السمنة تضرب 7 بالمائة و 11 بالمائة يعاونون من زيادة الوزن أنجز المعهد الوطني للاستهلاك بحثا ميدانيا حول الأنماط الاستهلاكية في تونس شملت عدة محاور لعل أهمها الجانب المتصل باستهلاك الأطفال والمراهقين وشمل البحث عينة من 1500 أسرة من إقليم تونس الكبرى، وشملت الأولياء والأطفال من الفئات العمرية بين 3 - 5 سنوات، 6 - 9 سنوات، 10 - 18 سنة. وكشف البحث أن نسبة نقص الوزن للأطفال تحت 5 سنوات تراجعت من 20.2 بالمائة سنة 1975 إلى 2 بالمائة حاليا كما انه تم تسجيل نقص التقزم دون الخامسة من 39.5 بالمائة سنة 1975 إلى 10 بالمائة حاليا. وفي المقابل فإنه يوجد 11 بالمائة من المراهقين يشكون زيادة في الوزن، و7 بالمائة من السمنة. وبالنسبة لتغطية الحاجيات الغذائية فهي متوازية ولا تختلف كثيرا عن المتطلبات باستثناء المانيزيوم والكلسيوم (41 بالمائة و67 بالمائة). واظهر البحث الميداني أن 91.6 بالمائة من الأولياء أكّدوا أنّهم يولون اهتماما خاصّا بعنصر القيمة الغذائيّة للمواد التي يشترونها لأبنائهم. ولاحظ البحث غياب بيانات واضحة عن المكونات الغذائية لعدد من لمواد حيث أنّه من مجموع 30 نوع من الياغورت التي تباع في المحلّات التّجارية التونسية لا تحمل سوى 8 منها لبيانات غذائية واضحة أي بنسبة 26 بالمائة من مجملها. وتنخفض هذه النّسبة لتصبح 13.7 بالمائة حين يتعلّق الأمر بالأجبان إذ أنّ من مجموع 51 نوعا لم يقع تبيان القيمة الغذائيّة إلا لسبعة أنواع منها. وبيّنت نتائج البحث الميداني أنّ أكثر من 80 بالمائة من الأولياء المستجوبين قد أكّدوا أنّهم يراقبون الاستهلاك الغذائي لأبنائهم كمّا (78.6 بالمائة) وكيفا (86.5 بالمائة) مع متابعة تواتر تناول الوجبات ومواعيدها (76.7 بالمائة) وهو ما من شأنه خلق عادات غذائية حميدة عند الأطفال منذ الصّغر. مظاهر سلبية افرز البحث الميداني غي السلوك الاستهلاكي بالنسبة للفئة العمرية بين 3 و5 سنوات بعض السّلبيات كتعود أطفال رياض الأطفال والكتاتيب على تناول لمجة صباحيّة عند أكثر من 63 بالمائة من المستجوبين ومن المعلوم أنّ الّلمجة الصّباحية تساعد على اختلال التوازن الغذائي والزيادة في الوزن وتدل غالبا إمّا على الافتقار لفطور الصباح أو افتقار هذا الأخير للعناصر الغذائيّة الكافية. كما بيّن البحث أنّ 81 بالمائة من الأطفال يختارون بمفردهم مكوّنات هذه اللّمجة ولعلّ ذلك هو سبب عدم توازنها. وبالنسبة للفئة العمرية ما بين 6 و9 سنوات فإن أنواع الأغذية التي يحبذها الابن أو البنت الياغرت (82.3 بالمائة)، حليب (78.4 بالمائة) أجبان (67.9 بالمائة)، بسكويت/كايك (63.6 بالمائة)، شكلاطة (63 بالمائة)، كسكروت/فريكاسي/بيتزا (60 بالمائة) البسيسة والغلال (9 بالمائة). وأقر 75 بالمائة أنهم يتناولون المشروبات الغازية مع الأكل في أغلب الحالات. وفي ما يتعلق بالنسبة لمصروف الجيب ينفقه الأطفال في شراء العصير والمشروبات الغازية (50 بالمائة)، سنتدويتش/كراب/بيتزا (50 بالمائة)، بسكويت (45.8 بالمائة)، مرطبات/مبردات (35.2 بالمائة). وبشان للفئة العمرية التي تراوح بين10 و18 سنة فإن المواد الغذائية المحبذة تتمثل أساسا في كسكروت/فريكاسي/بيتزا (83.1 بالمائة)، مشروبات غازية (78.2 بالمائة) بطاطا مقلية (58.8 بالمائة) الغلال (10.7 بالمائة)، بسيسة (7.8 بالمائة). كما أن 26,3 بالمائة من العينة يأكلون خارج البيت، 9.1 بالمائة يأكلون أكلا يعد خصيصا لهم، 74.1 بالمائة يأكلون الأكلات المعدة لكافة أفراد الأسرة. وان 73.2 بالمائة من العينة يفضلون الأكل خارج المنزل لأنه أحسن مذاقا مما يطبخ في البيت، و32.8 بالمائة يفضلون مجالسة الأصدقاء في فضاءات معدة للأكل. علاوة على أن 85.5 بالمائة يقرون بتناول المشروبات الغازية مع الأكل في عديد المناسبات. النشاط الرياضي وفي مجال النشاط الرياضي أقرت 77.9 بالمائة من العينة بعدم القيام بنشاط رياضي خارج الإطار المدرسي. وأن 22.1 بالمائة يمارسون النشاط الرياضي، منهم 57.2 بالمائة يقومون بذلك مرة أو أكثر في الأسبوع فضلا عن أن 32.8بالمائة من الذين يمارسون الرياضة يقضون من 61 إلى 120 دقيقة في الأسبوع، 32.7 بالمائة يقضون من 121 إلى 240 دقيقة في الأسبوع، و8.8 بالمائة يقضون أكثر من 420 دقيقة في الأسبوع. وبالنسبة لقضاء أوقات الفراغ اقر 33.6 بالمائة من العينة أنهم يقضون أوقات الفراغ في المنزل بلا أي نشاط، 20.7 بالمائة بالمقهى وقاعة الشاي، 14 بالمائة بالمطالعة. الاستنتاجات خلص البحث الميداني إلى أهمية تطوير برامج للتربية على الاستهلاك لكافة الفئات العمرية وبتداخل بين مختلف الهياكل المعنية، حكومية أو مجتمع مدني والتنظيم الترتيبي للإشهار الموجه للأطفال، إلى جانب التركيز على أهمية العمل على إلزامية التأشير الغذائي للمنتجات، بطريقة مبسطة وسهلة. كما أوصى البحث بمزيد تعميق الدراسات حول النمط الاستهلاكي للتونسي في مستوى بعض المنتجات، والتأكيد على أهمية دور الأولياء في تكييف النمط الغذائي للأسرة مع الحرص على استرجاع عادات الأكل داخل المنزل.