قرر أمس محمد الناصر نائب رئيس حركة «نداء تونس» إرجاء انتخابات المكتب السياسي التي كانت مقررة اليوم إلى أجل غير مسمى مع إمكانية تغيير الصيغة. وأكدت نفس المصادر أن رئيس الحركة محمد الناصر اتخذ هذا القرار، عقب الفشل في ضبط قائمة توافقية مساء أمس، بعد أن دعت بعض الأطراف إلى توسيع كل من قائمتي الكتلة البرلمانية والمكتب التنفيذي إلى 15 عضوا لكل منهما، بدل 8 في الصيغة الأولى غير أن فشل هذه الصيغة جعل الناصر يحسم الأمر بتأجيل الانتخابات تجنبا لمزيد التصدعات داخل الحركة . وقد أدى هذا القرار إلى ردود فعل مختلفة داخل الندائيين بلغت حد إعلان النائبين وليد جلاد ومصطفى بن أحمد أنهما سيستقيلان من الكتلة البرلمانية للحزب. وقد اعتبر القيادي في الحزب والمترشح لانتخابات المكتب السياسي عبد المجيد الصحراوي في تصريح ل «التونسية» أن القرار الذي اتخذه رئيس الحزب كان بدفع من بعض الأطراف داخل الهيئة التأسيسية التي تريد المحافظة على سلطة القرار دون مراعاة مصلحة الحزب مشيرا إلى أن هذا التأجيل قرار اعتباطي وستكون له انعكاسات جد سلبية على الحزب وسيولد مزيدا من الانفلات خاصة على المستوى القاعدي . وعبر الصحراوي عن استياء العديد من أعضاء المكتب التنفيذي مؤكدا على أن الانتخابات كانت ستنقذ ما يمكن إنقاذه بانتخاب مكتب سياسي متنوع تجد فيه كل الأطراف أنفسها بشكل وفاقي . أخشى العواقب من جانبه أكد عضو الحزب نور الدين بن تيشة أنه يخشى عواقب هذا القرار مبديا تخوفه مما ستأتي به الأيام القادمة خاصة أن بودار تبعث على القلق بدأت تطفو على السطح بإعلان النائبين وليد جلاد ومصطفى بن أحمد استقالتهما من الكتلة البرلمانية . وقال بن تيشة الذي أكد تفاجؤه بقرار التأجيل أن هذا الأمر قد يولد حالة احتقان جديدة صلب هياكل الحزب ومزيدا من التصدعات في حال لم تتوصل القيادة إلى حلول وفاقية تعيد الأمور إلى نصابها داعيا إلى رأب هذا التصدع في أقرب الأوقات . لا بد من توافق النائب حسن العمري المترشح بدوره لانتخابات المكتب السياسي دعا إلى جلوس كل المترشحين إلى طاولة الحوار للبحث عن حلول توافقية تغلب مصلحة الحزب على حساب المصالح الشخصية مشيرا إلى أن أي عملية انتخابية ستخلف جروحا داخل الحزب وقد تقسمه معتبرا أن ما يحصل في الحركة خطير خاصة وأن هذا التصدع سينعكس على انضباط القواعد . ورأى العمري أن قرار التأجيل قد يكون صائبا إذا أفضى إلى نتائج إيجابية لصالح الحزب أما إذا كان لغاية التعويم فلا يستبعد أن يخلق أزمات جديدة صلب النداء . لا بد من معرفة الأسباب عبد العزيز القطي الذي امتنع عن التعليق عن قرار تأجيل انتخابات المكتب السياسي إلى أجل غير مسمى دعا إلى البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا القرار الذي قال أنه طبيعي في حال فشل التوافقات . قرار صائب لكن النائب الناصر شويخ اعتبر أن القرار الذي اتخذه رئيس الحزب بتأجيل الانتخابات صائب إلى أبعد الحدود خاصة بعد فشل التوصل إلى ضبط قائمة وفاقية رغم اقتراح بعض الأطراف توسيعها لتشمل 15 عضوا عن الكتلة النيابية و15 عن المكتب التنفيذي ، واعتبر شويخ أن الانتخابات مهما كانت نتائجها ستخلف ردود فعل مختلفة وانفعالات قد تؤثر على وحدة الحزب وتماسكه داعيا إلى ضرورة إيجاد حل توافقي عبر الحوار . استباق للنتائج وكان القيادي في حركة «نداء تونس» صلاح فرشيو قد نبه منذ أيام إلى نتائج قرار انتخاب مكتب سياسي من قبل المكتب التنفيذي على الحزب معتبرا إياه مرتجلا خاصة وأن المكتب التنفيذي الذي تم ّ تعيينه لا يمتلك الشرعية ولا يجوز لمن هو غير شرعي أن ينتخب هيكلا شرعيا . وقال فرشيو في تصريح ل«التونسية» أن الشق الذي دفع نحو هذا القرار يريد التموقع والاستيلاء على الحزب عبر وسائل الضغط التي مورست على الهيئة التأسيسية مشيرا إلى أن هذه الأخيرة قادرة على تسيير الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر وانتخاب هياكل شرعية عبر الصندوق . في السياق ذاته أكد القيادي في الحركة أن الشق الذي يدفع نحو انتخاب مكتب سياسي لا يريد مصلحة الحزب بل يبحث عن مآرب شخصية معتبرا أن هذا الأمر خطير جدا ومن شأنه أن يزيد في حالة الاحتقان والتململ داخل «النداء» خاصة وأن الحزب يمر بمرحلة صعبة ودقيقة منذ فوزه في الانتخابات التشريعية وفوز مرشحه الباجي قائد السبسي في الرئاسية، حسب تعبيره . وأكد صلاح فرشيو على ضرورة الإسراع بتكوين لجان إعداد المؤتمر مع تشريك كل التيارات داخل الحزب صلب هذه اللجان دون إقصاء، مع مزيد تركيز الهياكل المحلية والجهوية عبر انتخاب الهياكل في الجهات معتبرا أن غياب الانسجام بين نواب الحزب في البرلمان والتنسقيات الجهوية لن يخدم مصلحة النداء في المحطات السياسية المقبلة وسيؤثر على أداء الحزب ومكانته في المشهد السياسي .