مدرب الترجي الرياضي جوزي دي مورايس ينطبق عليه فعلا المثل الشعبي المعروف « بعد ما تخذ شرى مكحلة» حيث تفطن بمناسبة اللقاء الأخير ضد قلوب الصنوبر الغاني إلى أهمية خط وسط الميدان وتأثيره الكبير والمباشر على المستوى الفني العام للفريق بفضل التوازن الذي يمنحه للمجموعة ككل على الصعيدين الهجومي والدفاعي على حد السواء، فالبرتغالي أفرغ هذا الخط في لقاء الحسم وتحديد المصير في هذا الموسم وهو دربي العاصمة وأهدى هذه المنطقة الهامة والحاسمة إلى منافسه على طبق من ذهب ومر بالتالي بجانب الحدث في المباراة التي كان لزاما عليه النجاح فيها ... وقد لعب دي مورايس أمس الأول بخط وسط كان من المفروض أن يعوّل عليه في لقاء الأجوار ويواجه بالتالي الإفريقي بتوازن كامل يعد أحد المفاتيح الهامة للنجاح في المباريات الكبرى وكان سيغيّر من وجه الدربي 180 درجة لكن البرتغالي كان يجهل ذلك ولم يستوعب الدرس إلا بعد فوات الأوان ليدفع الترجي الرياضي باهظا ثمن « جهل» مدربه ومحدودية معرفته بكرة القدم بخسارة لقب البطولة ومعه المركز الثاني وبتوديع مغامرة رابطة الأبطال بصفة مبكرة لا تليق بطموحات الفريق. أهمية التأهل إلى دور المجموعات الرباعية التي حقها الترجي الرياضي في لقائه الأول مع ممثل كرة القدم الغانية تعد حاسمة ضمن بها فريق باب سويقة العبور إلى دور المجموعات وهو تأهل في غاية من الأهمية لا فقط على مستوى المشاركة في هذه التظاهرة والذهاب بعيدا فيها وإنما خاصة على مستوى الروح المعنوية التي يعطيها إلى كل الأطراف المكوّنة للفريق والدفع والعزيمة التي يحتاجها المسؤولون اليوم للقيام بتضحيات مادية كبيرة لضمان الصفقات التي تفيد الفريق في المستقبل... مسابقة ال «كاف» هذه ولما تضمه من فرق إفريقية معروفة وكبيرة ستحفّز أصحاب القرار في الترجي الرياضي لتعزيز المجموعة الحالية بما لا يقل عن أربعة لاعبين ستتم إضافتهم إلى القائمة الإفريقية للمشاركة في مقابلات دور المجموعتين ولم لا الدورين نصف النهائي والنهائي في صورة التأهل طبعا وسيكون بالتالي الدافع موجودا ومتوفرا لضخ الأموال اللازمة لإبرام الصفقات التي تفيد الفريق وتعطيه الإضافة التي يحتاجها. «النفزي» و«عبود» ضمن الحسابات المستقبلية الفترة القادمة ستكون بدون شك فترة ضخ دماء جديدة في المجموعة الترجية من خلال الإستغناء على كل اللاعبين الذين أثبتت العديد من التجارب السابقة إفلاسهم وعدم قدرتهم على إفادة الفريق في شيء مقابل القيام بانتدابات مدروسة في أماكن معيّنة للقضاء على السلبيات الموجودة... وبين هذا وذاك ستمنح الفرصة كاملة لبعض اللاعبين الذين لم ينجح الإطار الفني في حسن استغلال إمكانياتهم وتوظيفها لفائدة المجموعة على غرار محمد أمين النفزي الذي أبلى البلاء الحسن في كل المباريات التي خاضها والتي لم تكن عديدة من سوء حظه وآخرها مقابلة أمس الأول التي قدم خلالها مردودا أكد به جدارته بأخذ الفرصة كاملة في المستقبل خصوصا في مكانه الأصلي الذي شكل ولا يزال النقطة السلبية رقم واحد في الترجي الرياضي... نفس الشيء بالنسبة لمعز عبود الذي يستحق ثقة أكبر من الإطار الفني ومنحه الوقت الكافي من اللعب حتى يستعيد كامل مؤهلاته ويبلغ المستوى الكبير الذي يخوّله له فنياته، هذا الشاب يعد مستقبل الترجي الرياضي ومن واجب المدرب وضعه في الإطار المناسب ليكون مجديا في القادم القريب ويصبح من بين ركائز خط الوسط لعشر سنوات قادمة.