ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة بداية شهر جوان في جريمة قتل تورط فيها كهل عمد الى الاعتداء على صديقه بواسطة آلة حادة على مستوى جنبه الايسر. ورغم محاولة اسعاف المتضرر فإنّه لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها والتي تسببت له في نزيف حاد. وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنف الحكم الصادر عليه. تفاصيل هذه القضية تعود الى شهر فيفري 2012 عندما ورد اعلام على السلط الامنية يفيد بقبول شاب في حالة صحية حرجة جراء تعرضه الى طعنة بواسطة الة حادة على مستوى جنبه سرعان ما لفظ انفاسه الاخيرة فتحولت دورية امنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الابحاث والتفتيش بسوسة بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات تبين أنّ الضحية والجاني التقيا صدفة بحفل زفاف صديق مشترك لهما كانت أجواؤه في البداية عادية غير انه فجأة اندلع خلاف بين الجاني والمجني عليه بسبب نزاع قديم بينهما يتعلّق بقريبة الضحية التي عمد الجاني الى اغتصابها واحتدّ النقاش بينهما بسبب تعمد الضحية شتم الجاني ونعته بأبشع النعوت أمام الملإ واعلمه أنه لن يفرّط في حق قريبته وانه ان لم ينل جزاء ما اقدم عليه فانه لن يتركه في حال سبيله. وشيئا فشيئا تحوّل العنف اللفظي الى عنف مادي اذ عمد الجاني الى مباغتة غريمه اثناء عملية التدافع بينهما بطعنة على مستوى جنبه الايسر فخارت قواه وسقط ارضا فيما تحصن الجاني بالفرار. وعلى ضوء هذه المعطيات تم تكثيف التحريات الى ان امكن العثور على الجاني متحصنا بالفرار بمنزل مهجور فتم القبض عليه. وباستنطاقه اعترف منذ اول وهلة بما نسب اليه مؤكدا ان حالة السكر التي كان عليها هي التي كانت وراء الجريمة وأنّ الضحية استفزه عندما هدده بالانتقام منه ان لم ينل جزاء ما اقدم عليه في حق قريبته . وأضاف المظنون فيه ان علاقته بصديقه ساءت منذ تلك الواقعة وأن هذا الأخير ظل منذ بداية السهرة يرمقه بنظرات حادة تخفي وعيدا مبطنا بالانتقام منه وأنّهما بعد أن أطنبا في شرب الخمر أعادا الخلاف بينهما فشتمه غريمه واندلعت مناوشة بينهما آلت في النهاية الى وقوع الجريمة التي لم يكن يتصور ان تكون نتائجها وخيمة الى هذا الحد على حدّ قوله, وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه, وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق واعرب عن ندمه عما بدر منه في حق صديقه, وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة القتل العمد واحيل ملف القضية على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة التي قضت في شانه بالسجن مدى الحياة فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم والذي سيكون محل نظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة .