مناورات وتصريحات وشدّ عصبي متبادل من الجهتين بين نادي حمام الأنف والنجم الساحلي على وقع «ويكاند» عصيب الى أبعد حدّ ظلت الجامعة التونسية لكرة القدم تسايره عن بعد وتتحكّم في تطوراته ب«الريموت كونترول» رفقة الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم..الى حين جاء القرار الأمني الفصل القاضي بتأجيل مواجهة الملعب البلدي لحمام الأنف الى اشعار آخر. القرار وكما رصدت «التونسية» كان متوقعا لدى المطّلعين على خفايا الأمور، خاصة أن المكتب الجامعي تكلّم بحياء خجول وكان باحثا عن «هدنة اجتماعية ولو مؤقتة» في ملاعبنا، في حين غاب صوت مسؤولي النجم منذ «القسم الشهير» لحسين جنيح، عدا بعض الارهاصات البادرة عن رضا شرف الدين والتي كانت تؤكد منذ البدء أن «ليتوال» ماض في قرار مقاطعة مواجهة البارحة الى حين مزيد توضّح الأمور. الحكاية حسمت في الكواليس، وكانت هناك تطمينات رفيعة المستوى لمسؤولي النجم بمراعاة الظرف الدقيق الذي خلّفته راية عبد المومن وصفّارة الكردي حتى وان كان الاقتناع سائدا صلب الجامعة وفق أخر اجتماع بأن النجم انتفع أكثر مما تضرّر من الأخطاء التحكيمية..ولكن الواضح أن الجريء هو من قاد «حوار الظل» بحثا عن حلّ وسط يطفىء لهيب الأزمة. الى حد مساء السبت لم يكن لهيئة حمام الأنف أي اشعار أو علم رسمي بالتأجيل بدليل أن المسيّرين حرصوا على حسن سير الاستعدادات للفريق، ولكن الجامعة وكما بلغنا تحرّكت في الوقت البديل لاقناع الترجي الجرجيسي بتأجيل مواجهته «المؤجلة بدورها» ضد نادي حمام الأنف..مما سيعطي هامشا زمنيا لاجراء مباراة «الهمهاما» و«ليتوال» في قادم الأيام.. لين وتمنّع مصادر «التونسية» قالت إن ردّ مسؤولي ترجي الجنوب كان ايجابيا، وتم اشعار ادارة النجم بذلك حتى يكونوا على بيّنة مما يجري..ولكن رغم اللين الملحوظ من قبل «العكّارة» الا أن هيئة نادي حمام الأنف تمسّكت بموقفها المبدئي رافضة التأجيل معتبرة أن في الأمر مسّا من الكرامة الكروية طالما أنها لم تتلق أيّ طلب أو التماس في الغرض. في مقابل ذلك علمنا أن هناك توجّسا ساد تعامل مسؤولي نادي الضاحية الجنوبية من امكانية بروز معطى جديد على سطح الأحداث عنوانه «تدوين محضر أمني عن عطب لحافلة النجم في طريقها الى الملعب»، ولذلك كان التحوّل الى الملعب، ولوحظ حضور الجانب الأمني بالعدد المطلوب اضافة الى قدوم الحكم ماهر الحرابي...فيما لم تأت أية معطيات عن بعثة النجم فيما كان الجريء يحارب لوحده «طواحين الهواء» والوقت لايجاد مخرج ينقذ مكتبه الجامعي من جحيم غضب النجم ومشروعية مطالب «الهمهاما». الرابطة على الخط دقائق قليلة قبل انطلاق الجديات، تلقى الحكم ماهر الحرابي اشعارا من مندوب الرابطة في الملعب بضرورة اعلان تأجيل المواجهة لدواع أمنية كما جاء في تعليمات قيل انها صدرت عن وزارة الداخلية..وبذلك حسم الأمر مع سيل من الغضب العارم في صفوف أبناء نادي الضاحية الجنوبية الذين ألحّوا في مطالبهم داخل حجرات الملابس على الحكم بضرورة تدوين غياب الفريق المنافس وعدم قدوم أي اشعار منه على ورقة المقابلة وهو ما تمّ فعلا عشية اليوم .. «الدعداع»: اعتذروا ل«جنيّح» وامنحوهم «الدوبلي» ولأن الموضوع -وكما آلفنا في كرتنا- مرشّح لتطورات بلا حدّ،ارتأينا في «التونسية» الاتصال برئيس الهيئة المديرة لنادي حمام الأنف عادل الدعداع لمعرفة موقف ناديه مما يجري. الدعداع تكلّم بصوت حانق وممعن في القلق والتشاؤم قائلا ان ما جرى مسرحية محبوكة مسبقا وردئية الاخراج طالما أن الجميع حضر في الملعب من أمن وحكم غير أنه تم التذرّع بالدواعي الأمنية لتأجيل المواجهة، وهو سيناريو جاهز مسبقا وفق كلام الدعداع. رئيس نادي حمام الأنف قال انه حريّ بالجامعة منذ الأن تسليم البطولة والكأس للنجم الساحلي لترضيتهم بعد ما أقدمت عليه الرابطة والجامعة لخدمة مصلحة نادي جوهرة الساحل. وأضاف الدعداع أن الصحفيين باتوا أيضا مطالبين بالاعتذار من حسين جنيّح عمّا بدر منهم تجاهه حتى لا يطالهم بطشه وغضبه. وفي سؤال من «التونسية» حول طبيعة تحرّكات ادارة ناديه لاسترداد ما رأته جماهير «الهمهاما» حقّا مسلوبا من ناديهم، ختم الدعداع قائلا : « بالله عن أية تحرّكات وخطوات تتحدثون، فأنا بالكاد استطعت التكلّم معكم لهول ما أصابنا من ظلم اداري واضح». وانتهى كلام محدثنا بقوله : عدنا الى المربّع القديم بالاملاءات والمحسوبية ..ولذلك «شكون يقول للصيد فمّك أبخر»...