وزارة التربية تنشر روزنامة اختبارات الامتحانات الوطنية للسنة الدارسية 2025 /2026    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بتونس ينظم الدورة 13 للايام الصيدلانية يومي 16 و17 جانفي 2026 بتونس    ادريس آيات يكتب ل«الشروق» .. قمة باماكو التاريخية، والكابتن إبراهيم تراوري يحذّر من الشتاء الأسود .. شتاء الدم أو لماذا لا يريدون للساحل أن ينتصر؟    الإتفاق خلال جلسة عمل مشتركة بين وزارتي السياحة والفلاحة على إحداث لجنة عمل مشتركة وقارة تتولى إقتراح أفكار ترويجية ومتابعة تنفيذها على مدار السنة    كشفها الحكم المؤبّد على قاتل طالبة جامعية في رواد ... صفحات فايسبوكية للتشغيل وراء استدراج الضحايا    استراحة الويكاند    رئيس البرلمان يفتتح مهرجان زيت الزيتون بتبرسق    الليلة: أمطار أحيانا غزيرة بهذه المناطق والحرارة تتراجع إلى 3 درجات    عاجل: 30 ديسمبر آخر أجل لتسوية المطالب الخاصة بالسيارات أو الدراجات النارية (ن.ت)    رئيس مجلس نواب الشعب يشرف على اجتماع المكتب    صلاح يهدي مصر «المنقوصة» فوزا شاقا على جنوب إفريقيا وتأهلا مبكرا إلى ثمن نهائي كأس إفريقيا    فيليب موريس إنترناشونال تطلق جهاز IQOS ILUMA i في تونس دعماً للانتقال نحو مستقبل خالٍ من الدخان    وزارة الفلاحة تدعو البحّارة إلى عدم المجازفة والإبحار الى غاية إستقرار الأحوال الجويّة    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    صادم/ كهل يحتجز فتاتين ويغتصب احداهما..وهذه التفاصيل..    قرقنة تكشف مخزونها التراثي: الحرف الأصيلة تحول إلى مشاريع تنموية    أيام القنطاوي السينمائية: ندوة بعنوان "مالذي تستطيعه السينما العربية أمام العولمة؟"    توزر: تنشيط المدينة بكرنفالات احتفالية في افتتاح الدورة 46 من المهرجان الدولي للواحات    قائمة أضخم حفلات رأس السنة 2026    رئيس جامعة البنوك: تم تاجيل إضراب القطاع إلى ما بعد رأس السنة    السعودية.. الكشف عن اسم وصورة رجل الأمن الذي أنقذ معتمرا من الموت    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    الكاف : عودة الروح إلى مهرجان صليحة للموسيقى التونسية    صادم : أم تركية ترمي رضيعتها من الطابق الرابع    هام/ الشركة التونسية للملاحة تنتدب..#خبر_عاجل    ممثلون وصناع المحتوى نجوم مسلسل الاسيدون    مقتل شخصين في عملية دهس وطعن شمالي إسرائيل    القيروان: حجز كمية من المواد الغذائية الفاسدة بمحل لبيع الحليب ومشتقاته    نجم المتلوي: لاعب الترجي الرياضي يعزز المجموعة .. والمعد البدني يتراجع عن قراره    تونس والاردن تبحثان على مزيد تطوير التعاون الثنائي بما يخدم الأمن الغذائي    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    بُشرى للجميع: رمزية 2026 في علم الأرقام    عاجل: هذا ماقاله سامي الطرابلسي قبل ماتش تونس ونيجيريا بيوم    محكمة الاستئناف : تأجيل النظر في قضية "انستالينغو" ليوم 09 جانفي القادم    عاجل/ انفجار داخل مسجد بهذه المنطقة..    جندوبة: انطلاق اشغال المسلك السياحي الموصل الى الحصن الجنوي بطبرقة    إهمال تنظيف هذا الجزء من الغسالة الأوتوماتيك قد يكلفك الكثير    كرة اليد: الترجي الرياضي يستأنف قرار قرار مكتب الرابطة    عاجل: المعهد الوطني للرصد الجوي يعلن إنذار برتقالي اليوم!    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    عاجل : لاعب لريال مدريد يسافر إلى المغرب لدعم منتخب عربي في كأس الأمم الإفريقية    هام/ كأس أمم افريقيا: موعد مباراة تونس ونيجيريا..    الرصد الجوّي يُحذّر من أمطار غزيرة بداية من مساء اليوم    استدرجها ثم اغتصبها وانهى حياتها/ جريمة مقتل طالبة برواد: القضاء يصدر حكمه..#خبر_عاجل    كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025": برنامج مقابلات اليوم من الجولة الثانية    مصر ضد جنوب إفريقيا اليوم: وقتاش و القنوات الناقلة    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية    رئيس غرفة تجار المصوغ: أسعار الذهب مرشّحة للارتفاع إلى 500 دينار للغرام في 2026    تونس : آخر أجل للعفو الجبائي على العقارات المبنية    عاجل/ مع اقتراب عاصفة جوية: الغاء مئات الرحلات بهذه المطارات..    عاجل/ قتلى وجرحى في اطلاق نار بهذه المنطقة..    أبرز ما جاء لقاء سعيد برئيسي البرلمان ومجلس الجهات..#خبر_عاجل    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    ترامب يعلن شن ضربة عسكرية على "داعش" في نيجيريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدرة قعلول (رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية) ل«التونسية»: أبو عياض يقود 1500 إرهابي تونسي في ليبيا
نشر في التونسية يوم 05 - 04 - 2015

لا بدّ من التصدّي للاستقطاب عبر «النّات» وحذار من العنصر النسائي
لهذا أدعو إلى منع النّقاب ورفض العائدين من سوريا
حاورتها: بسمة الواعر بركات
قدّمت بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية في حوار خصت به «التونسية» جملة من المقترحات لوضع حدّ لظاهرة الإرهاب بتونس،كما تحدثت عن «الجهاد الإعلامي» وكيفية استقطاب الشباب التونسي ل«الجهاد» مبينة ان هذه الشبكات يشرف عليها أخصائيون أجانب. وحذّرت قعلول من العائدين من سوريا وخاصة العنصر النسائي وكشفت أن هناك انتحاريات تونسيات للقيام بعمليات نوعية.
كما أشارت إلى المقاتلين الذين أعدهم «أبو عياض» في ليبيا وتنقلات هذا الأخير في الفترات الأخيرة لمبايعة «داعش»، وعبّرت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية عن مساندتها لمشروع قانون الإرهاب وخاصة الفصل 13 القاضي بإعدام الإرهابيين.
بقية التفاصيل في السطور التالية:
كيف تقيّيمين الوضع الأمني في تونس؟
- يمكن القول أن الوضع الأمني في تونس ما زال دقيقا،لأن المؤسسة الأمنية عوض أن ترّكز على إعادة الهيكلة والإصلاح الأمني فهي بصدد محاربة الإرهاب، هناك نوع من الاضطراب باعتبار أنّ المنظومة الأمنية كانت قبل الثورة في نسق معين وتشتغل ضمن منظومة مليئة بالفساد ثم وعوض التركيز على الإصلاحات الأمنية وعلى إعادة النظر في الهيكلة وفي القوانين التي تحمي الأمنيين فإن هذه الأولويات لم يقع التطرق إليها لأن المؤسسة الأمنية وجدت نفسها في حرب ضد الإرهاب. صحيح حدثت في البداية تجاذبات داخل وزارة الداخلية وبين الأمنيين أنفسهم ولكن قد يتم القيام ببعض الإصلاحات الضرورية والتي طالما طالب بها الأمنيون أنفسهم.
يعتقد البعض أنّ المؤسسة الأمنية بصدد التعافي، لكني في الحقيقة أرى أنّ التعافي لم يحصل بعد ولا يمكن الحديث عن تعاف إلا عندما تشرع وزارة الداخلية في إصلاح المنظومة الأمنية وإرساء القوانين وترسيخ ثقافة المؤسسة، ساعتها ربما يمكن الحديث عن التعافي.
صحيح لاحظنا إرادة في التغيير لكن لا يجب أن تكون الحلول ترقيعية، بل يجب التفكير في إصلاحات في العمق وأعتقد أن الإصلاح يكون بتكوين لجنة من الأمنيين والخبراء وهؤلاء يجب أن يكوّنوا خلّية تعمل من أجل إصلاح المنظومة الأمنية تماما مثلما هو الشأن في عديد البلدان المتقدمة لأن المطلوب إصلاح جذري.
أشارت بعض التقارير إلى أنّ عملية باردو كانت متوقعة... فهل تعتقدين أنّ تقصيرا أو خللا أمنيا حصل؟
- من الممكن توّقع العمليات الإرهابية التي تحصل داخل المدن ومن الممكن توّقع حصول عمليات نوعية ولكن توقّع هدف معني وبالتحديد متحف باردو هذا لا يمكن... وأعتقد أنّ من يقول مثل هذا الكلام يبالغ.
يمكن الإستشراف واحباط بعض المخططات من خلال الإطلاع على تاريخ تكوّن الخلايا الإرهابية ودراسة المراحل التي تمرّ بها وكيف تتكوّن... ساعتها يمكن توّقع ما سيفعله عناصرها، للأسف وزارة الداخلية تعمل على الملفات وعلى فلان وفلان ولكنها تحتاج إلى دراسة في العمق لكي تقاوم الإرهاب، الداخلية في حرب ولديها عدو يهدّدها ونعرف أن أوّل مؤسسة تم استهدافها هي المؤسسة الأمنية إذ أن هناك أكثر من70 شهيدا من الأمنيين وإذا أضفنا العسكريين فقد يصل العدد إلى 101 .
أعتقد أنه بتكثيف العمل الاستباقي يمكن التوّقي من الإرهاب، وهذا لا يكون إلاّ بتكوين خلية إعلامية لرصد ومراقبة صفحات التواصل الاجتماعي وخطاباتهم وهناك رسائل مشفرّة يجب أن يتم فكّها.
الإرهابيون لم يتغيروا، ونفس السيناريو الجزائري يتكرّر في تونس.. وما يدهشنا أنهم لم يغيّروا تكتيكاتهم، لاحظنا تقريبا إعتماد نفس الخطة ونفس التمشي، بدأوا بالتغلغل في المجتمع باعتباره أرض دعوة ثمّ انتقلوا في مرحلة ثانية إلى الاغتيالات السياسية، ثم قتل ما يسمّونهم ب«الطاغوت»... في الأثناء يمتنون علاقاتهم للتوغل ولإدخال السلاح ... وهو نفس السيناريو الجزائري.
لدينا عدو نعرفه جيدا فسواء كان «داعش» أو «أنصار شريعة» أو «كتيبة عقبة ابن نافع»... جلّها فروع ل«القاعدة» في المغرب العربي... هذه المجموعات يجب أن نعرف عنها كل شيء وهذا دور المؤسسة الأمنية باعتبارها المستهدف رقم واحد، يجب أن تقرأ عن هذه المجموعات لتفهم تحركاتهم وتعرف ما يفكرون فيه، وهذا لا يكون إلا عن طريق خلية إعلامية تنشأ للغرض وتتابع بياناتهم، و تشفر كلامهم لأنه توجد إشارات في طريقة تواصلهم وبياناتهم.
لقد صدرت عملية «بولعابة» قبل يومين في الأنترنات، وكان بالإمكان تجنبها، كذلك عملية باردو كان بالإمكان تجنبها، فبعد ضرب متحف الموصل رمز الحضارة الإنسانية، كان بالإمكان دراسة أفكارهم ووضع الاحتياطات الأمنية اللازمة قرب متاحفنا، في الحقيقة لا يوجد تواصل بين المجتمع المدني والسلطة رغم انه لدينا خيرة الخبراء ولكن يكمن الإشكال في التواصل.
توقّعت تصاعد نسق العمليات الإرهابية في المدن بعد عملية باردو.. لو توضّحين كيف؟
- العمليات الإرهابية ستكون أكثر عمقا والضربات موجعة، ومن يطلّع على إيديولوجية الإرهابيين سيفهم طريقة تفكيرهم...التركيز سيكون داخل المدن، ويمكن القيام بعمليات بسيطة ولكن هدفها إنهاك المجتمع، فهم يعتبرون بعد ضربة «باردو» أنّ الظهر منحن ويريدون ضربة قاصمة لإسقاط الجسم.
لا ننسى أن للمجموعات الإرهابية حوالي 4 سنوات في تونس تمكنت خلالها من التوّغل داخل المجتمع، تمكنوا من ضرب الشباب في العمق، ودراساتنا تشير إلى أنّ أعمار أكثر الشباب الذين استقطبوهم تتراوح بين 15 و25 سنة.
قريبا سنعدّ كمركز دراسة حول نوعية الشباب المستقطب، لدينا معطيات عن كيفية الإستقطاب الذي يتم عبر الأنترنات أو عبر البيوت فهم يستغلون التفكك الأسري وغياب التواصل في البيت للتأثير على الشباب.
لقد ابتعدوا حاليا عن المساجد رغم أنها كانت في فترة ما فضاء هاما للاستقطاب، ولكن لديهم حاليا ما يسمى ب«الجهاد الإعلامي»، ولديهم إطارات مختصة في الإعلامية وفي علم النفس وفي علم الاجتماع للتأثير والإستقطاب... أغلبهم أجانب وهم ينتدبون مجموعات أوروبية مهمتها الأساسية الاستقطاب عبر «النات» وهؤلاء مهمتهم الوحيدة الإستقطاب.
بعد عملية الاستدراج وعندما يطوّعون الشاب، يطلبون منه تغيير المسجد الذي يصلي فيه والتوجّه إلى مسجد آخر في حيّه، هناك يتم التنسيق مع خلاياهم في ذلك الحي لتتم الدمغجة ثم يرسلون الشخص المستقطب إلى حلقات النقاش لتلقي الدروس في انتظار إرساله إلى جبهات القتال.
في الحقيقة يسهل استقطاب الشباب لأنهم فئة هشة، ففي ظل غياب النوادي الثقافية والتواصل بين أفراد الأسرة، وأمام إنشغال العديد من الآباء الذين يكون همهم تأمين الجانب المادي ودفع معاليم الدروس الخصوصية فإن الشاب يعاني من الفراغ ولا يجد مع من يتحدث،عديد الأولياء لا يهتمون بكيفية تفكير أبنائهم ومع من يتواصلون، فلا الأسرة ولا الأستاذ ولا المعلم يستمعون الى الشاب، فيتوجه إلى الحاضنة الاجتماعية الإفتراضية، قد يكون شكل ومظهر العديد من الشبان عاديا ولكنهم من الناحية النفسية يعانون من الهشاشة ويعانون من خلل نفسي وعادة ما يبحث هؤلاء الشباب عن بديل.
يوجه الإستقطاب الى الفتيات والذكور على حدّ السواء، ووصلتنا مؤخرا حالة لتلميذة تم استقطابها عبر «النات» ثم توجيهها إلى المسجد، وطلب منها التوجه إلى جهة «الباساج» هناك وجدت سيارة سوداء في انتظارها فيها نساء مُتنقّبات.. في الطريق تفطنت إلى انها ستسفّر إلى ليبيا وعند الوصول إلى صفاقس سمعتهم ينسقون ويتحدثون عن بن قردان، فادعت الذهاب إلى بيت الراحة وفرّت، وقضّت ليلتها في الشارع، حاليا هي مقيمة بأحد المستشفيات وقد اصيبت بحالة «هستيريا»، وفق دراساتنا هم عادة يخبرونهم بأنهم سيسافرون إلى «الجهاد» ولكن ربما توجد استثناءات.
لديك عديد الإحترازات حول العائدين من سوريا وتعتبرينهم خطرا؟
- المجموعات العائدة من سوريا والتي نظن أنّ عددها يفوق 500 شخص تشكل خطرا كبيرا على تونس، وما لا يعرفه كثيرون أنّ مثل هذه المجموعات لا تتوب فهي ضمن نظام «مافيوزي» إما الموت أو انها ستعود لأداء مهمة ولذلك تشكل عودة الكثيرين خطرا حقيقيا على تونس.
المجموعات العائدة إلى تونس تعود إما لاستقطاب شباب آخرين، أولإرسال رسائل لأطراف أخرى، أو لتنفيذ ضربات وهذه المجموعات لا تتحرك إلا يوم التنفيذ، هناك من يترصّد وهناك من ينّسق، وهي تنتظر الموت... وعندما تنفذ عملية وتنجح في الفرار ساعتها تتم ترقيتهم للحصول على لقب أمير.
بعد تضييق الخناق على شبكات تسفير التونسيين الى ليبيا وسوريا هل تقلصت هذه الظاهرة؟
- صحيح ان عمليات التسفير تقلصت مقارنة بالسابق بسبب التضييقات الأمنية ولكن هؤلاء لديهم دائما البديل اذ غيروا الاتجاه نحو المغرب ومن المغرب ينتقلون إلى ليبيا ثم الى تركيا.
لدينا معطيات تشير إلى أن الشباب يخرجون من تونس بجواز سفر تونسي، وفي ليبيا يتم إعداد جواز سفر مزوّر وقد وصل سعره حاليا إلى 250 جنيه ليبي...
وهناك تمنح إليهم التسميات والكنيات وتختلف من «أبو احمد التونسي إلى» «أبو القعقاع» و«أبو الفرقاع»... وعادة تختار الأسماء الدالة على القوة وتلك التي تبعث الرهبة. في الحقيقة تمنح الكنيات حسب نفسية الفرد وما يطمح اليه، فإن كان يبحث عن القوة أو النفوذ يتم تلبية طلبه ...هذه المجموعات تلّبي لهم رغباتهم النفسية وتضع لهم طريقا مليئا بالإغراءات فأغلبهم كانوا مهمّشين إجتماعيا ولا يندمجون مع غيرهم سواء كانوا فقراء أو غير ناجحين أو يعانون من عقد معينة... وهي شرائح مستهدفة ولذلك يسهل جدا استقطابها... وهؤلاء سرعان ما ينقادون الى التنظيمات الإرهابية لأنهم يجدون حظوة كبيرة في تلك التنظيمات ويجدون من يهتم بهم ويلبي طلباتهم.
في العادة يدّربونهم ما بين 20 و30 يوما ويخضعون إلى تدريبات صارمة على السلاح وعلى المتفجّرات وعلى العمليات الإنتحارية... كما يتم تلقينهم دروس دينية مكثفة ودمغجة قوية فتحدث لديهم حالة من الهيجان النفسي وعملية شحن كبيرة، يحدثونهم عن عذاب القبر وجهنم و«حور العين»... فيصبح الشخص مطيعا وينقاد إلى أوامرهم وهناك من يؤكد (وفي الحقيقة ليس لدينا معطيات ثابتة) انه تمنح إليهم جرعات من المخدرات والحقن... وأعتقد انّ هذه الوسائل مستعملة في التنظيمات الإرهابية، فإذا تعمقنا في الظاهرة سنلاحظ انتشار تجارة المخدرات بعد الثورة وتفشيها الكبير خاصة في الجنوب التونسي وليبيا...
هناك مسألتان تدفعان الشباب إلى السفر ل«الجهاد»: إما من أجل الجنس أو من أجل المال.
توجد متطوّعات للجنس والمال متوفر بكثرة، وعادة يطلب من المقاتلين فتح حسابات باسم ذويهم، وهو ما تتكتم عليه عديد العائلات حاليا في تونس، فأولياء المقاتلين يتلقون أموالا من أبنائهم ومن لا يتلقى قد يلاحظ انّ ابنه لديه حساب بنكي.
ما هي آخر المعطيات التي لديكم عن «أبو عياض»؟
- أبو عياض موجود حاليا في ليبيا، كانت لديه تحرّكات كبيرة في الأشهر الماضية وقام بمبايعات «داعش» والتقى ببعض قيادييها وقام بزيارة إلى اليمن في 2013 لأن «القاعدة» هناك وكان يلعب دور الوسيط ...وزار العراق وسوريا..كانت لديه عدة تحركات وحاليا هو موجود في ليبيا ويشرف على كتيبة المقاتلين التونسيين والتي تضم 1500 مقاتل تونسي وهؤلاء هيأهم للتوّغل في تونس .
وللأسف ليس لدينا مخابرات تونسية في ليبيا... لا نعرف شيئا، هناك حلقات مفقودة والديبلوماسية التونسية في ليبيا شبه «ميتة»، حتى على المستوى السيادي هناك استباحة ونتذكر الطائرة التي توّغلت في المجال الجوي التونسي مؤخرا.
شاحنات تهريب تخترق الديوانة التونسية، لدينا رهائن محجوزين في ليبيا...
وأنا أؤكد أن الليبي عبد الحكيم بلحاج لو اراد فعلا إبداء حسن النية إزاء تونس وهو الذي يدّعي حبّ تونس لجلب «أبو عياض» وهو الوحيد القادر على هذه المهمة.
«فجر ليبيا» و«داعش» و«أنصار الشريعة» لديها أرضية مشتركة ومصالحها تتقاطع وهذه التنظيمات تتوحّد عندما تقتضي مصلحتها ذلك، وأعتبر أن «فجر ليبيا» فرع من فروع «القاعدة»، و«عقبة» و«داعش» كذلك.
أشارت دراسة فرنسية إلى أنه في 2016 سيصبح هناك جيش «داعشي» ومن يطلع على صفاحتهم يجد انّ هناك دفعات تتخرج من الضباط «الدواعش» وفرق وطلائع وهو ما يجب الانتباه اليه مستقبلا لأنهم ان كونوا جيشا لا يمكن مجابهتهم.
وللإشارة فإنّ هناك 800 ليبي «داعشي» عادوا الى ليبيا على أساس انهم تابوا ولكنّهم بمجرد عودتهم وفي ظرف شهرين هيأوا الأرضية ل«داعش» للدخول إلى ليبيا وكونوا إمارة درنة، صحيح ان الأوضاع في ليبيا ليست شبيهة بتونس ولكن هؤلاء قاموا بعدة اتصالات، ووفروا أرضية للتحرك وقاموا بالاتصال بعديد القيادات كمختار الأعور .
المطلوب حاليا مواقف جريئة، فالجنوب التونسي مثلا لم يتحرك صدفة وهناك جهات حرّكت هذه المنطقة بهدف ارباك السلطة.
ماذا عن عملية سيدي يعيش التي أفضت الى مقتل لقمان أبو صخر؟
- لقمان أبو صخر هو مهندس أغلب العمليات، وهو من كتيبة «عقبة ابن نافع» التي بايعت «داعش» ثم ظهرت مشكلة قيادات لذلك أصدرت كتيبة عقبة في البداية بيانا حول العملية، ثم سارعت «داعش» بتبني الهجوم لأن شق من كتيبة عقبة بقي على العهد مع «داعش».
وعملية الإطاحة بهم تمت بتعاون وتنسيق تونسي جزائري وليس أمريكي فرنسي كما يشاع.
لدينا مصادر موثوقة تؤكّد أنّه بمجرّد دخول لقمان أبو صخر التراب التونسي أعلمت المخابرات الجزائرية تونس بذلك وبمكانه.
ماذا عن رسائل التهديد التي تلّقاها عميد المحامين وشخصيات أخرى؟
- في الحقيقة رسائل التهديد ليست جديدة وتندرج في إطار الحرب النفسية، وكما صرحت سابقا فإن نفس السيناريو الجزائري يتكرر، رسائل وتهديدات لسياسيين وإعلاميين، هم يهددون الصحفي ولكنهم لا يضربون الصحفي بل القناة والمؤسسة، أما بالنسبة للنخبة فيتوجهون مباشرة للشخص المعني ...التصعيد وضرب المعنويات وارد وهؤلاء عندما يجدون المجال للقتل يقتلون.
طرحت بعض فصول مشروع قانون الإرهاب جدلا واسعا من ذلك الفصل 13 الذي ينص على إعدام الإرهابيين، ما رأيك في ذلك؟
- الظرفية الحالية وبعد عملية باردو الإرهابية تحتم علينا أن نكون صارمين، سنصدر قريبا بيانا يدعم هذا المشروع، واستغرب الجدل الذي يثار دائما حول عقوبة الإعدام، الإرهابي الذي يفجر نفسه ويحكم بالموت على أشخاص ابرياء لا ذنب لهم بأي عقاب ستعاقبه؟أعتبر أن بقاءه في السجن سيشكل عبئا على المجموعة الوطنية إذ يجب وضع حراسة وتوفير أكل والإنفاق عليه،وهذا الإرهابي قد يؤثر على عناصر اخرى داخل السجن... وبالتالي من العيب ان نسمع مثل هذا الكلام، الإرهابي خان الوطن وضرب مؤسسات الدولة في العمق وعقوبة الخيانة هي الموت وبالتالي لا مجال للحديث عن حقوق الإنسان هنا.
الإرهابيون شوهوا صورة تونس وضربوا السياحة، أفلا يكفي ان صورة تونس مست في الصميم، تونس أول مصدر للإرهابيين بأكثر من 3 آلاف مقاتل وتوقعاتنا تشير الى ان أعدادهم اكبر بكثير من ذلك.
هناك منطق مجتمعي منطق دولة ومنطق أفراد وما يقولونه «يدوّخ» فإحداهن قالت مثلا لدينا إرهاب وليس إرهابيين وآخر قال لا يمكن ان نسميهم قانونيا إرهابيين حتى يبت القضاء يعني كلام عجيب.
ما هي المعطيات المتوفرة لديكم حول الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا؟
- معلوماتنا تقول انهما على قيد الحياة، ويتم استعمالهما كوسيلة للمقايضة، نحن سلّمنا البغدادي المحمودي والذي توفي بالتعذيب في ليبيا وكان التسليم سببه الغباء السياسي وهو غباء من العيار الثقيل، فالجزائر لم تسلم عائشة ولا أي ليبي...لكن نحن وعوض المقايضة سلمناه الى ليبيا.
للأسف بعض السياسيين والديبلوماسيين في قمة الغباء ويدعون الذكاء.
ماذا عن مشاركة العنصر النسائي في العمليات الإرهابية ؟
- أعداد النساء في جبهات القتال كبيرة، ليس لدينا إحصائيات دقيقة لكنهن موجودات وليس كلهن في «جهاد النكاح» بل مهامهن مقسمة، فهناك من تعمل في الإدارة وهناك من هي في التمريض وأخريات يتولّين تدريس الاطفال، هناك عدة عائلات سافرت الى سوريا وهناك من سافرن وهن حوامل ... لكني اعتبر ان الأخطر هنّ النساء اللاتي يعملن مع التنظيم في تونس لأن للمرأة في مجتمعنا مكانة معينة ولا تثير الشبهات ولكن يجب ان نحذر لأن العنصر النسائي يشكل خطرا حقيقيا فهناك تونسيات مستعدات لتفجير أنفسهن وتشير تقارير إلى أن الاستعداد للانتحار عند النساء أكثر من الرجال إذ لديهن روح المغامرة والاندفاع، وربما قد نسمع في الأيام القادمة عن عمليات نسائية ولكن نأمل ألاّ تنجح مخططاتهنّ.
والاستقطاب يتم داخل المآتم فهم لا يعرفون أهل الميت ورغم ذلك يدعون المواساة ويبدأون في ربط العلاقات وحتى الحمامات والمدارس القرآنية تعتبر فضاءات للاستقطاب.
والمتأمل في مواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ أسماء ومواقع غريبة مثل بنت قليبية الحرّة... وجلها تضم خطابات حادة تكشف حجم الشحن ومدى الاستعداد للموت.
كثر الحديث عن النقاب فهل انت مع منع النقاب ؟
شخصيا أنا مع منع النقاب، لأنه من غير المقبول ان يراك الشخص وانت لا تراه ولا تعرف حتى من هو، أطالب بمنع النقاب في اقرب وقت لأن الضرر كبير والخطر من وراءه جسيم.
كما أدعو إلى عدم قبول العائدين من سوريا في تونس ويجب منعهم الى أن تهدأ الأوضاع ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.