التونسية (بن عروس) «الوقاية خير من العلاج» شعار تسعى وزارة الصحة على تفعيله و ترسيخه في عقلية المواطن التونسي ليتعامل معه بشكل دائم و منتظم. وفي هذا الإطار نظمت أوّل أمس إدارة الرعاية الصحية الأساسية بأحد النزل بالعاصمة ورشة وطنية أشرف عليها وزير الصحة سعيد العايدي لوضع استراتيجية متعددة القطاعات للوقاية و التحكم في الأمراض غير السارية حضرها العديد من الإطارات الطبية و بعض الهياكل التي لها علاقة ولو بشكل غير مباشر بصحة المواطن كوزارة الفلاحة و المالية و منظمة الدفاع عن المستهلك و ال «كنام » والمنظمة التونسية لسرطان الثدي وعنق الرحم والديوان الوطني للأسرة و العمران البشري كان حاضرا هو أيضا في هذه الجلسة في شخص رئيسه المدير العام الدكتور رضا القطعة وبعض الإطارات الطبية للديوان . في كلمته أكد وزير الصحة على خطورة الأمراض غير السارية على صحة المواطن في ظل التغييرات الحاصلة في حياتنا خاصة على مستوى التركيبة الغذائية خاصة منها التي تستهدف المواطن كالعجين و الأملاح و غيرها من المواد وأكد الوزير على ضرورة الاتزان في الأكل و حسن التعامل مع مفهوم الوقاية.الدكتورة رافلة الدلاجي مديرة الرعاية الصحية الأساسية أوضحت بالأرقام مدى تطور الأمراض غير السارية وانتشارها في الكثير من بلدان العالم نتيجة التغييرات الوبائية التي أصبحت تتصدر أسباب الأمراض والوفيات وهو ما يحتم تكاتف الجهود من أجل وضع استراتيجيات و أساليب تعزيز الصحة. الدكتور سليم عضو في المنظمة العالمية للصحة أخذ تدخله حيزا كبيرا من الوقت أوضح فيه كل التفاصيل و الأسباب التي تشجع على انتشار هذه الأمراض وحدّد التحديات التي يجب رفعها بالنظر إلى خطة عمل المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية. وقد بين بكل دقة كل ما يتعلق بمرض السرطان حيث تقدر الحالات السنوية الجديدة في تونس ب5900 حالة من الرجال و 4400 حالة من النساء إذ تعتبر عوامل الإختطار السبب الرئيسي في تفاقم هذه الأمراض حيث تصيب السمنة في تونس 27 بالمائة من الفئة العمرية بين 35 و 70 سنة مقابل 63 بالمائة لارتفاع الوزن و 13.5 بالمائة لارتفاع نسبة الكلسترول في الدم . كما أن الإدمان على التدخين وعدم ممارسة الرياضة هو من العوامل التي تساهم في ارتفاع داء السكري وضغط الدم و غيرها من الأمراض.