرر والاقتران بها ولو لفترة قصيرة والإقرار بأبوته للجنين إلا انه رفض بشدة وأكد له أنه لم يجبرها على معاشرته بل إنها هي من اختارت العيش معه. وقال الشقيق أنه عندما يئس من اقناعه غادر المكان وهو في قمة الغضب وفي نفسه نقمة كبيرة نحوه وعزم على الانتقام منه وقال إنه في اليوم الموالي تسلح بآلة حادة وظل ينتظر قدوم غريمه إلى الحي وإنه ما إن شاهده يعبر مسلكا فلاحيا حتى التحق به وانهال عليه من الخلف بحجارة على رسه ثم سدد له طعنة على مستوى صدره وتركه مضرجا بدمائه وغادر المكان. وقد أعرب المتهم عن ندمه غير أنه أكد أنه لم يتحمل أن يرى شقيقته التي كانت في قمة تألقها تنهار وتصبح عليلة فيما ينعم من غرّر بها بحياة هادئة ومستقرة وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه وأحيل على أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس. وبالتحرير عليه من طرف القاضي أعاد اعترافاته السابقة أما الدفاع فقد التمس من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الامكان ومراعاة الأسباب التي دفعته إلى قتل المجني عليه وبعد المفاوضة قضت بإدانته ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنف الحكم الصادر ضده.