عقدت أمس الهيئة الوطنية للمحامين بتونس، ندوة صحفية بدار المحامي، لإحياء ذكرى «يوم الأرض»، وللتذكير بأن القضية الفلسطينية، حاضرة وموجودة في الحياة اليومية للمواطن التونسي، في خضم الاحداث التي تمر بها تونس، من انتقال ديمقراطي، وعمليات ارهابية، وتجاذبات سياسية، حسب ما اكده الاستاذ شوقي الطبيب، مضيفا، أن إحياء «يوم الأرض»، هو محاولة للانتصار للقضية الفلسطينية، لما لها من اهمية في حياتنا، سواء في تونس، أو في المنطقة العربية. وقد افتتحت الندوة بكلمة القاها عميد المحامين، السيد محمد الفاضل محفوظ، عبر فيها عن فخره بإستقبال سفير فلسطينبتونس، وحضور كل من الاستاذة بشرى الخليل، والامين العام المساعد لإتحاد المحامين العرب، مبينا ان هذه الندوة، جاءت للتذكير بالقضية الفلسطينية، ونشر الوعي، والثقافة، حول هذه القضية، مؤكدا أن ما يحدث في تونس، وليبيا، واليمن، يجعلنا مجبورين على التذكير بهذا اليوم، وبهذه القضية التي هي قضية شعب سلبت ارضه، وتم تهجيره، وأن هذا الشعب سوف ينتصر بفضل المقاومة، وبفضل الجهود المبذولة من قبل جميع الاطراف على حد تعبيره. من جهته عبّر سفير فلسطينبتونس، سلمان الهرفي عن فرحته بوجوده في تونس، مؤكدا ان فلسطين ليست في حاجة الى سفير بتونس، لأن لديها 12 مليون تونسي، هم سفراؤها، وأن فلسطين موجودة في الذاكرة التونسية، وفي الذاكرة العربية، مضيفا، «امس اختتمنا المنتدى العالمي الاجتماعي، الذي ضم كل الاطراف من العالم، في تحدّ لظاهرة الارهاب، لأن ما قامت به تونس، لا يقتصر أثره على تونس، بل يمتد الى كل أصقاع العالم، هناك إرادة لوأد التجربة التونسية، من خلال العمليات الارهابية، لكنها لم تنجح، ولن تنجح. واليوم ها نحن هنا في تونس، نحتفل بيوم الارض، حتى نقول لا للاحتلال الصهيوني، لكي ندحض المقولة الصهيونية «فلسطين هي ارض بلا شعب»، هذه المقولة الالعوبة، التي ينشرها الصهاينة المغتصبون، ونحن نرد عليهم، ونقول الشعب الفلسطيني، لن يستسلم، ولن يقبل، ونحن دائما على العهد، نحن في حاجة الى دعمكم، ومساندتكم، معركتنا مع هذا العدو الذي يعتقد انه بتدمير بغداد وصنعاء ينتصر، نحن نقول له نحن لن نستسلم». ونبّه سفير فلسطين إلى ان السكوت على العنصرية البغيضة، هو مشاركة في هذه الجريمة، قائلا، «لن نستسلم للعنصرية، وفلسطين ستحتفل يوم غد، 1 افريل بدخولها محكمة الجنايات الدولية، وسنحتفل بدخولنا وبعضويتنا، رغم الصعوبات والعقبات، وسوف نقود هذه المعركة القانونية، ضد الكيان الصهيوني،... الدم الفلسطيني، ليس رخيصا، والدم العربي، ليس رخيصا، ونحن نطالب بالقصاص، وأنتم المحامون، حماة القانون والعدالة، نناشدكم مواصلة الكفاح مع الفلسطينيين، وتدعيم المقاومة الشعبية لهذا الاحتلال، كلنا ضحية الارهاب، وفلسطين ضحية ارهاب الدولة، الذي تمارسه اسرائيل، مضى اكثر من 70 عاما على الاحتلال الفلسطيني، ولم يترك الشعب الفلسطيني، بابا إلاّ وطرقه، أو وساطة، إلا وأعطاها فرصة، ولكننا اليوم نقول، كفانا خداعا، سوف نعيد القضية الفلسطينية، الى مجلس الأمن، وسندخل كل المنظمات الدولية، ونحن مصممون على انتزاع حقوقنا، وسنمارس كل اشكال المقاومة، وسنتمسك بثوابتنا، ومبادئنا، لنقيم دولة فلسطين، التي ستكون عاصمتها القدس، ومن هذا المنبر، اود ان اشكركم، لإعطائكم صورة لامعة، عن هذه الأمة، حتى يتم إتباعها من قبل بقية الامم، ونحن نعتزّ بتجربتكم في تونس». أما إلياس القرقوري، الامين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، فقد قال إن منظمة اتحاد المحامين العرب، هي منظمة قاعدية، شعبية، انطلقت سنة 1944، لنجدة العرب في مصائبهم، وأن موضوع فلسطين على رأس نضالات الاتحاد، وان مبدأ الاتحاد كان الدفاع عن القضية الفلسطينية، منبها الى ان الاتحاد وضع القضية الفلسطينية، في اولى اجنداته، مضيفا، «ركز المكتب الدائم للاتحاد، في اجتماعه الاخير بالقاهرة، على الخيارات المطروحة لإخراج الدول من الاستعمار، مؤكدا على ان السبيل لتحرير هذه الدول، هو التوحد، والعمل معا، من اجل تحرير الدول، وإعادة العلاقات السياسية والعسكرية في ما بينها، وأكد على ان المقاومة هي الطريق الوحيد لمواجهة التحديات الراهنة، ولمواجهة الارهاب، والاحتلال، وان الاتحاد طالب، كل الدول بقطع علاقاتها الاقتصادية، والسياسية، والديبلوماسية، مع الكيان الصهيوني مضيفا: «صراعنا مع الكيان الصهيوني، هو صراع وجود، وليس صراع حدود،». كما اكد القرقوري، ان اخر القرارات التي جاءت في اجتماع القاهرة بتاريخ 15 جانفي الفارط، هو الاقرار بحق الفلسطنيين في التحرر واسترجاع اراضيهم المغتصبة، ورفع الحصار، وفتح المعابر، وإلزامية، قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ورفض وتجريم التطبيع معه، والالتفاف والتوحد من اجل حماية مقدسات فلسطين. من جهتها، قدمت الاستاذة اللبنانية بشرى الخليل، لمحة عن تاريخ الاستيطان الاسرائيلي، مؤكدة على اهمية العمل المشترك من اجل دعم المقاومة ضد الكيان الصهيوني، مشيرة الى أن فلسطين الحبيبة، اصبحت شوكة في قلب كل فلسطيني، وعربي، شوكة في القلب، تؤلمه، ولكن يعشقها، مضيفة «الاسرائليون، اصبحوا يعيشون هاجسا وخوفا، من دخول المقاومة الى مناطقهم، اصبحوا يعيشون، ما كنا نعيشه لمدة 67 سنة من الاحتلال والاغتصاب للاراضي الفلسطينية، واليوم سوف تخرج لهم المقاومة، من جنوبلبنان، ومن غزة، وسوف يعرفون، بعد الهزيمة النفسية، التي يعيشونها، طعم الانهزام وانتصار شعب فلسطين، وعاشت فلسطين، عاشت الارض العربية». خولة الزتايقي