تونس (وات)- انتظم صباح الأربعاء بمدينة العلوم بالعاصمة يوم إعلامي وتحسيسي حول "نظام العيش والوقاية من السرطان". ويلتئم هذا اليوم التحسيسي ببادرة من إدارة العلاجات بمراكز الصحة الأساسية بالتعاون مع الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري. ويهدف هذا اليوم الإعلامي الذي يندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السرطان إلى التحسيس بأهمية التغذية السليمة في الوقاية من هذا المرض. ولدى تطرقه إلى الوضع العام لمرض السرطان في تونس، أشار مدير المعهد الوطني للصحة العمومية محمد الحصائري الى العوامل الكبرى المتسببة في انتشار هذا المرض، ومنها بالخصوص العادات الغذائية السيئة و السمنة واستهلاك المشروبات الكحولية والتدخين والتشخيص المتأخر. وأوضح في هذا الصدد ان مرض السرطان هو المسبب الثاني للوفاة في تونس بعد امراض القلب والشرايين. وبين أيضا انه يتم سنويا تسجيل 10 آلاف و300 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان من بينها 5900 حالة لدى الرجال و 4400 حالة لدى النساء. ويتسبب التدخين في 30 بالمائة من الإصابات بالسرطان وفي 90 بالمائة من مجمل الإصابات بسرطان الرئتين. أما السمنة، فتتسبب في 14 بالمائة من الإصابات بمرض السرطان لدى الرجال و 20 بالمائة لدى النساء في حين تتسبب العوامل المتعلقة بالغذاء في 40 بالمائة من حالات السرطان لدى الرجال و 60 بالمائة لدى النساء. وأبرزت الأستاذة بالمعهد الوطني للتغذية فاتن محجوب، من جانبها، العلاقة بين التغذية ومرض السرطان، مؤكدة ان حوالي ثلث حالات الإصابة بالسرطان يمكن تفاديها باعتماد طريقة عيش صحية وإتباع إجراءات وقائية. وأوضحت ان العلاقة السببية بين التغذية ومخاطر الإصابة بالسرطان تم إثباتها من خلال العديد من الدراسات العلمية، مشيرة إلى ان استهلاك اللحوم الحمراء بإفراط يرفع من مخاطر الإصابة بهذا المرض في حين يساهم استهلاك الأسماك والغلال والخضر في التخفيض منها. وقدمت خلال هذا اليوم الإعلامي عديد التوصيات الهادفة إلى الوقاية من السرطان ومنها اعتماد عادات غذائية سليمة تتمثل بالخصوص في الترفيع من استهلاك الخضر والغلال وممارسة النشاط الرياضي، والحفاظ على وزن عادي والتقليص من استهلاك اللحوم الحمراء والمواد الدسمة والمالحة. وقدمت الأستاذة ريم بن عيسى من مركز التنظيم العائلي بأريانة النتائج الأولية لدراسة حول التشخيص المبكر لسرطان الثدي من خلال الاختبار الجسدي. وانطلقت هذه الدراسة التي تندرج في إطار مخطط السرطان 2010 2014/ سنة 2011 وتستهدف النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 65 سنة واللاتي يقمن بفحوصاتهن في مراكز الصحة الأساسية بولاية أريانة. ولاحظت بن عيسى ان التشخيص المبكر يتيح فرصا اكبر لشفاء المرأة من هذا المرض ويسمح بتقليص حجم الورم. ويتضمن برنامج هذا اليوم تنظيم ورشتيين للاعلام والتحسيس مفتوحتين للعموم حول "أهمية التغذية في الوقاية من السرطان ". ويشار إلى ان الورشة الأولى موجهة للكبار، في حين تخص الورشة الثانية الأطفال والشباب.