ثلاث مقابلات مصيرية متبقية للترجي الرياضي في بطولة هذا الموسم يساوي الفوز فيها التتويج باللقب، الأولى اليوم ضد الملعب القابسي والثانية يوم الثلاثاء المقبل ضد الإفريقي والثالثة والأخيرة بمناسبة الجولة الختامية ضد قوافل قفصة ... كل هذه اللقاءات سيكون مسرحها الملعب الأولمبي برادس وهذا ما جعل الإطار الفني والمسؤولين يضبطون برنامجا تحضيريا خاصا لتمهيد كل ظروف النجاح للفريق في هذا المنعرج الأخير والحاسم من بطولة هذا الموسم حيث تقرر أن تدخل المجموعة منذ يوم أمس الجمعة في تربص مغلق بالوطن القبلي من خلال الإقامة بأحد نزل مدينة الحمامات والتدرب بملعب قرمبالية وذلك إلى غاية دربي يوم الثلاثاء. «الذوادي» جاهز ... و«اليعقوبي» على انفراد الجديد على مستوى مجموعة المدرب جوزي دي مورايس يكمن في تماثل المدافع المحوري شمس الدين الذوادي إلى الشفاء وانضمامه إلى بقية زملائه وبالتالي جاهزيته لاستعادة مكانه في تركيبة محور الدفاع وهو أمر منتظر اليوم ضد الملعب القابسي حتى يستعد كما يجب لدربي الثلاثاء... من جهة أخرى لا يزال غياب محمد علي اليعقوبي متواصلا حيث يواصل هذا المدافع التدرب على انفراد طبقا لبرنامج خاص ضبطه له طبيب الفريق ياسين بن احمد والمعد البدني صبري البوعزيزي وذلك إلى غاية تخلصه من كل آثار الإصابة التي يشكو منها وتلقيه الضوء الأخضر للإنضمام إلى المجموعة... هذا وتجدر الإشارة إلى غياب سامح الدربالي عن لقاء اليوم لأسباب تأديبية بعد جمعه ثلاثة إنذارات وهو ما سيفسح المجال للمدرب جوزي دي مورايس بإدخال بعض التعديلات على الخط الخلفي والتعويل على بعض اللاعبين الذين لم يشاركوا في المباريات الأخيرة. حذر مفهوم من «الستيدة» لن تكون مباراة الترجي الرياضي اليوم ضد الملعب القابسي سهلة بالمرة نظرا للمستوى الذي تقدمه الستيدة في هذا الموسم والمعنويات المرتفعة التي تشهدها حاليا بعد الإنتصار الكبير الأخير في الدربي أمام الجليزة والذي يعد الأهم بالنسبة لأبناء العقبي الذين يتحوّلون عشية اليوم إلى رادس لتأكيد حسن استعدادهم وجدارتهم بالمرتبة الطيبة التي يحتلونها في الترتيب العام... كل هذه المعطيات تجعل أبناء باب سويقة يتسلحون بحذر مفهوم جدا قبل هذه المواجهة وخوض اللقاء بالجدية الكاملة لتفادي كل مفاجأة غير سارة قد تقضي على كل الآمال في لعب الأدوار الأولى في هذه الأمتار الأخيرة والمصيرية من عمر البطولة... الترجي الرياضي لن يكون أمامه اليوم من خيار سوى الإنتصار تماما مثلما هو الأمر في كل مقابلاته المتبقية وسيدخل بالتالي اللقاء بانضباط كبير لتحقيق هدفه وكسب ثلاث نقاط ثمينة. ضرورة التوفيق في الإختيارات الترجي الرياضي يملك مصيره بين يديه إذ يكفيه الفوز في كل لقاءاته للتتويج بالبطولة وهذا عنصر هام جدا عليه أن يستغله على النحو الأكمل وهو أمر يضع دي مورايس أمام مسؤولياته المتمثلة اساسا في حسن الإختيارات والتوفيق في عملية التعويل على لاعبيه وتوظيف نقاط القوة التي يملكها لفائدة المجموعة تمهيدا للنتائج التي تضمن للنادي لقبا جديدا... الكرة الآن بحوزة البرتغالي الذي يملك كل الإمكانيات التي تسمح له بالنجاح في اللقاءات الثلاثة المتبقية وهو بالتالي مطالب باتخاذ القرارات المناسبة والصائبة من حيث التشكيلة وكذلك طريقة اللعب خصوصا وأن الأمور أصبحت واضحة جدا لديه بعد وقوفه على حقيقة مؤهلات كل لاعبيه ومعرفة قدرة كل منهم على إفادة الفريق مما يساعده على اتخاذ الإختيارات الصحيحة التي تساهم في تحقيق النتائج الإيجابية. مسؤولية البرتغالي كبيرة في هذا الصدد ولم يعد له مجال جديد للخطإ مرة أخرى وهو اليوم أمام خيار واحد وهو النجاح في القرارات الفنية والتكتيكية وكسب الإنتصارات في المقابلات الثلاث التي تنتظره. الثلاثي الأجنبي الأمثل على مستوى الأجانب أضحى المشهد واضحا في الترجي الرياضي بعد أن تأكد فشل البرازيلي كروز وعدم امتلاكه لأبسط المؤهلات لإفادة المجموعة ليصبح دي مورايس أمام حتمية التعويل مستقبلا على الثلاثي هاريسون آفول ويانيك نجانغ وساموال إيدوك والإبتعاد بالتالي عن العاطفة ووضع مصلحة النادي فوق أي اعتبار آخر... صحيح أن مردود كل أجانب الأحمر والأصفر لا يرتقي بالمرة إلى المستوى المطلوب الضامن للإضافة المرجوة لكن فارق المستوى بين الغاني والكاميروني والنيجيري من جهة وبين البرازيلي من جهة أخرى يفرض إخراج هذا الأخير من كل الحسابات خلال الجولات الأخيرة من هذا الموسم وهو الخيار الوحيد الذي يفرض نفسه أمام البرتغالي. اختيارات اليوم غير مكشوفة نعود إلى مباراة اليوم أمام الملعب القابسي لنشير إلى أن المدرب دي مورايس لم يشكف اختياراته على مستوى التشكيلة الأساسية ولو أننا نتوقع بعض التغييرات على غرار دخول شمس الدين الذوادي والتعويل على يانيك نجانغ من البداية وإمكانية ظهور كل من إيهاب المباركي وعلي العابدي وربما معز عبود في التركيبة التي سيبدأ بها البرتغالي المباراة... على اية حال فإن الحلول متوفرة بالشكل اللازم أمام الإطار الفني في مختلف الخطوط وما عليه سواء حسن الإختيار وتقديم التشكيلة التي تحقق الهدف المنشود وبالتالي الإبتعاد عن الفلسفة الزائدة التي دفع الفريق ثمنها باهظا في رابطة الأبطال الإفريقية والتي لم تمهّد له الفوز كذلك في الكلاسيكو الأخير أمام النادي الصفاقسي.