مواجهة عسكرية مباشرة كانت وشيكة بين إيران والسعودية، والولاياتالمتحدة على الخط *بيروت (وكالات) ورد في صحيفة الأخبار اللبنانية أنه بعيدا عن الاعلام وحتى عن أوساط ديبلوماسية متعددة، جرت سلسلة من التطورات الميدانية، ألزمت نتيجها السعودية بقرار إيقاف الغارات على اليمن، لكنها لم تقفل الباب على الحرب المفتوحة، ما يجعل قرار إيقاف الغارات أشبه بهدنة تحتاج الى توثيق وتثبيت من خلال خطوات ميدانية وسياسية. وكشفت مصادر وصفتها الصحيفة بواسعة الاطلاع أن طهران تلقت قبيل الإعلان عن إيقاف "عاصفة الحزم" مؤشرات على نية السعودية توسيع دائرة القصف العشوائي، وتم إحصاء عدد من الضربات الوحشية التي أدت الى سقوط مدنيين بالعشرات في أكثر من منطقة يمنية، فقررت إيران على الاثر إرسال قطع من سلاح البحرية على وجه السرعة الى البحر الاحمر وقبالة خليج عدن، ما جعل الولاياتالمتحدة تتحرك سريعا في البحر لمواجهة ما سمّته احتمال تدخل ايراني. وأبلغت طهرانعواصم أوروبية أنها سوف لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء ما يقوم به السعوديون، وسارع الاوروبيون الى التواصل في ما بينهم ومع الولاياتالمتحدة، ثم بعثوا الى السعودية برسائل احتجاج على الاستخدام «المفرط» للقوة، والذي أدى الى سقوط عدد كبير من المدنيين، مشيرين إلى أن الاهداف التي تتعرض للقصف تبين أن معظمها مدني. وفي الأثناء تلقت الاجهزة العسكرية والامنية في دول التحالف ودول غربية فشل أكثر من 15 محاولة لاغتيال قيادات في «أنصار الله»، وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي، وأن القصف المفترض لمخازن أسلحة لم يحقق الاهداف الفعلية. وفي المقابل تحركت قوة من اللجان الشعبية باتجاه الحدود مع السعودية وقامت بعملية خاطفة داخل أراضي السعودية أدت الى مقتل عدد غير قليل من الجنود السعوديين، وقد فرضت السعودية طوقاً أمنيا وإعلاميا على الحادث، بينما سارعت وزارة الداخلية في الرياض الى إعلان حالة الاستنفار القصوى واتخاذ تدابير داخلية لمواجهة احتمال حصول مواجهة برية. وهو ما فرض أيضا استدعاء الحرس الوطني للمشاركة في الاستنفار وتوجه قسم منه الى المناطق الحدودية. ولاحظت البحرية الامريكية أن التحرك العسكري الايراني البحري يعكس استعدادا لتدخل معين، وأن الخشية لا تقتصر على احتمال نقل أسلحة الى الحوثيين، فسارعت الولاياتالمتحدة الى التواصل سائلة عن موقف إيران، التي جاء جوابها بأنها سوف تكون غير مقيدة إزاء ما يمكن القيام به لمواجهة العدوان السعودي. وفهم الامريكيون تفاصيل أكثر حول قرارات إيران منع رعاياها من زيارة الاراضي السعودية، وأن الامر لا يقتصر على وقف زيارات العمرة. ثم حصل أن أعطت إيران إشارات ميدانية تلقّاها الامريكيون قبل السعوديين. فتلقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اتصالا من نظيره الامريكي جون كيري، وقال المسؤول الامريكي إن بلاده لا ترى مصلحة في توسع دائرة التوتر في المنطقة، وإنها سوف تسارع الى التواصل مع السعودية لأجل وقف الحرب مقابل تعاون في سبيل إطلاق العملية السياسية. وبعدها، تلقى الايرانيون اتصالات تؤكد موافقة السعودية على وقف الغارات الجوية وإعلان وقف «عاصفة الحزم»، لكن من دون وقف شامل للحرب، وأنها سوف تكون مضطرة إلى استمرار عمليات القصف لتجمعات وقوافل الحوثيين جنوبا، لأن لديها التزاما تجاه حلفائها الجنوبيين، وعلى رأسهم الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، بالعمل على إعادتهم الى عدن. وبعد صدور البيان الاول السعودي بانتهاء العمليات العسكرية، سارع «أنصار الله» الى إبلاغ سلطنة عمان أن ما جرى هو وقف لعدوان قام به السعوديون من طرف واحد، وهذه الخطوة لا تلزم الآخرين بأي مقابل، وأن ما فشلت السعودية في أخذه بقوة النار لن تأخذه بالمفاوضات السياسية. وجدد «أنصار الله» موقفهم الحاسم برفض أي تدخل في الحوار الداخلي، وأنهم لا يرفضون مبادرة من الاممالمتحدة يكون أساسها تسهيل إعادة الاعمار. وحسب المصادر نفسها، فإن التطورات الاضافية التي شكلت عنصر ضغط على الجانب السعودي تمثلت في إعلان القيادة العسكرية للتحالف نفاد الاهداف العسكرية، وأن الامر صار صعبا، ما يعني بدء النقاش حول ضرورة القيام بعمل بري. وكانت الرياض قد تلقّت تأكيدات من مصر وباكستان والاردن والسودان بأن هذه الدول لن تشارك مطلقا في أي عمل بري. وتساءل إبراهيم الامين رئيس تحرير جريدة "الأخبار" هل ما حصل توقف نهائي للحرب؟ ثم أجاب: "الواضح أن الجميع لا يتصرف على هذا الاساس؛ فالحوثيون أكدوا ضرورة رفع الحصار الجوي والبحري سريعا، ووقف كل أنواع القصف السعودي في مناطق الجنوب، وأنه لا يحق لأي كان منع الجيش اليمني من مواصلة بسط سيطرته على كامل الاراضي اليمنية. وهو الامر الذي تخشاه السعودية التي بدأت بتنفيذ خطة بديلة تقوم على ممارسة عملية إغراء كبيرة لعدد من قبائل الجنوب، وهي تفترض أن الهدنة سوف تتيح لها القيام بعمل إضافي في هذا المجال في سياق توفير أرضية رافضة للجيش والحوثيين في محافظات الجنوب، من دون إغفال احتمال حصول عملية هدفها تثبيت منطقة تابعة لهم في محافظة حضرموت لأجل نقل الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي للإقامة فيها."